اكتسب مهارات الزراعة من جده ووالده، ليصبح اليوم المزارع الصغير ذا الـ 13 عاماً، هو سلطان علي الخزيمي من إمارة الفجيرة، الذي وجد في الزراعة رابطاً قوياً يذكره بمهنة آبائه وأجداده، واستطاع أن يتغلغل في المهنة تدريجياً، ويتعلم من خلالها حرث الأرض، وطريقة وضع السماد المناسب، واختيار المحاصيل الموسمية ليجني ثمارها، حيث نجح في زراعة ما يقارب 50 صنفاً من الزراعات المتنوعة غير 70 صنفاً من الخضروات الموسمية.
«البيان» التقت مع المزارع الصغير سلطان في منزله الكائن بمنطقة مربح، ليتحدث عن حبه للزراعة وتشجيع والده له ومنحه مساحة من الأرض في المنزل، ليمارس فيها هوايته بزرع ما يفضله من مزروعات.
ويقول سلطان: إن الزراعة علمته الصبر، بل وجعلته يستغل علمه في البحث على اليوتيوب عن أفضل الطرق وأحدثها في الزراعة، التي فتحت آفاقه وجعلته يتخطى إخفاقاته، وينجح في زراعة بعض المحاصيل النادرة والمستوردة مثل فاكهة التين التي وجد فيها تحدياً استطاع تخطيه بالتجربة والفشل حتى وصل للنجاح وحصد محصوله من ثمار التين الطيب.
ويتابع بأنه أصبح يقضي وقت فراغه في الزراعة، الأمر الذي جعله يبتعد عن الألعاب الإلكترونية، بل وزادت متعته عند البحث عن الجديد في عالم الزراعة، وهو أمر وجد فيه اكتشافات عجيبة جعلته أكثر دراية ومعرفة من السابق، بل أصبح مصدر فخر عند والديه والعائلة لما عكسه من مثال مشرف لابن مجدّ خصص وقته لكي يستفيد منه في تنمية مهاراته في قطاع مهم مثل الزراعة، بل اجتهد لكي يقوم بعمل مشاتل منظمة في منزل العائلة تتضمن أصنافاً من الخضار والفواكه الموسمية والنادرة منها التي جعلتهم يكتفون ذاتياً.
وأضاف سلطان أنه نجح في زراعة الطماطم الصفراء والخضراء والبرتقالية وبصدد زراعة البنفسجية منها وهي طماطم مستوردة، لكي يضع نفسه في تحد آخر يخلق بداخله إصراراً لتحقيق النجاح مرة أخرى، كما استطاع تخصيص مساحة فيه شتلات خاصة بفاكهة البابايا التي يطلق عليها «رد ليدي» أي السيدة الحمراء، وهي ثمرة ذات تلقيح ذاتي، والتي وضح أنها تؤدي إلى غلة أكبر أي ينتج عنها حصاد أكبر.
طموح الخزيمي بأن تكون لديه في المستقبل مزرعة خاصة به يستطيع من خلالها تنفيذ المشروعات الزراعية الحديثة بطريقة تتنوع فيها المحاصيل وتصبح أيضاً متاحة في السوق المحلي، كما يطمح أيضاً في القيام بالاستزراع النباتي والسمكي بالاستفادة من هذا النظام المستدام والجيد في الإنتاج، لافتاً إلى أن الاستزراع النباتي والسمكي هو وسيلة «نظيفة وخضراء» لزراعة النباتات بكفاءة في أنظمة معالجة وإعادة الاستخدام، ويمكن من خلال هذا النظام تربية الحيوانات المائية مثل الأسماك والقواقع أو القريدس في أحواض والزراعة المائية ومن ثم زراعة النباتات في الماء.
ويرى سلطان أن وجوده على أرض الإمارات أكبر دافع له لمواصلة هوايته في الزراعة، حيث سيحرص على السعي دوماً إلى تطوير مهاراته في هذا القطاع المهم لكي يصل إلى أفضل الطرق الزراعية، ويأمل بأن تكون له في المستقبل بصمة متميزة في قطاع الزراعة في الإمارات.
عائشة الكعبي