عملت بلدية الفجيرة منذ بداية جائحة «كورونا» على مواجهة هذا التحدي، والتوجه إلى آلية عمل جديدة للتغلب على هذه التحديات والمحافظة على تقديم خدماتها بالمستوى المطلوب لمتعامليها، أكد ذلك المهندس محمد سيف الأفخم مدير عام بلدية الفجيرة في حوار خاص لـ «الاتحاد»، موضحاً الدور الكبير الذي قامت به بلدية الفجيرة في تقديم عدد كبير من الخدمات لشريحة كبيرة من المتعاملين.
وقال الأفخم: «بداية، أشير إلى الخدمات التي تقدمها نافذة (دريشة) الجديدة التي أطلقتها بلدية الفجيرة مؤخراً، لتقديم الخدمات في كابينة خارجية، وتعتمد على تقديم الخدمة للمتعامل من خلال نافذة سيارته، وخلال فترة زمنية بسيطة لا تتعدى الخمس دقائق، وتهدف إلى خدمة جميع فئات المتعاملين خصوصاً فئة كبار المواطنين وأصحاب الهمم، كما تهدف إلى توفير هامش أكبر من الوقت والمساحة للموظفين والمتعاملين، من خلال تخفيف الضغط على المركز الرئيس والمواقف، وتم تنفيذ الدريشة الأولى في 2014، وأعقبتها الدريشة الثانية في عام 2016، وبعد مراجعة آليات ووسائل تقديم خدمات البلدية والنجاح الذي حققته فكرة النافذة في تقديم الخدمات، واصلت «دريشة» تقديم الخدمات خلال جائحة «كوفيد – 19»، ونجحت في تحقيق مستوى عالي من الخدمة يتناسب مع الحدث.
وأضاف: نجحت البلدية عبر خدمة نافذة «دريشة» في تقديم الخدمات السريعة لاستقبال طلبات الحصول على المخططات واستكمال إجراءات الانتفاع من مساكن مدينة محمد بن زايد، حيث استفاد من هذه الخدمة حوالي 950 مستفيداً.
محمد الأفخم
محمد الأفخم
جودة عالية
وعن إجراءات البلدية لمواجهة جائحة «كورونا»، قال المهندس الأفخم: «استفادت بلدية الفجيرة من توافر الأنظمة والبرامج التي تمتلكها في ضمان استمرارية تقديم الخدمات بجودة عالية في ظل ظروف «كورونا» وأهمها قاعدة بيانات المتعاملين، واعتماد الهوية لتنفيذ الإجراءات، إضافة لاتفاقية واستخدام UAE Pass في التوقيع الإلكتروني، إضافة للعديد من الخدمات الإلكترونية المستخدمة مثل «برنامج مكتبي معي»، وآلية التحكم الافتراضية «Virtual Control Room VCR»، وهي عبارة عن قناة افتراضية موحدة لاستخدام كافة البرامج والتطبيقات لبلدية الفجيرة عن بُعد من خلال «مكتبي معي»، إضافة إلى استخدام التطبيقات ذكية، منها: تطبيق «رخصتي» وتطبيق «سمارت فجيرة» ومركز الاتصال المتطور.
وأشار الأفخم إلى أن عدد الخدمات الإلكترونية التي تقدمها بلدية الفجيرة 285 خدمة، إضافة إلى 217 خدمة يمكن تقديمها عبر الموقع الإلكتروني و143 خدمة يمكن تقديمها عبر التطبيقات الذكية، مضيفاً: بلغ عدد المعاملات المنجزة من خلال التطبيقات الذكية فقط خلال الربع الأول من العام الجاري 914 معاملة، و«28.219» معاملة من خلال الموقع الإلكتروني، و226 معاملة من خلال نافذة تقديم الخدمة السريعة «الدريشة»، و895 معاملة من خلال «كاونترات» تقديم الخدمة في المبنى الرئيس، و640 معاملة من خلال «كاونترات» الشركاء.
