على بعد 55 كم في الشمال الغربي من مدينة الفجيرة، وعلى الطريق المار بمنطقة مسافي باتجاه منطقة الغيال شمالاً، تقبع «الحنية» بين الجبال متوسطة الارتفاع وسط كثبان رملية، وتشكل عقداً ذهبياً من جمال الطبيعة، في هذه البقعة كان لـ«الرؤية» هذا اللقاء مع الوالدة خصيبة علي الدهماني عاشقة التراث، والتي شاركت في الكثير من المعارض التراثية، حيث تحكي للشباب وتعلمهم الكثير عما كان في سالف العصر والزمان، وتدلهم على كتب الذاكرة ليعرفوا كيف عاش أجدادهم.
اللقاء مع الوالدة خصيبة ليس فقط لأنها كتاب مفتوح للتراث بل لأنها تمثل صورة للإماراتية التي تحب وطنها فلا ينسى أحد صورتها الرائعة التي انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعية وصيحتها المحببة «وصلنا المريخ»، فعبرت بصيحتها عن فرح الماضي بمعانقة المستقبل في جملة واحدة موجزة تلخص الرحلة بين شبكة الصيد وملامسة الفضاء.
فخر واعتزاز
الوالدة المحبة للشعر والقصص القديمة فتحت قلبها لـ«الرؤية» وقالت: «وصول الإمارات إلى المريخ إنجاز لم يتوقعه أحد».. هكذا بدأت الوالدة خصيبة حديثها معربة عن سعادتها بوصول الإمارات للمريخ، مشيرة إلى أنَّ كبار السن الذين عايشوا الصعوبات قبل قيام الاتحاد، عندما سمعوا بهذا الخبر شعروا بالفخر والاعتزاز لانتمائهم لهذا الوطن الغالي.
وتقول الوالدة خصيبة إن الفترة المقبلة ستشهد الكثير من الإنجازات التي سيحققها أبناء الدولة مضيفة أن مسبار الأمل يؤكد للعالم أجمع أنه لا يوجد مستحيل في قاموس قيادة وشعب الإمارات التي استطاعت منذ تأسيس الاتحاد تحقيق الإنجازات النوعية، ومنها هذا الإنجاز التاريخي بالوصول إلى المريخ عبر مسبار أنجزته أيادٍ إماراتية.
ترويض المستحيل
وأعربت الوالدة عن فخرها بما أنجزته أيادي أبناء الإمارات، مؤكدة أنهم بالإنجاز التاريخي، ترجموا رؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بدعمٍ من قيادةٍ رشيدةٍ، وجهود سواعد وكوادر إماراتية مبتكرة ومبدعة.
وأشارت الوالدة خصيبة إلى أن الإمارات استطاعت، خلال 50 عاماً، ترويض المستحيل وجعله ممكناً فقد غيرت شكل الحياة، حيث كانت في الماضي بسيطةً والمنازل كانت عبارة عن خيام أو بيوت مصنوعة من عريش النخل، وكانت الزراعة وصيد الأسماك واللؤلؤ هي المهن الموجودة والمتاحة فقط في الماضي لتوفير لقمة العيش للإماراتيين، لكن الآن وبعد مرور 50 عاماً نعيش في أبراج عالية، وناطحات سحاب وظهرت القصور والمنازل المتسعة الفخمة المبنية بالحجر والإسمنت، والمصممة على أحدث الطرز.
الإمارات الحلم
وتابعت بأنهم يجدون اليوم التطور الاقتصادي الكبير، وحركة تجارة واسعة وسياحة منتشرة في كل إمارات الدولة، منوهة بأنَّ جميع الناس من كل دول العالم يحلمون بزيارة الإمارات والعيش فيها؛ لأنها أصبحت ملاذاً آمناً لكل الناس سواء كانوا مستثمرين أو رجال أعمال أو تجاراً أو حتى مجرد سائحين من مختلف الجنسيات «لقد صارت بلدنا حلماً للجميع.
