شكا ذوو طلبة بمناطق في إمارة الفجيرة (مسافي والحيل وطيبة والفرفار ووادي العبادلة)، نقص الحافلات في مدارس حكومية وخاصة، على الرغم من مرور أسابيع عدة على انطلاق العام الدراسي، مشيرين إلى أن رحلة الطلبة من المدرسة وإليها تتجاوز الـ50 دقيقة، نتيجة نقص الحافلات، وضم مناطق عدة لكل حافلة.
وأكدوا أنهم فضلوا توصيل أبنائهم بمركباتهم الخاصة إلى المدرسة صباحاً، وإعادتهم إلى المنازل بعد انتهاء الدوام الدراسي، ما يشكل عبئاً إضافياً عليهم حتى لا يتركوا أبناءهم يعانون في الحافلات المدرسية ذهاباً وعودة، مؤكدين أن الرحلة في المركبة الخاصة تستغرق نحو 20 دقيقة، وفي الحافلة تصل إلى ساعة كاملة.
وأفادت إدارات مدارس خاصة بأن قرارات شركات المواصلات منفصلة تماماً عنها، ولا تستطيع التدخل فيها إلا في حال كانت تخالف الاشتراطات اللازمة، والمفروض عليها من قبل وزارة التربية والتعليم، مؤكدة أنها تلقت شكاوى من ذوي طلبة بمناطق عدة في الإمارة، لعدم توفير حافلات خاصة بمناطقهم، واحتجاجهم على دمج طلبة مناطق عدة في حافلة واحدة، ما يزيد من زمن الرحلة من المدرسة وإليها.
وقال إداري في شركة مواصلات تابعة لمدرسة خاصة في الفجيرة، فضل عدم ذكر اسمه، إن بعض المناطق تحوي عدداً بسيطاً من الطلبة، يراوح بين خمسة و10 طلاب، ويصعب على الشركة تخصيص حافلة وسائق ومشرفة لخمسة طلاب، لذا يتم ضم طلبة هذه المناطق مع طلبة المنطقة القريبة منهم.
وأضاف أن الوقت المستغرق من المدرسة وإليها عبر الحافلة أمر ليس بيد قائد الحافلة، نظراً لبعد المسافة بين هذه المناطق والمدرسة، موضحاً أنه لا تحتسب رسوم إضافية على طلبة المناطق، على الرغم من بعد مسافتها بالنسبة للمناطق الأخرى، مشدداً أنه شركته تلتزم جميع اللوائح والمعايير الموضوعة من قبل وزارة التربية والتعليم، ولم تخالفها.
في المقابل، أكدت إدارة مدرسة حكومية في الفجيرة، أن طلبة منطقة الحيل، التي تضم 1100 منزل، شملت عدداً كبيراً من الطلبة الذين تم نقلهم حديثاً لمدارس قريبة من منطقتهم، الأمر الذي خلق إشكالية في ترتيب الحافلات بما يتناسب مع عدد الطلبة.
وأشارت إلى أنه خلال الشهرين الماضيين تم توزيع الطلبة على الحافلات بشكل يضمن وصولهم للمدرسة في وقت مناسب، ما يتطلب أخذ الطالب من منزله في وقت مبكر عن المناطق القريبة من المدرسة، لضمان وصوله في الوقت المناسب.
وأفاد والد طالبين في مدرسة خاصة، علي الحفيتي، بأنه يقيم في منطقة الحيل بمدينة محمد بن زايد، وأشرك ابنيه في حافلة مدرسية برسوم 6000 درهم، لضمان راحتهما ووصولهما إلى المدرسة في الوقت المناسب، إلا أنهما يشكوان ضيق المكان في الحافلة، وطول انتظارهما أثناء رحلتي الذهاب والإياب، بسبب نقل الحافلة طلاباً من أكثر من منطقة، مشيراً إلى أنه يتم أخذ أبنائه من المنزل في السادسة صباحاً، ويعودان للمنزل في الثانية والنصف، على الرغم من خروجهما من المدرسة في الساعة 12:40 دقيقة.
وأيدته في الرأي والده طالبة في مرحلة رياض الأطفال بمدرسة خاصة، فاطمة محمد، التي تقيم في منطقة طيبة، وحجزت مقعداً لابنتها بداية العام الدراسي، ومر شهر على الدفع، ولم تجدد الاشتراك، وفضلت نقلها بمركبة خاصة بالقيمة نفسها التي تدفعها للحافلة مقابل راحة ابنتها، وعدم شعورها بالضيق، نظراً لتكدس طلبة جميع المراحل مع بعض وقضاء وقت يصل إلى ساعة كاملة في رحلة الذهاب للمدرسة والإياب، والأمر مرهق بالنسبة للأطفال.
رسوم إضافية
أفادت والدة طالبة بأن مدارس خاصة تحمّل سكان بعض المناطق البعيدة رسوم حافلات إضافية، بزعم أن الحافلات تحتاج إلى كمية وقود إضافي، وغيرها من الحجج.
وقالت والدة ثلاثة طلاب في مراحل مختلفة بمدرسة حكومية في الفجيرة، فاطمة علي، إن أبناءها يعانون يومياً خلال رحلتي الذهاب للمدرسة والعودة، نظراً إلى أخذهم من المنزل في وقت مبكر، وعودتهم في وقت متأخر، إذ يأتي أحد أبنائها في الساعة الرابعة عصراً منهكاً بسبب طول الوقت المستغرق في الحافلة التي تقلّ طلاب أكثر من منطقة، مشيرةً إلى أن المدرسة تزعم أن المشكلة نتيجة انتقال عدد كبير من الطلبة إلى المدرسة، ووجود ضغط كبير على الحافلات.
سمية الحمادي