إجراءات «كوفيد- 19»
من جهة، أخرى، أشار مدير عام بلدية الفجيرة إلى إجراءات البلدية مع جائحة «كورونا» منذ بدايتها حتى الآن، وقال: «اتخذت البلدية العديد من الإجراءات منذ بداية جائحة فيروس «كورونا»، حيث عملت على تنبيه جميع موظفيها والعاملين لديها وتوعيتهم وتثقيفهم صحياً حرصاً على سلامتهم، وسعياً للمحافظة على صحتهم، وقد اتخذت العديد من التدابير والإجراءات الاحترازية، وأهمها تفعيل العمل عن بُعد في الوظائف المكتبية وغير الميدانية، مع الالتزام الكامل بتعليمات العمل عن بُعد وضوابطه، ووضع آليات لضمان المحافظة على الإنتاجية وتقديم كافة الخدمات عن طريق القنوات الذكية، كما تم التعامل بشكل وقائي مع جميع الشواطئ العامة والكورنيش وأماكن الترفيه وصالات السينما والحدائق وصالات الألعاب الترفيهية والإلكترونية والأندية وصالات كمال الأجسام وأندية اللياقة وصالات الأفراح، وفق توجهات الدولة وعلى حسب الظروف لمواجهة «كوفيد- 19»، سواء مع عملية الإغلاق في بداية الأزمة، ثم السماح لها بالفتح ومتابعة أنشطتها، وفقاً للتدابير الاحترازية المتبعة في الدولة.
وتابع الأفخم: «قامت البلدية بعمل كبير جداً خاصة بما يتعلق بتطهير وتعقيم المرافق العامة للإمارة والمناطق التابعة لها باستخدام مواد صديقة للبيئة، وذلك بالتعاون مع مختلف الجهات الحكومية في الإمارة (التعقيم الوطني)، وتضمن البرنامج تعقيم جميع الطرقات العامة والأسواق وأبواب المحال التجارية والمرافق العامة بالإمارة، وحتى الوقت الحالي وأيضاً تعقيم سكنات العمال باستخدام سيارات الرش والرشاشات المحمولة يدوياً بضغط عالي والرشاشات ذات المراوح».
تطعيم الموظفين
كما حرصت البلدية تماشياً مع توجهات الدولة بأهمية أخذ اللقاح قامت البلدية بتلقيح موظفيها والعاملين لديها ضد فيروس «كورونا» والقيام المستمر بفحص «PCR» لهم كل أسبوعين.
ونفذت إدارة الخدمات العامة والبيئة بالتعاون مع «فزعة» جولات تفتيشية مفاجئة على مختلف المنشآت الغذائية وغير الغذائية والمحال والأسواق التجارية في الإمارة والسوق المركزي، للتأكد من التزامهم بالاشتراطات الصحية وتعليمات السلامة وتطبيقها خلال العمل، وتم تنبيههم على أهمية أخذ اللقاح وفحص «PCR» المستمر، وضرورة فحص حرارة العاملين والزبائن، وارتداء الكمامات والقفازات والمحافظة على النظافة العامة للمراكز، والتعقيم المستمر، والتأكد من البطاقات الصحية للعاملين بأنها سارية المفعول وإلزامهم بغسل اليدين، وإيقاف كل من تظهر عليه أعراض تنفسية عن العمل، والتوجه لأقرب مركز صحي لإجراء الفحص، مع ضرورة تخزين الأطعمة في ظروف صحية ملائمة، وقد حرصنا على الاستمرار حتى الآن بتعقيم السوق المركزي وسوق السمك.
توعية الجمهور
أشار الأفخم إلى أنه ومن منطلق الحرص على توعية الجمهور وتنبيههم، قام القسم المختص بتركيب مكبر صوت «منبه» على سيارات فزعة لتوعية الجمهور العام بأهمية لبس الكمامات والتعقيم المستمر والمحافظة على التباعد الجسدي، كما قررت البلدية مؤخراً منع قيام السوق الرمضاني وأكشاك الأطعمة أمام المحال، ومنع خيم الإفطار الرمضانية، ونشر الوعي للمجتمع الخاص بالتدابير والإجراءات الوقائية من فيروس «كورونا» عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بالبلدية، واستمرارية الإصدارات الإرشادية والوقائية والإجراءات الاحترازية عن الفيروس.
فهد بوهندي