يشعر الزائر لمدينة خورفكان الواقعة على بعد 109 كيلومترات عن مركز إمارة الشارقة، ومنذ اللحظة الأولى، بعراقة المكان ويأسره جمال طبيعتها، فهذه المدينة الساحلية تمتلك سحراً من نوع خاص بسبب توليفتها الخصبة بالمساحات الخضراء تحيط بها السلاسل الجبلية المهيبة.
وأضافت «درة الساحل الشرقي لإمارة الشارقة» أيقونة جديدة تتجلى في «مدرج خورفكان»، التحفة الفنية والمعمارية الفريدة من نوعها في الدولة، وهو يقع على سفح جبل السيدة، ويطل على شواطئ خليج عمان.
ويجسد مدرج خورفكان الذي يشرف عليه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، إضافة جديدة إلى رصيد الإمارة الثقافي والفني، ومنصة تدعم مختلف الفنون الموسيقية والاستعراضية، وتلتقي من خلاله رهافة الإبداع مع ألق الطبيعة.
بدأ المدرج انطلاقته من خلال عرض فيلم «خورفكان» المستوحى من كتاب صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، عن مقاومة المدينة للغزو البرتغالي، وتلاه إقامة حفل فني مطلع العام الحالي للنجمين الإماراتي حسين الجسمي والمصرية أنغام. المدرج قيمة فنية وثقافية كبيرة للمدينة والإمارة، والدولة عامة، بل تمتد هذه القيمة لتشمل منطقة الخليج برمتها؛ كونه المدرج الأول من نوعه الذي يقام في المنطقة.
وبعد أشهر على تدشين المدرج بات حديث الناس، ومقصداً لأهل المدينة وزوارها، فهو تكامل ما بين الإبداع المعماري وجماليات الطبيعة؛ حيث يستقبل زوراه بتصميم عريق يدمج بين فنون العمارة العربية الاستثنائية والهندسة الرومانية التقليدية، وبإطلالة بانورامية تجمع المشهد الساحلي مع الجبلي، فيكون الرائي واقفاً وسط توليفة جمالية مميزة.
ويتسع المدرج لأكثر من 3500 شخص يحتضنهم في بنائه المصمم وفق أحدث المعايير المعمارية العالمية، متخذاً طرازاً هندسياً يضم سلسلة من الأدراج الحجرية الواسعة على مساحة تمتد إلى 1700 متر مربع، كما تشتمل واجهاته الداخلية والخارجية على 234 قوساً و295 عموداً.
إلى جانب ذلك، زود المدرج بأحدث أنظمة التهوية ومعدات تقنية متطورة بما يتعلق بالصوت والإضاءة، ما يجعل منه مكاناً مثالياً لاستضافة العروض والفعاليات المختلفة.
ويجاور المسرح شلال بني من خلال نحت الصخور، ليحاكي الشلالات الطبيعية، لينتهي الأمر بتدفق بديع للماء من أعلى الكهف حتى أسفل الجبل، بارتفاع 45 متراً وعرض 11 متراً. ويمكن للزوار الذين يعبرون الشارع المحاذي للمدرج الاستمتاع بدفقات الماء العذب الذي تشع جمالياته ليلاً بتوليفة من الأضواء الساحرة.
جميع هذه المقومات وغيرها تجعل من «مدرج خورفكان» أيقونة للفن والجمال والهندسة المعمارية المعاصرة ذات الطابع العريق ليشكل من قلب المدينة جوهرة استثنائية تنبض بالحياة والجمال تضاعف في جمالياتها من قيمة إمارة الشارقة ومكانتها الثقافية والفنية والحضارية. (وام)