انطلق مؤتمر الفجيرة الدولي الثالث للبيئة البحرية والسواحل 2020 ، اليوم ، تحت عنوان (التنمية الخضراء للمناطق الساحلية) افتراضياً ويستمر لمدة يومين 21 -22 ديسمبر 2020 بتنظيم مشترك بين بلدية دبا ومركز البيئة للمدن العربية و بدعم من بلدية دبي ومنظمة المدن العربية و بمشاركة منظمات محلية ودولية ونخب عالمية متخصصة، ويهدف المؤتمر الذي يستمر يومين إلى بناء منصة دولية للشركات والجهات الحكومية المعنية في مجال السياحة البيئية واستدامة المدن لمنحهم فرصة للتواصل من خلال منصة افتراضية متخصصة.
وقال سعادة المهندس حسن اليماحي مدير عام بلدية دبا أن دولة الإمارات العربية المتحدة استطاعت في ظل الظروف الاستثنائية التي تواجهها دول العالم نتيجة جائحة Covid-19 أن تضع نموذجاً خاصة بها لمواجهة تداعيات هذه الجائحة، وتسخير كافة الإمكانيات والقدرات الفنية والبشرية لمواجهتها، واتخذت مؤسسات الدولة بتوجيهات قيادتها الرشيدة حزمة من الإجراءات الاحترازية لضمان صحة وسلامة الجميع مع استمرارية تقديم الخدمات عبر التقنيات الحديثة.
كما تتميز البيئة البحرية في إمارة الفجيرة بتنوعها البيولوجي، وتضم العديد من أنواع الشعاب المرجانية التي تشكل نسبة 97% من مساحة مياهها، إلا أنها ما زالت تتعرض لضغوط نتيجة ما شهدته الإمارة خلال السنوات الأخيرة من نمو اقتصادي وسياحي وديموغرافي غير مسبوق، بالإضافة إلى أن سواحل الإمارة من المناطق المفضلة لهواة الغوص والسباحة والمهتمين بالأبحاث البحرية، فضلاً عن التغيرات المناخية للمناطق الساحلية، ولذلك سعت بلدية دبا الفجيرة استشعاراً بمسئوليتها وبتوجيهات حثيثة من سيدي صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة حفظه الله، ومتابعة سيدي سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي ولي عهد الفجيرة، إلى تعزيز استدامة المناطق الساحلية بالإمارة، واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية مواردها، ومنها: إقامة المشادات البحرية الاصطناعية واستزراع الشعاب المرجانية وتنفيذ برامج الرصد البحري وغيرها من المبادرات لتعزيز استدامة البيئة البحرية.
حرصنا في هذا المؤتمر على استعراض نحو (20) ورقة عمل ودراسة حالة للمدن الساحلية والتعرف على أفضل التجارب والممارسات في تنمية وتطوير المناطق الساحلية ونظم الإدارة المستدامة من خلال (5) جلسات علمية على مدار يومين متتاليين، نأمل أن تحقق أهدافها وأن تثمر المناقشات عن توصيات وتصورات استشرافية تساهم في تحقيق إضافة نوعية لحسن إدارة البيئة البحرية والسواحل.
وفي الختام نتشرف بمشاركتكم في ظل هذه الظروف الاستثنائية على أمل أن نلتقي بكم في مدينة دبا الفجيرة بعد التعافي من تداعيات جائحة Covid-19 للعمل سوياً على وضع رؤى مستقبلية للتنمية الخضراء في المناطق الساحلية، وفي هذا المقام أتقدم بخالص الشكر والتقدير لجميع القائمين على تنظيم المؤتمر وشركائنا من بلدية دبي ومركز البيئة للمدن العربية ومنظمة المدن العربية، والشكر موصول لجميع المتحدثين والمشاركين، متمنياً للجميع دوام الصحة والعافية.
وأشار سعادة خالد البدري مدير مركز البيئة للمدن العربية إلى أن المؤتمر سيتطرق إلى تحديد التحديات البيئية التي تواجه التنمية طويلة المدى للبيئة البحرية في مناطق ومناهج عالمية متنوعة والتأثيرات الاقتصادية والبيئية والاجتماعية للإدارة المتكاملة للمناطق الساحلية على حماية هذه المناطق والبيئة البحرية والمدن الساحلية،وأيضاً التعرف على منطلقات ونماذج ناجحة لتعظيم المنفعة من الموقع الجغرافي الساحلي في دعم فرص النشاط الإنساني واستثمار الموارد الطبيعية وحماية الثروات الطبيعية وتحقيق الاستثمار الأمثل لها، وسيناقش المؤتمر عدة محاور أساسية منها : استراتيجيات وسياسات متقدمة في تطوير وإدارة المناطق الساحلية والبيئة البحرية ، الحوكمة والإدارة المتكاملة للمناطق الساحلية،أفضل الممارسات لمدن عالمية في تطوير المناطق الساحلية ورؤى تنموية مستقبلية للمدن الساحلية، وستتضمن فعاليات المؤتمر نقاشات حول المتغيرات العالمية التي فرضتها جائحة “كورونا” والحلول المبتكرة التي تضمن استمرارية بما يتماشى مع الشروط التي فرضها هذا الوباء.