يعد دكان الراحل محمد علي بن داوود العبدولي في منطقة الطيبة، أول وأقدم دكان في الفجيرة؛ إذ تأسس عام 1963، وكان المكان الوحيد الذي يتجمع فيه الكبار والصغار من مختلف المناطق؛ لشراء الاحتياجات وبيع العسل والحطب والفحم «السخام» ومنتجات الماشية والمحاصيل الزراعية.
منطقة الطيبة تقع على بعد 45 كيلومتراً شمالي غرب مدينة الفجيرة على الطريق المار بين مسافي ودبا الفجيرة، وتتميز إضافة إلى مناظرها الطبيعة الخلابة بمعالمها التاريخية.
والدكان أبوابه خشبية وجدرانه تُعبر عن تاريخ عريق، تعلوه لافتة مزينة بالخط العريض دُون بها دكان المرحوم محمد علي بن داوود العبدولي، تأسيس 1963، وأنشأه، رحمه الله، ليكون مكاناً لبيع احتياجات الأهالي، وملتقى لأبناء المنطقة والمناطق المجاورة لتبادل الأخبار.
علي بن محمد داوود العبدولي، أمير قبيلة العبادلة في المنطقة، وأحد أبناء صاحب الدكان، يقول: كان المكان الذي يمد أهالي منطقة الطيبة والمناطق المجاورة لها ودبا والطويين باحتياجاتهم الأساسية من السكر والشاي والقهوة، و«العيش»؛ (أرز) وغيرها، وكان يستقبل منهم الفحم والحطب، ومنتجات الأغنام والأبقار من سمن وحليب وصوف وغيرها، والمحاصيل الزراعية المختلفة التي كانت تشتهر بها تلك المناطق؛ لتسويقها في الشارقة ودبا عبر رحلات تجارية مع أهالي المنطقة على الجمال أو مشياً.
ويضيف العبدولي أن من أبرز البضائع التي كان الوالد يبيعها في الدكان الأرز والقهوة والسمن والسكر والليمون المجفف «لومي يابس»، والشاي إلى جانب الأقمشة وزيوت الشعر والمكاحل المخصصة للنساء، وغيرها من أدوات الزينة.
أما جاسم بن علي العبدولي، أحد أبناء صاحب الدكان أيضاً فيقول: إنه رمز من رموز الماضي، لما يحتويه من مقتنيات أثرية تحكي قصة كفاح خاضها الأجداد في الماضي؛ من أجل لقمة العيش. ويضم الدكان العديد من الأدوات التي تستخدم في البيع والشراء وأبرزها الميزان القديم وميزان المقايض، والحبال المصنوعة من سعف النخيل وبعض الصناديق القديمة وأدوات بيع الفحم، كما يضم الركن الخارجي خزان ماء هو الأول في المنطقة وكان يوزعه على أهل الفريج ويستخدم في إطفاء الحرائق. وفي الدكان أيضاً سيارة قديمة كانت للتنقل وتوصيل أبناء المنطقة للمدارس والمستشفيات.
ويؤكد جاسم العبدولي أن الدكان كان ركناً مهماً تتلاقى فيه الوجوه، وتتعارف عنده الأرواح، كما أن الجلوس عنده كان طقساً أساسياً لرجال الحي والأطفال. ويؤكد حرصهم على بقاء الدكان والاهتمام به حتى أصبح مزاراً يقصده الكثير من السياح العرب والأجانب.
بكر المحاسنة