اعتبرت أصغر ممرضة بقسم العزل بمستشفى الفجيرة، والإماراتية الوحيدة في القسم، آمنة الكعبي (25 عاماً) أن خدمة المرضى وإنقاذهم في رمضان، هوّن عليها غيابها عن مائدة إفطار أسرتها، خصوصاً أنها حديثة العهد بمجال التمريض.
قالت الكعبي التي تغيب للعام الثاني توالياً عن مائدة الأسرة برمضان، إن التعامل مع مرضى قسم العزل من المعزولين والمصابين بفيروس كوفيد-19 يختلف عن الأقسام الأخرى كون المريض تتحول حالته الصحية بسرعة خصوصاً في نقص الأكسجين لأصحاب الأمراض المزمنة وبالتالي يحتاج إلى رعاية ومتابعة لصيقة، مشيرة إلى أن هذه التجربة علمّتها الصبر والتضحية، المسؤولية، سرعة البديهة وحسن التصرف لإنقاذ المريض بعيداً عن التفكير في المكان أو الزمان الذي تتناول فيه وجبة الإفطار.
وعن موعد تناول مائدة رمضان بقسم العزل أفادت «ليس هناك وقت محدد للإفطار إذا ما ارتبط توقيته بحدوث حالة طارئة لأي مريض، فالأولوية لإنقاذ حالته ثم التفكير بعدها بنصف ساعة أو يزيد على وجبة الإفطار، مشيرة إلى أنها تتواجد طيلة أيام الأسبوع بالمستشفى باستثناء الجمعة والسبت تتناول خلالهما مائدة رمضان مع أسرتها.
وأوضحت الكعبي لـ«الرؤية»: تخرجت في جامعة رأس الخيمة كلية التمريض 2019 وتم تعييني بمستشفى الفجيرة رسمياً بنهاية العام نفسه، وعملت لمدة شهرين فقط في قسم جراحة الرجال، ليتم نقلي بعد انتشار جائحة كوفيد-19 إلى مركز العزل بمركز إكسبو الفجيرة، وعملت به طوال شهر رمضان الماضي وهي أول تجربة صيام لي بعيداً عن الأسرة، ووصفتها بالصعبة لكن بالمقابل تعلّمت المسؤولية والتفاني في خدمة الإنسانية وإنقاذ المرضى.
وأشارت الكعبي إلى أنها تتعامل بعناية وحرص كبيرين مع أسرتها بعد العودة من الدوام اليومي الذي تصل عدد ساعاته إلى 12، مبينة أنها تنعزل لمدة ساعة عن أسرتها ريثما تقوم بجميع إجراءات التعقيم وتبديل الملابس وتناول وجبتها بأواني بلاستيكية تستخدم لمرة واحدة حرصاً على سلامة أسرتها وخصوصاً والدتها التي تعاني من أمراض مزمنة.
ولفتت الكعبي إلى أن المسؤولين بمستشفى الفجيرة طلبوا منها تغيير عملها بقسم العزل بعد إغلاق مركز إكسبو وتحويله إلى مستشفى الفجيرة، إلا أنها أصرّت على مواصلة العمل به كونها تجد متعة وأجراً في خدمة المرضى.
جيهان الصافي