طارق السماحي إماراتي عاشق للمغامرة استثمر مهاراته الرياضية في الغوص الحر والصيد بالمسدس البحري وصعود المرتفعات، واستكشاف الطبيعة، والكهوف المجهولة والأماكن السياحية المجهولة في الإمارات.
نجح السماحي في تكوين فريق «الذئاب» للسير الجبلي أو ما يعرف بـ”الهايكنج”، والذي يضم عدداً من عشاق السير بين المسارات الجبلية، ووهب نفسه وفريقه للترويج لسياحة التحدي والمغامرة التي أصبحت محل اهتمام كثير من الشباب في الإمارات.
تتنوع مهارات السماحي في مجالات رياضية عدة، ما جعله غواص سكوبا محترفاً، ومسعفاً معتمداً، حصد العديد من الميداليات الرياضية في سباقات سبارتن والفعاليات الرياضية المختلفة التي تنظمها الدولة.
قصة الذئاب
وعن قصة تكوينه لفريق الذئاب، قال السماحي لـ«الرؤية»: جمع بيننا شغف واحد، وهو عشق المغامرة واكتشاف الطبيعة، والفريق مكون من مجموعة من المغامرين المحترفين ذوي الخبرة، والمعرفة السابقة بالطرق الجبلية والوديان في مختلف أنحاء الدولة. وجميعهم مدربون على القيادة والتعامل مع الصعوبات والتحديات التي قد تواجه الفريق، ومساعدة المغامرين الجدد حتى تكون رحلتهم مع الفريق آمنة وممتعة.
وأوضح أن “الفريق يتكون من قسمين، الأول هم المغامرون المحترفون وعددهم عشرون مغامراً، أما الثاني فهم الهواة الذين وصل عددهم إلى 200 شخص من أبناء كل الجنسيات المقيمة في الدولة”.
سياحة التحدي
وأوضح السماحي أن «هدفه الرئيسي من تكوين فريقه، وبث كل رحلاتهم على صفحاته على منصات التواصل الاجتماعي جذب المزيد من الشباب من عشاق الإثارة والتحدي لمتعة عالم السير الجبلي، وتسليط الضوء على السياحة الداخلية التي يهجرها البعض، والكشف عمّا تتميز به الإمارات من كنوز طبيعية بين جبالها ومساراتها المتباينة وعيونها المنتشرة في كل أنحائها».
نجح «الذئاب» في إبراز بعض المعالم الطبيعية المجهولة في الدولة، والمساهمة في تشجيع ممارسة الرياضة الخارجية لما لها من فوائد صحية خاصة في ظل الظروف الراهنة التي فرضتها جائحة كوفيد-19 التي تمنع التكدسات في الأماكن المغلقة.
وأشار المغامر الشاب إلى أن «فريقه له خبرة كبيرة في أغلب المسارات الجبلية الرسمية التي تم إنشاؤها عن طريق الجهات الحكومية، إضافة للمسارات غير الرسمية وهي طرق قديمة بالمناطق النائية والقرى أو أماكن تم استكشافها من قبل فريق الذئاب نفسه، ويتم وضعها على خريطة سياحة السير الجبلي لهواة الذهاب إلى الأماكن الجديدة».
مسار قوس قزح
ونجح «الذئاب» في اجتياز مسارات عدة، أبرزها مسار قوس قزح في منطقة غوب بمدينة الفجيرة، والذي تم الوصول إلى نقطة نهايته التي تمنح المغامر رؤية إطلالة البحر الساحرة على الحدود العمانية الإماراتية، ويتسم بوجود الصخور الجيولوجية الملونة بألوان جميلة ومتدرجة والتضاريس الغريبة التي لا يوجد مثيل لها في المناطق الأخرى في الإمارات.
كما نجح «الذئاب» أيضاً في اكتشاف مسار بطول 33 كيلو متراً عبر الجبال من منطقة الحلاة بالفجيرة ويمتد إلى منطقة ضدنا على الساحل.
ويصف السماحي هذه الرحلة بأنها “طويلة وخطيرة جداً، وذلك بسبب طول المسافة وانقطاع الشبكات الهاتفية طوال المسير، ولذلك تحتم عليهم التخطيط جيداً، والاستعداد والاحتمالات والسيناريوهات المتوقعة”.
وأوضح أنه «تم اختيار 5 أشخاص من أكثر المغامرين خبرة، لخوض الرحلة التي استمرت يوماً كاملاً من الفجر إلى صلاة العشاء، ومر المستكشفون خلال رحلتهم بالعديد من البرك المائية في وسط الجبال، وتم خلالها اكتشاف أماكن تاريخية أثرية ونقوشات ومقابر قديمة».
مواقف صعبة
وقال السماحي إن “استكشاف الذئاب لأحد المسارات في عمق الجبال في الفجيرة كان الأصعب في جولاتهم، حيث فوجئوا بأن نهاية الطريق عبارة عن هاوية ذات ارتفاع عالٍ للغاية من قمة الجبل إلى أسفل الوادي وهو مكان لشلال في موسم الأمطار ويستحيل النزول منه، ما أصاب بعض المغامرين بالإحباط، وقام البعض الآخر بمحاولة استكشاف مسار بديل تجنباً للاضطرار للرجوع لمسافات طويلة وبعد نصف ساعة من البحث تم إيجاد البديل والرجوع منه بحمد الله”.
استعدادات واشتراطات
وأوضح أن “هناك استعدادات يتم اتباعها قبل خوض كل رحلة، ومنها الإعلان عنها قبل انطلاقها، بحيث يتم إعلام جميع المشاركين بتفاصيل المسار من ناحية الصعوبة وطول المسافة والمدة المتوقعة، وقبل الانطلاق يتم تعريف المشاركين بنبذة عن المسار والمنطقة والأماكن المتوقع المرور بها، ويتم منحهم بعض النصائح الضرورية، وخلال المسير يكون هناك شخص مسؤول في المقدمة وشخص آخر في المؤخرة وذلك لضمان سلامة الجميع خلال الرحلة”.
ولخص السماحي أكبر التحديات التي تواجه هواة السير الجبلي في انقطاع شبكة الهاتف المحمول عن الغالبية العظمى من المسارات، وخاصة التي تبعد عن المدن وهذا يعيق الاتصال في حالة الطوارئ لوجود حالة صحية أو الضياع، بجانب عدم وجود لوحات إرشادية في أغلب المسارات التي تبين تفاصيل المكان والمسافة وبعض المعلومات المهمة التي قد يحتاج إليها زوار المكان.
إقبال واسع
وأكد المغامر الإماراتي أن «رياضة السير الجبلي شهدت مؤخراً إقبالاً كبيراً من جميع شرائح المجتمع من المراهقين وكبار السن، ويعود ذلك لإنشاء عشرات المسارات من قبل الجهات المحلية وتزايد عدد الفرق الموجودة في عالم الهايكنج»
وينصح السماحي عشاق السير الجبلي بزيارة الساحل الشرقي ورأس الخيمة التي تعد من أكثر المناطق تنوعاً في مساراتها، وذلك بسبب موقعها الاستراتيجي في سلاسل جبال الحجر.
الرؤية