مع دخول شهر رمضان الفضيل من كل عام، تتجه الأنظار صوب إمارات الدولة، وذلك لمعايشة النشاط الرياضي المكثف، أو ما يعرف بالبطولات الرمضانية، وهي المنافسات التي اكتسبت زخماً خاصاً لجهة تركيزها على الجاليات المقيمة في الإمارات، لترسم لوحة سامية من قيم التكامل والتعايش والتسامح، التي تميزت بها دار زايد على مر العقود.
خلف تلك اللوحة المبهرة والمتناغمة مع روح الشهر في التواصل والتراحم، يقف جنود كثر، سهروا الليالي، من أجل توفير فضاءات للجاليات تروح بها في الشهر الفضيل، ومن هؤلاء يسلط الرؤية الأسبوعي على الرياضي المتكامل علي بن خاتم الشامسي أحد أبرز الناشطين بإمارة الفجيرة عبر اختصاصه بتنظيم بطولات الجاليات في الساحل الشرقي.
علاقة الشامسي بالمجال الرياضي بدأت منذ نعومة أظافره عندما كان يرافق والده إلى نادي الفجيرة الرياضي (أمين السر العام آنذاك) وهو ابن الخمس سنوات، بدأ بالمراحل السنية للفجيرة كلاعب ثم حارس مرمى وتدرج إلى أن وصل الفريق الأول عام 2000 وأكمل في حراسة عرين الذئاب تحت قيادة الكابتن علي ناصر واللعب بجوار أمهر الحراس رمضان مال الله، علي خصيف وماجد ناصر والأخيرين كانا بالفريق الرديف.
وبالتوازي مع كرة القدم، درس التربية الرياضية بجامعة الإمارات (1999 ـ 2004)، وبعد التخرج تم تعيينه مديراً لفرع الأنشطة الرياضية والاجتماعية بالقيادة العامة لشرطة الفجيرة، وفي 2007 ابتعد نهائياً عن الملاعب بعد إصابته بقطع كامل في الرباط الصليبي، ليقتحم مجال تنظيم الفعاليات الرياضية بأنواعها المختلفة، حتى وصلت حصيلته منها إلى 150 بطولة إجمالاً.
خبرة تنظيم الفعاليات
استفاد الشامسي من زخم كرة القدم، ليدخل مجال تنظيم البطولات، موظفاً في ذلك خبراته الرياضية التراكمية وأيضاً دراسته التي أتاحت له معرفة قوانين جميع الألعاب الرياضية، مركزاً اهتمامه بالجاليات في المنطقة الشرقية، وذلك بتنظيم بطولات سنوية خاصة بالسلة وكرة الطائرة للجنسين برعاية ودعم من الشيخ عبدالله بن حمد بن سيف الشرقي، وأحمد بن حمد بن سيف الشرقي، وبمعدل 3 بطولات خلال العام (2 للسلة وواحدة للطائرة) بدءاً من عام 2009 ولا يزال.
وفي حديثه لـ«الرؤية»، أكد تنظيمه إشرافه على عدد من البطولات في السلة والطائرة والقدرة والسباقات، وذلك من بوابة رمضانية الشيخ مكتوم الشرقي، إلى جانب بطولات تابعة للقيادة العامة لشرطة الفجيرة تجاوزت إجمالاً 100 بطولة، وبمعدل 7 بطولات سنوياً.
وكشف الشامسي أنه بصدد تنظيم بطولة للرجال وأخرى للنساء لكرتي السلة والطائرة، وأكمل الجهازية من حيث تسجيل الفرق والدعم الفني واللوجستي، فقط ينتظر القرار الأخير من قبل المسؤولين إيذاناً باستئناف النشاط الرياضي.
وطالب الشامسي الجهات المسؤولة في الإمارة بتوفير مراكز أو تأسيس أكاديمية رياضية للألعاب الأخرى بعيداً عن كرة القدم والفنون القتالية كون الفجيرة لديها مجموعة كبيرة من العناصر الشابة التي تهوى ممارسة الطائرة وكرة
السلة على وجه الخصوص ولا تجد مكاناً خاصاً لممارسة تلك الألعاب وتطوير مهاراتهم.
محطات وإنجازات
فيما يتعلق بمسيرته كلاعب كرة قدم، حقق الشامسي عدداً من الإنجازات أبرزها مساهمته مع الفريق الأول للفجيرة في صعوده إلى دوري المحترفين في موسم 2005 ـ 2006، وتكريمه من سمو الشيخ هزاع بن زايد بجائزة أفضل حارس مرمى ببطولة المؤسسات على مستوى الدولة عام 2008 ممثلاً لفريق كلية الشرطة أبوظبي.
وعن تلك اللحظات قال الشامسي: «كانت المباراة استثنائية بكل المقاييس، حيث لعبنا النهائي ضد فريق جامعة الإمارات بالعين (فريقي السابق) عندما كنت طالباً، ولحسن الحظ حسمت المباراة بركلات الجزاء وكنت أجيدها، فتصديت لثلاث ركلات وتوجنا بالبطولة».
وبالمقابل، هناك لحظات حزينة عاشها عندما أصيب بقطع كامل في الرباط الصليبي في مباراة جمعته مع نادي الخليج (خورفكان حالياً) على ملعب الأخير في موسم 2006 ـ 2007، إذ كانت إصابته بالغة الخطورة حسب ما أكد للرؤية، ودع بها الملاعب كحارس مرمى، لكنه واصل كمنظم بطولات ويشارك أحياناً كلاعب في بطولات السلة والطائرة الخاصة بالجاليات.
ويشرع الشامسي حالياً في دراسة الماجستير في التربية الرياضية، ويرغب في مواصلة التحضير للدكتوراه في المجال نفسه حتى يتسنى له الحصول مستقبلاً على وظيفة يخدم بها إمارة الفجيرة رياضياً.
جيهان الصافي
