على الرغم من مرور عقود على الحدث، فإن نسخة 1979 من دورة الفجيرة الرمضانية لا تزال راسخة في أذهان الكثير ممن عايشوا تلك الحقبة من سكان المنطقة الشرقية، والسبب هو التحول الكبير في مسار البطولة وانفتاحها على الخارج، باستضافة نجوم لا يشق لهم غبار وقتها.
وكانت الدورة التي درج على تنظيمها نادي الفجيرة الرياضي خلال الشهر الفضيل بداية من 1976، على موعد مع استضافة أول مشاركين من خارج الدولة وحدث ذلك في نسختها الرابعة وتحديداً في صيف 1979، قبل أن تشهد الدورة بعد ذلك الكثير من النجاحات حتى موعد توقفها بعد ذلك بأعوام.
وكان نادي الفجيرة في ذلك الوقت برئاسة الشيخ صالح بن محمد بن حمد الشرقي، وسيف سلطان السماحي رئيساً لمجلس الإدارة وسعيد خماس رئيساً ثانياً لمجلس إدارة النادي.
ومن أبرز النجوم الذين قدمت لهم الدعوة لاعب الأهلي المصري محمود الخطيب، والتي كانت تلك أول زيارة له إلى الإمارات، بحسب اللاعب المصري السيد الخضري أول محترف في نادي الفجيرة، والذي لا يزال يعيش فيها.
ومن النجوم أيضاً، ثنائي الزمالك حسن شحاتة والراحل طه بصري الجواهرجي الذين شاركوا في مباراة استعراضية في افتتاح البطولة الرمضانية.
وانضم الثلاثي إلى كل من السيد الخضري لاعب الفجيرة وقتها إلى جانب مواطنه رمضان فريد، ليعطوا تلك النسخة طابعاً، فريداً ظل راسخاً في عشاق الرياضة بالإمارة لمدة أعوام.
وإلى جانب هؤلاء شارك في تلك الدورة نجم الأهلي المصري حسن جعفر الذي كان يلعب لمصلحة الشارقة آنذاك، ومن النجوم المحليين عدنان الطلياني، وثنائي الوصل فهد خميس وناصر خميس، ولاعب النصر عبدالرحمن محمد كضيوف شرف.
ذكريات
وعن تلك الدورة، أفاد «الرؤية» أول محترف أجنبي لنادي الفجيرة السيد الخضري والذي لا يزال موجوداً في الإمارة، والمجال الرياضي بشكل عام: «تنظيم النادي لتلك الدورة ومشاركة هؤلاء النجوم كان يضفي جمالاً للسهرات الرمضانية بالفجيرة ويشجع شباب المنطقة وصغارها على حضورها ومتابعتها، وخصوصاً أنها لم تقتصر على كرة القدم فقط، بل كانت كرة السلة والطائرة حاضرتين في هذه البطولة، ووقتها كان مقر النادي بجانب فندق هيلتون، قبل أن ينتقل الى مقره الحالي».
وأشار الخضري إلى أن أهم ما ميّز تلك البطولة اكتشاف مواهب كروية أصبحت نجوماً يشار إليها بالبنان كاللاعب حسن رجب، عيسى سعيد، والراحل علي جمعة، والأخيران كانا يمثلان ثنائياً خطيراً وتحسب لهم الفرق ألف حساب، إضافة إلى اللاعبيْن درويش وجابر مبيناً أن هذه البطولة انطلقت مع انضمامهم إلى الفجيرة عام 1976
.
وحول تجربته مع الفجيرة، قال الخضري: «جئت إلى الفجيرة من نادي الزمالك وأجيد اللعب في مركز قلب الدفاع، وقبل ذلك بدأت مسيرتي بنادي دمياط، وكان يلعب إلى جانبي بالفجيرة من الأجانب الراحل عبدالحميد الريسي مهاجم الزمالك، ورمضان فريد حارس مرمى نادي الشرقية، وكنا أول 3 أجانب يحترفون بنادي الفجيرة وحسب القانون في ذاك الوقت كان يسمح لكل فريق بـ3 لاعبين أجانب فقط، وقدمنا مواسم مميزة مع الفريق».
ولفت كابتن الخضري الى أنه مازال بالفجيرة منذ أن وطئت أقدامه إليها مقدماً كل خبراته الرياضية للإمارة وأبنائها وخصوصاً أن الشيخ مكتوم بن حمد الشرقي رئيس النادي إضافة إلى مجلس الإدارة لم يألُ جهداً في خدمته ودعمه، واعداً ببذل كل الجهود لتسخير إمكاناته كافة خدمة لرياضة الإمارة.
جيهان الصافي