اكتست مناطق وجبال الفجيرة بنباتات عطرية ليقوم أهالي المنطقة باستغلال الفرصة بجمع أكبر كمية ممكنة من الأعشاب العطرية والنباتات الطبية التي لها تأثير فعال لعلاج بعض الأمراض، وبينها الحميض واليعدة.
الحميض وهو من النباتات التي تنبت بعد مواسم هطول الأمطار، ينبت معظم الأحيان بالقرب من عيون المياه وتنتشر في الجبال والوديان وبين المنحدرات، له طعم حامض يستخدم في السلطات، والبعض يستعين به في إعداد بعض الأكلات الشعبية المعروفة.
كما شهد موسم الأمطار نمو نبات اليعدة وهي من الأعشاب شديدة المرارة تكثر في الوديان وبين الجبال، لها عدة استعمالات لعلاج حالات اضطراب المعدة والجهاز الهضمي، حيث يشرب نقيعها على الريق للاستفادة من خصائصها الطبيعية في العلاج.
ووسط إقبال كبير من الأهالي والمتنزهين للاستمتاع بمشاهدة المناظر الخلابة التي ازدانت بها المناطق الجبلية بالإمارة مثل الغزيمري ومسافي والحيل والبثنة وشرم والعقة، التي جرت بين ثنايا صخورها جداول المياه المتدفقة، لتعكس مشاهد متفردة للطبيعة الجبلية، حشائش غطت مساحاتها الجبلية، لتنتعش الأجواء في هذه المناطق بعد أن ارتوت الأراضي لأيام بمياه الأمطار التي جعلت من سلسلة الجبال ربيعاً مزداناً باللون الأخضر تحيطه الأزهار الملونة والنباتات العطرية لتبهر الناظر وتريح النفس، مزيد لمشاعر بالطمأنينة والراحة وإحساس بإبداع الخالق.
موسم خير، هكذا يطلق عليه بعد أن جلبت الأمطار معها الخير الكثير، وارتوت على إثرها المزارع ليستبشر فيها المزارعون بموسم حصاد وافر، وليعيش الأهالي فرحة وسعادة العيش بين طبيعة تتنفس خضرة، لتعود الحياة إلى الأرض اليابسة على امتداد بين ربوع الطبيعة وأشجار الغاف والسمر، وخلال فترة الظهيرة تنطلق رحلة الاستجمام والطبخ في الهواء الطلق، لتجد المناطق الجبلية تكتظ بمئات من الزوار الذين يفترشون الأرض وسط مسطحاتها الخضراء، بالقرب من خرير مياه الأودية الجارية العذبة، مستمتعين بأجواء الشتاء، حيث أصبحت مناظر المناطق الجبلية خلابة، تحتضن بين صخورها الأعشاب الخضراء والزهور.
مناظر غاية في الروعة خلفتها أمطار الخير في مناطق مختلفة بالفجيرة، حيث ما تزال مياه الأودية تجري في بعض المناطق، وما تزال بعض السدود مليئة بمياه الأمطار، مشاهد من الطبيعة استقطبت إليها العديد من الناس للجلوس وتناول الطعام في تلك الأجواء الساحرة بين نسائم الهواء الباردة، بعيداً عن الروتين اليومي.
عائشة الكعبي