هدّد أب لثلاثة أبناء متخصصة اجتماعية في وزارة الشؤون الاجتماعية بالقتل، في حال تكرار زيارتها الميدانية لأولاده، للاطلاع على واقعهم المعيشي، بعد تلقي الوزارة شكاوى من أشخاص مقربين من الأطفال، حول معاناتهم لإهمال والدهم لهم، وتعرضهم للعنف، وعدم إنفاقه عليهم، حسب وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية بالإنابة، ناجي الحاي.
وكان الأب خرج من السجن بعد تنفيذه حكماً قضائياً بسبب قتله زوجته (أم الأولاد) خنقاً، ليعود إلى منزله ويكون مسؤولاً عن تربية أبنائه.
وأكد أن زيارات الأخصائية الاجتماعية الميدانية للأطفال مستمرة بمؤازرة الشرطة، على الرغم من تهديد الأب لها قائلاً: «مثل ما خنقت أمهم (أي الأطفال) أخنقك».
وقال الحاي إن الأب، من وجهة النظر القانونية، قضى عقوبته عن الجريمة، ولم يشر الحكم إلى عدم أهليته لرعاية أولاده، أو يقض بإبعاده عنهم، إلا أن الوزارة ستطلب إعادة تقييم حالته، لرفع الرعاية عنه في حال عجز المختصة الاجتماعية عن مواصلة أداء دورها نحو الصغار، مؤكداً حرص الوزارة على بقاء الأسرة متماسكة، لأن ذلك يصب في مصلحة الأطفال والأب.
وأضاف أن الوزارة تعمل على دعم الجانب الاجتماعي للأسرة، وتحرص على دعم الأب للتخلص من توابع السجن، وإدماجه في عمل، مع استمرار متابعتها الأطفال من خلال الزيارات، والرصد عن طريق الجوار والمدرسة وغيرهما، للوقوف على أي تطورات.
وقلل الحاي من خطورة تهديد الأب، لافتاً إلى أن الوزارة كانت تستطيع رفع دعوى قضائية ضده، وربما توقيفه أياماً عدة، غير أنها ترى أنه قال كلامه بهدف إبعاد رقابة الأخصائية الاجتماعية عنه، ولم يقصد القتل فعلاً، الأمر الذي جعل الوزارة تتخذ قرار مواصلة العمل مع الأب لضمان مصلحة المحضونين.
وتابع أن الوزارة ستقدم دعماً إضافياً للأطفال، وتؤمن مستلزماتهم، من خلال مبادرة «خير لأهلنا»، بعد لجوء أحد الأولاد إلى مركز الوزارة طالباً المساعدة، كون الأب يعطي أبناءه 800 درهم من المساعدة الاجتماعية التي تصرفها لهم الوزارة للإنفاق على أنفسهم شهرياً.
وأشار إلى أن الأسرة تتألف من ولدين وبنت، ويبلغ أكبرهم 15 عاماً، وهم ملتزمون بدوام المدرسة، ويطلعون المعنيين على أي مستجدات غير مألوفة قد تصادفهم خلال وجودهم في المنزل.