الطهو لا يعني مزج المكونات المعتادة لتحضير الوجبة المقصودة، وإنما هو فن صناعة طعام لا يضاهي غيره في المذاق، والرائحة. والمرأة المبتكرة عامة، تحاول التفنن في طهوها باستخدام خضراوات مختلفة وبهارات متنوعة، وغيرها، حتى تأتي مأكولاتها بصورة تحوز بها إعجاب أفراد أسرتها، فالشهادة التي تحصل عليها إحداهن بتميزها في طعامها، لا توازيها أخرى، إذ تظل تفتخر ببراعتها في الطهي، وتفردها عن هذه وتلك، في ضوء أن إبداع ربة البيت يكمن بدرجة شبه أساسية، في مذاق طعامها، والصورة التي يقدم عليها.
هكذا كانت الإماراتية بدرية حمد الشافعي، الطالبة الجامعية التي تجلس على مقاعد دراسة القانون في جامعة العلوم التطبيقية في الفجيرة، إذ أدركت مبكراً قدرتها على الطهو المتقن، والمميز، ومن هنا جاءتها الفكرة بأن تستفيد من موهبتها في إقامة مشروع منزلي أسمته «فوالة البيت»، يعتمد على إعداد وجبات شعبية وعربية مختلفة، وتسويقها في محيط مدينتها، وبين معارفها وصديقاتها عبر خاصية «واتس آب» الخاص بها، لكن قبل أن تقوم بذلك، قررت إتقان فكرة دخولها سوق العمل المنزلي، فتقدمت للحصول على رخصة مزاولته من الجهة المعنية، وحصلت عليها.. وكانت البداية التي لا تزال مستمرة.
اعتماد على النفس
«الصعوبات التي واجهتني كانت كثيرة، لكن إصراري وعزيمتي كانا ولا يزالان أكبر»، هذا ما تقوله بدرية التي لم تواجه بقبول كامل من المحيطين بها بتنفيذ مشروع طعام منزلي أو غيره، فالمعارضون لها فاقوا المؤيدين. كما لم تجد تشجيعاً بقدر ما واجهت إحباطاً، فضلاً عن عدم وجود من يساندها مادياً، ويساعدها بأية صورة، لتستطيع إقامة مشروعها، ولو في البداية فقط، حتى تثبت قدميها، ومن ثم تعتمد على نفسها بشكل كامل. ومع ذلك لم ترضخ، أو تيأس، وتوكلت على الله، ولم تتراجع قيد أنملة عن المضي قدماً في تحقيق حلمها، بامتلاك مشروع منزلي، يدرّ عليها دخلاً يساعدها في استكمال دراستها، وإثبات نفسها كسيدة أعمال؛ فاستدانت مبلغاً من إحدى صديقاتها، وبالإرادة حققت الحلم، الذي سعت لأجله، ونجح بشكل لافت، وأضحت به معروفة بصورة كبيرة وسط مدينتها.
مهارة وإبداع
رغم ما مرت به من رفض، وصدّ، فإن مجابهتها لذلك بنجاح، وإرساءها مشروعها المنزلي الذي أثبتت به حضورها بين صاحبات المشاريع المنزلية المميزة، دفعاها لدعم صديقاتها على عدم الرضوخ لأي عائق يقف أمام طموح أي منهن، والتصميم على تخطيه، وكانت ترى ولا تزال، أن بإمكان كل مواطنة تنفيذ مشروع، إذا كانت لديها الرغبة في ذلك. وهنا تقول: نصيحتي لأخواتي المواطنات، ممن لديهن مهارة وإبداع في أي جانب، أن يعملن على تطوير أنفسهن فيه، بالدراسة، والاطلاع ومواكبة كل ما هو جديد، لصقل موهبتهن، واكتساب معارف مختلفة، ومن ثم البدء، والاستمرار، وبمرور الأيام، ومع الممارسة واكتساب خبرة عملية، سيكبر المشروع، وستحقق كل منهن ما تتمناه، وسعت إليه، فلا شيء في الحياة يأتي سهلاً، وإنما بالتحدي والإصرار ينال المرء مبتغاه.
جيهان شعيب