«وبعد وصولنا للمريخ سنصل إلى أبعد من ذلك».. هكذا تعبر الوالدة خصيبة عن طموحها وحلمها في أن تصل الإمارات إلى ما هو أبعد من المريخ، وتستند في طموحها المشروع إلى تطور التعليم في الدولة بصورة لافتة.
تطور كبير
وتتذكر الوالدة خصيبة الوضع قديماً عندما كان التعليم يقتصر على تعليم قواعد الصلاة وآيات القرآن في الكتاتيب لكن مع بداية الاتحاد انتشرت المدارس، ومع مرور السنين نجد كل يوم أن هناك تطوراً كبيراً في كل شيء. وفي مقدمته التعليم الذي يبني مستقبل الإمارات بالعلم كما أراد زايد وتابعه قادة الدولة حتى الآن.
وعلى الرغم من فرح الوالدة خصيبة الدهماني، التي عاصرت فترة ما قبل الاتحاد وبعده، إلا أنه لا تنسى قصصاً قديمة فيها معان كثيرة وذكريات جميلة لأيام الماضي وبداية فجر الاتحاد، وتتحدث بشوقٍ عن زمن البساطة، والعيش وسط أسرة ممتدة، تضم الأب والأم والجد والجدة والأبناء في بيتٍ واحد يتقاسمون المعيشة برضا وارتياح، في ظل حياة مفعمة بالذكريات السعيدة رغم صعوبتها وقسوتها.
لحظة فارقة
ولا تنسى خصيبة كذلك، ولا يغيب عن ذهنها لحظة الإعلان عن قيام الاتحاد.. وفي بادئ الأمر لم تكن تعرف ماهية الاتحاد ودلالته هي وأفراد عائلتها، وظلت تسأل “إيه اللي حصل؟ وإيه اللي بيحصل؟” حتى حصلت على جوابٍ عن سؤالها أفرح قلوب الجميع، حين علموا بانضمام 7 إمارات، تحت راية دولة الاتحاد، بقيادة الوالد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. فتغيرت بعدها ملامح الإمارات.
وتؤكد الوالدة في حوار الذكريات مع «الرؤية» أنَّ الاتحاد ونهضة التطور التي عمّت البلاد، غيرا ملامح الحياة، فأصبحت رغيدة مريحة، في ظل إنجازات غير مسبوقة أبرزها تحويل الصحراء إلى حدائق غناء ومزارع خضراء مثمرة، في قصة نجاح مثيرة حظيت باهتمام العالم وتقديره، وعكست إرادة وعزيمة المغفور له الشيخ زايد، رحمه الله.
قيم قديمة وإنستغرام
وترى الوالدة خصيبة أن الاتحاد جمع الصفوف، ووحَّد القلوب فنعم الجميع بالأمن والأمان والاستقرار والراحة، مشيرة إلى أنها على الرغم من التطور الذي أحدثه الاتحاد في حياة أبناء الإمارات، إلا أنها لا تزال تتمسك بقوة بماضيها وتراثها وأصالة وطنها، وتسعى دوماً إلى غرس عادات وتقاليد أصيلة في نفوس أجيال المستقبل، من خلال مشاركاتها التراثية مع مؤسسات تعليمية وفعاليات سياحية، بنقل خبراتها وإبراز مهاراتها اليدوية التي تعكس أصالة المرأة الإماراتية.
وأضافت أنها تحاول تشجيع الأبناء والشباب -في ظل جائحة كورونا – على أخذ اللقاح، واتباع التعليمات الخاصة من الدولة وقيادتها؛ لأن شيوخ الإمارات يعملون بكل جهد من أجل سلامة المواطنين والمقيمين جميعاً، وتحاول خصيبة تشجيع الجميع من خلال حسابها على «إنستغرام» أو التواصل المباشر مع الجيران على أخذ اللقاح، والحرص على صحتهم.
عندما سألنا الوالدة خصيبة عن حلمها المؤجل من سنوات قالت أتمنى مقابلة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، (أم الإمارات) لأشكرها على كل ما تفعله وأنقل لها محبتي ومحبة كل أبناء الدولة
أحمد الشناوي