صرح سعادة المهندس محمد سيف الأفخم مدير عام بلدية الفجيرة بأن فريق محمية وادي الوريعة الوطنية تمكن من رصد البومة العمانية من خلال المسوحات التي قام بها فريق المحمية مؤخرا.
و أضاف الأفخم بأن محمية وادي الوريعة الوطنية تزخر بمختلف أنواع من الطيور، التي يبلغ عددها 107 نوعاً ، من أصل 475 نوعاً على مستوى دولة الإمارات، والتي منها ما يستوطن في المحمية، ومنها مهاجر، وآخر مهدد بالانقراض،وأشاد الأفخم بجهود الفريق المبذولة والتي أفضت إلى إكتشاف البومة العمانية .
كما وأكد الدكتور علي حسن الحمودي مسؤول محمية وادي الوريعة الوطنية على أن هناك تسعة أنواع من البوم تتواجد في الإمارات العربية المتحدة، ثلاث منها أنواع مهاجرة، و تعتبر المحمية ملاذا لسبعة أنواع من أصل الأنواع التسعة.
وأشار الحمودي أن البومة العمانية هي أكثر أنواع البوم ندرة في الإمارات، تم اكتشافها عام 2015عن طريق تسجيلات في محمية وادي الوريعة الوطنية خلال المسح الذي تم في الفترة 2015- 2017. تم التعرف على البومة العمانية من خلال تسجيلات صوتية ولم يتم تسجيلها بشكل مرئي.
خلال الأشهر الستة الماضية، وضمن مشروع البحث والمراقبة لطيور البوم والذي ابتدأ منذ عام 2019، تمكن فريق محمية وادي الوريعة الوطنية من تسجيل بومة عمانية ذات حجم متوسط والتي تم تصويرها في شهر يوليو 2020 خلال زيارتها لإحدى برك الماء البعيدة عن النشاطات الإنسانية داخل المحمية باستخدام الكاميرات الفخية. بما أن بركة الماء تلك هي المصدر الوحيد للماء في الوادي الجاف البعيد عن تواجد البشر، كانت تتم زيارتها من قبل العديد من الكائنات مثل ثعلب بلانفورد، الثعلب الأحمر، الوشق، وبعض الطيور الصغيرة مثل العرم، الحمام، وغيرها. كما تتواجد بعض الطيور الجارحة مثل الصقور وغيرها. المراقبة المستمرة للموقع أظهرت أن هذا البوم متوسط الحجم هو زائر منتظم للمنطقة خلال أشهر الصيف ليروي عطشه، ويصطاد الحيوانات المتواجدة حول البركة مثل العلاجم.
عن طريق ملاحظة البنية الجسمانية للطائر،الجسد والرأس والأنماط على الذيل تمكن فريق المحمية من تحديد النوع على أنها البومة العمانية من خلال مقارنة الدراسات السابقة في عمان والإمارات. البومة العمانية هي طائر متوسط الحجم مع خطوط علوية بنية غامقة وخطوط سفلية شاحبة وضيقة.
وأضاف انه على مسافة 17 كيلومتر من الموقع الأساسي، تم تسجيل موقع آخر لتواجد البومة العمانية داخل أحد الكهوف وهي منطقة بعيدة عن الأنشطة البشرية داخل منطقة الحماية المركزية في المحمية، وأكد الحمودي أن تواجد هذه الأعداد يدعم وجود مجتمع صغير من هذا البوم يعيش داخل المحمية. كلا الموقعين هي مناطق صخرية جافة مع تواجد مصدر قريب للماء.
وحسب القائمة الحمراء للصندوق الدولي لدعم الطبيعة، البومة العمانية تمت إعادة اكتشافها مؤخرا والمعلومات المتواجدة عنها غير كافية للقيام بتقييم حالتها من أجل القائمة الحمراء، حيث تم تسجيل تواجد البومة العمانية مسبقا في جبال الحجر شمال عمان، الشمال الشرقي والجنوب الغربي من إيران، مع احتمالية تواجدها جنوب باكستان في شاطئ ماكران، بالإضافة الى التسجيلات الصوتية من محمية وادي الوريعة في الإمارات. هذا التسجيل المرئي يدعم فرضية تواجد مجتمع صغير من البومة العمانية ضمن الملاذ الآمن في وادي الوريعة. يتم حاليا القيام بدراسات ميدانية مكثفة لمتابعة مراقبة هذه الكائنات، مع القيام بالبحوث حول بيئتها، تكاثرها، غذائها، أنماطها الحركية، بالإضافة إلى التهديدات المحتملة ضدها، وكل ذلك سيساعد في قاعدة البيانات العالمية وفي حماية هذا النوع.
وأضاف الأفخم الى أن هذه التسجيلات تبرز أهمية وادي الوريعة كملاذ آمن للتنوع البيولوجي كونها محمية وطنية، ومدرجة ضمن إتفاقية رامسار للأراضي الرطبة وتحمل رقم 1932 وثاني موقع في الدولة ، وهي أيضا مدرجة ضمن قائمة محميات المحيط الحيوي والتابعة لمنظمة اليونسكو، وموقع هام للطيور، وتظهر أهمية الحفاظ على نظامها البيئي الهش من التغييرات التي قد تهدد التنوع البيولوجي في المنطقة والتأكد من بقائها، وأضاف انه تم تسجيل أنواع أخرى من البوم خلال الدراسة مثل البومة العربية الصقرية المرقطة، البومة الفرعونية، بومة الحظائر، البومة اليوروآسيوية، بومة الأشجار المخططة والبومة الصغيرة.
كما أكد سعادة مدير عام البلدية أن هذه الاكتشافات أتت نتيجة حرص القيادة الحكيمة في إمارة الفجيرة ممثلة بصاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي ورؤيته للإمكانيات والنظم البيئية في وادي الوريعة وتحويلها الى أول محمية جبلية في الدولة عام 2009. وبمتابعة حثيثة من سموالشيخ محمد بن حمد الشرقي ودعمه المتواصل للمحمية وجهده المبذول من أجل حماية البيئة والتنوع البيولوجي في الإمارة.