أفاد مرضى ومراجعون في المنطقة الشرقية، بأن إدارات مستشفيات تستعين بعمال نظافة لنقل المرضى من وإلى أقسام وغرف المستشفى المختلفة، لوجود نقص في الكادر الطبي، ما قد يضاعف الحالات الصحية للمرضى، كون عمال النظافة غير مؤهلين لنقل المرضى.
فيما نفى مدير المنطقة الطبية في الفجيرة، الدكتور محمد عبدالله بن سعيد، الاستعانة بعمال نظافة في نقل مرضى، مشيراً إلى أن نقص الكادر الطبي في مستشفيات المنطقة الشرقية لا يبرر الاستعانة بعمال نظافة للقيام بأعمال طبية، ومن يرتكب هذا السلوك يعرض نفسه للمساءلة.
تصرّف غير مسؤول
اعتبر مدير المنطقة الطبية في الفجيرة، الدكتور محمد عبدالله بن سعيد، أن استغلال عمال النظافة من قبل الكادر الطبي تصرف غير مسؤول، ولابد من النظر إلى هذا الأمر بعين الاعتبار، لما يترتب عليه من آثار سلبية على صحة المريض، الذي قد تتضاعف حالته الصحية بعد نقله من غرفة العمليات إلى غرفته بالقسم المخصص له.
وتابع أنه قد يواجه عامل النظافة موقفاً لا يعرف التصرف الصحيح حياله، كونه غير مؤهل لاتخاذ القرار اللازم، لافتاً إلى أن المضاعفات الصحية، التي يواجهها المريض بعد العملية الجراحية، قد تكون معقدة أكثر من العملية نفسها، مشيراً إلى أن هذه المضاعفات قد تحدث خلال مدة زمنية قصيرة، إلا أن عامل النظافة غير مؤهل للإلمام بالآلية الصحيحة للتصرف السليم في مثل هذه المواقف.
من جانبه، أقر مدير مستشفى في المنطقة الشرقية بمعاونة عمال نظافة للكادر الطبي في نقل مرضى، في حالات نادرة، خصوصاً عندما يكون الكادر الطبي مشغولاً بتأدية مهام أخرى، ووصول حالة طارئة، فيتم الاستعانة بعمال نظافة، للمساعدة في نقل المرضى تحت إشراف الكادر الطبي.
وتفصيلاً، ذكر المواطن عمر النقبي، أن شقيقه تعرض لحادث تصادم منذ أشهر عدة، وتم نقله إلى أحد مستشفيات المنطقة الشرقية للعلاج من الإصابات التي لحقت به جراء الحادث، وفوجئ بعمال نظافة في المستشفى يتولون نقل شقيقه المصاب من فوق السرير إلى الكرسي المتحرك، ثم نقله إلى قسم الأشعة، ومنه إلى قسم العلاج الطبيعي، مشيراً إلى أن عامل النظافة ليست لديه الدراية بنقل مصاب يعاني كسوراً مختلفة، لافتاً إلى أن هذا الأمر قد يتسبب في مضاعفة الحالة الصحية للمريض، أثناء نقله من السرير إلى الكرسي المتحرك.
وقالت المواطنة شيماء أحمد، إنها أجرت عملية ولادة قيصرية في أحد المستشفيات الحكومية بالمنطقة الشرقية، وفوجئت أسرتها بأربع عاملات نظافة يقمن بنقلها من غرفة العمليات إلى غرفة العناية المركزة، متسائلة: ما موقف عاملات النظافة حال حدوث مضاعفات بعد العملية، معتبرة أن استعانة بعض المستشفيات بعمال، أو عاملات نظافة في نقل مرضى أمر غير قانوني، ولا يندرج ضمن أخلاقيات المهنة.
وقال مريض في مستشفى بالمنطقة الشرقية، إن حالته الصحية استدعت عمل بعض الفحوص الطبية، وفوجئ بعامل نظافة في المستشفى يتولى نقله من قسم إلى آخر، وعندما طلب أن يرافقه ممرض أبلغه الطبيب بوجود نقص في الكادر التمريضي، وعامل النظافة يتولى مرافقته لحين الانتهاء من الفحوص.
في المقابل، أكد مدير المنطقة الطبية في الفجيرة، الدكتور محمد عبدالله بن سعيد، أن نقص الكادر الطبي لا يبرر الاستعانة بعمال نظافة في نقل المرضى، مشيراً إلى أن أي شخص من الكادر الطبي يستعين بعامل نظافة في نقل مرضى يعرض نفسه للمساءلة، ويعرض مستقبله المهني وسمعته للخطر، معتبراً أن من يرتكب هذا التصرف يخون أمانته الطبية والأخلاقية.
من جانبه، أقر مدير مستشفى الفجيرة، عبيد خلفان الخديم، بأنه في بعض الأحيان النادرة يستعين الكادر الطبي بعامل نظافة في عملية نقل مريض من قسم إلى آخر، أو من سرير إلى آخر، تحت إشرافهم الطبي، خصوصاً حال حدوث نقص في الكادر الطبي بقسم معين.
وأكد أنه لابد من أن يكون الاهتمام بالمريض من قِبَل فريق طبي مؤهل، لافتاً إلى أن مهام عمال النظافة، وفق بنود عقد توظيفهم، لا تشمل نقل المرضى، وتنحصر في تنظيف الأرضيات، والمحافظة على نظافة المستشفى، موضحاً أن لكل وظيفة في المستشفى مسؤوليات محددة، خصوصاً أن عمال النظافة غير مؤهلين لنقل المرضى، أو مداواتهم، أو رعايتهم.
الامارات اليوم