كان شغوفاً بتعليم أبناء الإمارات والعلم كان بالنسبة له أساساً لبناء الاتحاد
تواصل صحيفة «البيان» وهيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة» استعراض سلسلة الأفلام القصيرة الوثائقية الشاملة «زايد في ذاكرة الوطن»، التي تم توثيقها في مرحلة تطوير متحف الاتحاد، التي تُبثُّ على منصات «البيان» و«دبي للثقافة» الرقمية. وفي هذه الحلقة نخوض رحلة عبر ذكريات الدكتور سليمان الجاسم، إحدى الشخصيات البارزة التي عاصرت المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
ولد الدكتور سليمان الجاسم سنة 1954 في إمارة الفجيرة، وشغل مناصب إدارية في جهات عدة في الدولة، إضافة إلى كونه كاتباً ومؤلفاً مسرحياً.
يستعيد الدكتور الجاسم، بدايات حياته في فترة اتسمت بالصعوبة والافتقار إلى الكثير من الأساسيات التعليمية والحياتية التي تنعم بها البلاد في الوقت الراهن، فيقول: «في بداية حياتي لم يكن هناك مدارس، فبدأنا بالانتظام عند الكتاتيب. وفي نهاية الخمسينات تم افتتاح مدرسة المهلب بن أبي صفرة في خورفكان، فسارع الوالد إلى نقلنا من الكتاتيب إلى المدرسة. كانت نقلة نوعية بالنسبة لنا، وكنا نذهب مشياً للمدرسة، ومن ثم انتقلنا لإمارة الشارقة وأصبحنا ندرس في دبي (مدرسة دبي الثانوية). لم تكن الطرق معبدة في ذلك الوقت، إلا أنها كانت ممهدة بعض الشيء وكان الانتقال يومياً من الشارقة إلى الفجيرة وخورفكان يستغرق 5 ساعات».
ويضيف: «كان حلم جمع الإمارات كلها تحت مظلة واحدة يراود الشيخ زايد، رحمه الله، من قبل عام 1966. وكان يعي أنه لن يستطيع أن يخلق هذه الوحدة ما لم يخلق شعباً متعلماً وواعياً، فقام رحمه الله ببناء وفتح عدة مدارس في الإمارات».
ويؤكد الجاسم شغف المغفور له الشيخ زايد في تعليم أبناء الإمارات لدرجة أنه قام بدعم أولياء الأمور مقابل أن يتعلم أبناؤهم في المدارس، وذلك لتعويض الأهل عن المبالغ التي كان يجنيها الأبناء لمساعدتهم من خلال العمل آنذاك. ويضيف: «بعد ذلك افتتح الشيخ زايد، رحمه الله، محو الأمية فكانت الفترة الصباحية للأبناء والفترة المسائية لأولياء الأمور وأعطاهم مكافأة مالية من أجل الدراسة».
ويؤكد الجاسم أهمية التعليم في التطور الذي شهدته الدولة، فيقول: «من وجهة نظري، لعب التعليم دوراً رئيساً ومؤثراً وفاعلاً في خلق هذه النقلة النوعية التي ارتقت بالإمارات كدولة وكمجتمع لنصل إلى ما نحن عليه اليوم».
ويضيف: «كنا نحلم أن نسكن كل واحد في غرفة، حيث كان أفراد العائلة جميعهم يعيشون في غرفة واحدة، كان حلم أي شخص أن يكون لديه تلفزيون في بيته، أو إضاءة كهرباء، أو صنبور مياه، أو أن يسافر في طائرة. واليوم نحلق إلى أقصى دول العالم».
ويختتم: «الحمد لله، نحن اليوم بأفضل حال، ونتمنى من أبنائنا الآن أن يحملوا هذه الرسالة ويقدروا المعاناة التي عاشها أباؤهم، ويقدروا الحياة الرغيدة التي نعيشها الآن ويحافظوا عليها للأجيال القادمة بإذن الله».
البيان