يقدم نادي خورفكان للمعاقين إحدى التجارب النادرة، في العمل الإداري على مستوى العالم، حيث يتولى منصب نائب رئيس مجلس الإدارة، لؤي سعيد علاي، رغم كونه كفيفاً. ونجح علاي في التفوق على إعاقته، وقدم مثالاً ناجحاً في اندماج أصحاب الهمم بالمجتمع، سواء بالنسبة للعمل الإداري أو بالمجال الرياضي.
وقال علاي، لـ«الإمارات اليوم»: «أنا أول كفيف يتولى منصب نائب رئيس مجلس إدارة نادٍ في العالم، وهذا بحسب متابعتي». وتابع: أتطلع إلى أن أكون عند حسن ظن النادي، وأعتز بهذا التكليف وأفتخر به. وهذا يطبق مقولة الرجل المناسب في المكان المناسب، بغض النظر عن كونه من الأسوياء أم المعاقين، وهدفي تعزيز ثقافة دمج المعاقين بالمجتمع.
وتدرج علاي في رياضة أصحاب الهمم لاعباً، منذ أن كان في مقتبل عمره، ثم مدرباً، وإعلامياً، قبل أن يصبح نائباً لرئيس مجلس إدارة. وقال أيضاً: «أتطلع لتمثيل أصحاب الهمم بشكل مميز في العمل الإداري، وتقديم أفضل الصور عنهم ليتمكنوا من نيل مناصب قيادية في العمل الرياضي مستقبلاً».
وقال لؤي علاي إنه يحب العمل الميداني، ولا يفضل البقاء في مكان محدد للعمل. وكشف عن أنه رغم ذلك قام رئيس مجلس الإدارة، الدكتور عبدالرزاق بني رشيد، بترك مكتبه له تكريماً له. وقال: أعتز بذلك، وأتشرف بهذا الأمر».
وعن طريقة عمله في ظل الإعاقة البصرية، قال إنه يعرف كيف يدير الأمور، كون فريق عمل محترف يسانده، وقال إنه مطلع على هذه الأمور منذ أن كانت لديه نسبة قليلة من البصر في السابق. وشدد على أنه «بغض النظر عن كون الإداري سوياً، أم من أصحاب الهمم، فالمطلوب العمل بعقله وقلبه، بشكل أكبر من بصره وبدنه، وهو ما أسعى إلى القيام به».
وقال من جانبه، رئيس اتحاد غرب آسيا، ورئيس مجلس إدارة نادي خورفكان للمعاقين، الدكتور عبدالرزاق أحمد بني رشيد، إن تكليف لؤي علاي بهذا المنصب رسالة إلى المجتمع الرياضي بأن أصحاب القضية أولى بقيادتهم لقضيتهم.
وتابع، لـ«الإمارات اليوم»: اجتهدنا وعملنا لسنوات طويلة، من أجل أن يأتي هذا اليوم، الذي يتسلم به ذوو الإعاقة مناصب قيادية، ليقودوا إدارة أعمالهم لكونهم أدرى بها. وقال: أشعر بسعادة كبيرة، لذلك تم التوجيه بتوفير كل ما من شأنه إنجاح هذه المهمة، التي تعكس أن دمج أصحاب الهمم بالمجتمع في الدولة هو قول وفعل. وختم بالقول: لم تقتصر المهمة على تكليف لؤي علاي فقط، بل هناك معاقون آخرون تسلموا مناصب أخرى مهمة في النادي.. تدريبية وإشرافية.
محمد فاضل