كهوف الفجيرة تستوقف الزائر مع تأمل تضاريسها الغنية بالمرتفعات الجبلية، والتي تزخر بمقومات الجذب السياحي ومشاهد الطبيعة. ومع اعتدال الطقس والدخول في الموسم الشتوي، يتوافد السياح بكثرة إلى محيطها ومناطقها المجاورة للاستمتاع بأجوائها الساحرة، التي تجعلها دائماً محط أنظار الباحثين عن التاريخ والجمال والاستجمام.
باطن الأرض
ضمن حملة «أجمل شتاء في العالم»، يجد عشاق «الهايكنج» ملاذهم عند زيارة الكهوف التي تزين جبال الفجيرة، وتضم عالماً مجهولاً ومنظومة من الأسرار، تظهر على شكل فجوات في باطن الأرض، وفتحات تتفرّد بعمقها وظلامها الدامس وتكويناتها النادرة. إذ تشكلت بفعل العوامل الجيولوجية عبر الأزمنة، بعضها يعتلي قمم الجبال العالية، وبعضها يتراءى في باطن الأرض، حيث استغرق تكوينها آلاف السنين حتى أصبحت بحق جزءاً من كنوز الطبيعة التي تبهر الناظرين. وتزداد هذه الجبال ثراءً من كثرة التراكيب والأشكال البديعة التي ترسمها الكهوف، وتحولت إلى عنوان السياحة الجبلية التي تُعد ركيزة أساسية من الخيارات المتعددة والمتنوعة التي تقدمها الإمارات لسكانها وزوارها من عشاق مسارات المشي والمغامرات ورياضات التشويق رفقة العائلة والأصدقاء.
أشكال ومسمّيات
تتعدد مسمّيات كهوف الفجيرة، بينها «البعيبه»، الذي يتميز بقدمه وبالترسبات التي تشكله وكثرة الخفافيش والمغارات الصغيرة. ومن كهوف الكبيرة الحجم التي تأتي بأشكال مختلفة، «سرب الدود» الذي يقع في دبا الفجيرة على جبل مرتفع وفي زاوية من الصعب مشاهدتها، وكان مسكناً ومأوى للأقدمين، تحوطه من الخارج مجموعة بيوت قديمة، وله مدخل صغير يتّسع لدخول شخص واحد. أما «سرب الراكبي»، فيقع عند قمة جبل مطل على الأودية، واتخذ اسمه من وادي الراكبي، حيث يتميّز بكبر حجمه، بطول 180 متراً وعرض 390 متراً، ويُعد من أجمل الكهوف التي تم اكتشافها، وتوجد بسقفه فتحة للتهوية.
توثيق «لايف»
عند الانطلاق لاستكشاف الكهوف الجبلية، يوثِّق المغامرون أدق تفاصيلها من حيث التكوينات الجيولوجية والترسبات، من خلال تصويرها «لايف»، حيث يمكن للمتابعين مشاهدتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
مسافات
تتطلّب الرحلة الجبلية لاستكشاف كل كهف مسافات طويلة، حيث تستمر الرحلة الواحدة عدة ساعات. وتتميّز الكهوف بأشكال غريبة، ولاسيما بفتحات الدخول إليها، والتي لا يسمح بعضها إلا بدخول شخص واحد. أما الكهوف الكبيرة فتُعرف بضخامة فتحاتها وجمالها الأخّاذ نتيجة ترسباتها الصخرية.
هناء الحمادي