نجح سالم سيف اليماحي، من مواطني إمارة الفجيرة، في استخلاص بذور جديدة محسنة (تقاوي) لمحصول الأرز، تتعايش مع الأجواء المناخية لدولة الامارات، وتتوافق مع شح المياه وندرتها، وتحتاج للري العادي المعتدل المتوافر للمحاصيل الأخرى، بعد تجريبه زراعة الأرز بشكل محدود على مدى 6 سنوات، عانى في أولها الفشل، ولكن بعزيمته وإصراره، توصل بعد تجارب عدّة الى استنباط نوعية جديدة من بذور الأرز، يمكن أن تسهم في زراعة المحصول تجارياً مستقبلا، معتمداً على الخبرة والتجريب فقط.
وأوضح اليماحي لـ«الخليج» التي زارت مزرعته الخاصة في منطقة مربض (35 كيلومتر الى الغرب من مدينة الفجيرة) للوقوف على تجربته، أن الفكرة راودته بعد ان نجح في وقت سابق بزراعة القمح في مزرعته، وحقق فيها النجاح المنشود، وتمكن على إثر ذلك من تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح، والاستغناء عن شرائه منذ 15 سنة مضت.
ويقول اليماحي الذي يعمل في وزارة البيئة والتغيير المناخي بمكتب مسافي «التوصل إلى بذور محسنة تسهم في إنتاج الأرز، لأنه من المحاصيل الغذائية الأساسية في دولة الإمارات كان همي الأول، فزرعت الأرز على مدى 6 سنوات، كانت حصيلة التجربة في السنة الأولى صفرية، وبعيداً عن الإحباط وبحماسة زائدة، تواصل شغفي في السنوات التالية حتى تمكنت في السنة السادسة من التوصل الي بذور محسنة تتحمل الري العادي بكميات مياه محدودة، طبقاً لموارد الدولة المائية ومناخها المعروف، حيث تمتاز البذور التي توصلت إليها بأنها تحتاج إلى السقي يوميا في الأسبوع الأول لزراعتها، بعد ذلك تسقى يوماً بعد يوم، إلى ان تثمر. فيما احتاجت التجربة الى ريّها يومياً بعد الإثمار حتى قطفها، ومدة زراعة محصول الأرز استغرقت 4 أشهر، اعتمدت فيها على تربة طينية وري من مياه بئر عذبة».
وتابع «ولأن التجربة هدفها استخلاص نوعية محسنة من بذور تتحمل مناخنا، وتحتاج إلى مياه بكميات تتوافق مع مخزوننا الجوفي، زرعت المحصول في مساحة محدودة، ولكن بعد نجاح التجربة في التوصل إلى بذرة تتعايش مع واقعنا، سأعمل على زراعة المحصول المرة القادمة من اجل تحقيق الاكتفاء الذاتي أسوة بمحصول القمح، وبعد ذلك يمكن أن أفكر في زراعته تجارياً من أجل إنتاج وفير، وآمل بأن تدرس الجهات المعنية علمياً تجربة البذور التي توصلت إلى نتائجها، من الخبرة والتجربة، لتعمّ الفائدة على دولتنا».
محمد الوسيلة