بادر مواطنون في إمارة الفجيرة بدفع رسوم أبنائهم الدراسية كاملة في مدارس خاصة، على الرغم من إصدار مدارس قرارات بتأجيل الدفع مساعدةً لما يمر به أولياء الأمور خلال هذه الفترة، إلا أن أولياء أمور طالبوا باستمرار دفع الرسوم الدراسية كاملة، بعد سماعهم بشأن خفض رواتب المعلمين في بعض المدارس الخاصة، والاستغناء عن بعضهم بحجة تطبيق نظام «التعلم عن بُعْد»، وذلك بهدف التقليل من النفقات والمصروفات.
وأكد مدير مدرسة خاصة بإمارة الفجيرة، فضل عدم نشر اسمه، أن المدرسة قدمت حزمة مساعدات لفئات تأثرت مباشرة بالإجراءات الاحترازية، من خلال تخفيض رسوم الفصل الدراسي الحالي، ووضع خطة دفع تناسب هذه الفئات، ليتسنى لها دفع الرسوم دون تأثر دخلها.
وأشار إلى إن المدرسة لم تكن تنوي تخفيض رواتب المعلمين أو الكوادر الإدارية والفنية، وذلك مراعاة لهم، موضحاً أنه فوجئ بقيام عدد كبير من أولياء الأمور المواطنين بدفع الرسوم كاملةً، على الرغم من التسهيلات التي قدمتها المدرسة.
ونوه بأن المدرسة وردت إليها رسائل من قبل أولياء أمور، طالبوا بحزم دفع الرسوم حتى لا يتم تخفيض رواتب المعلمين أو تأجيلها بحجة مساعدتهم، وأبدوا رغبتهم في مشاركة المدرسة بدفع رواتب المعلمين.
من جانبه، قال المواطن عبدالله محمد اليماحي، ولي أمر طالبة بإحدى المدارس الخاصة في إمارة الفجيرة، إنه تلقى رسالة إلكترونية من إدارته مدرسة ابنته، تشير إلى أنه سيتم تقسيط دفع الرسوم الدراسية مساعدةً لأولياء الأمور في حال كان ولي الأمر من أصحاب الرواتب التي تم الخصم منها بسبب الظروف الراهنة والعمل عن بعد في معظم الدوائر الحكومية والشركات الخاصة، الأمر الذي جعله يستفسر عن حال رواتب المعلمين، خلال هذه الفترة، والتي قد تتأثر إن قام بتقسيط دفع الرسوم.
وبين أنه تواصل مع إدارة المدرسة، للتأكد من ما إذا كان قرار تقسيط الرسوم الشهرية لدراسة ابنته له أثر مباشر في رواتب المعلمين والكوادر الإدارية والفنية، وكانت الإجابة غير واضحة، الأمر الذي جعله يقوم بشكل مباشر بدفع القسط كاملاً دون تردد دعماً لهم، متابعاً: «نحن أبناء زايد، ونقف صفاً واحداً لخدمة هذا الوطن، ولو بالقليل».
وأشارت حصة عبدالله، ولية أمر ثلاثة طلبة في إحدى مدارس الفجيرة الخاصة، إلى أنها فضلت دفع الرسوم الدراسية ورسوم الحافلات، رغم أن أبناءها لم يتلقوا خدمة توصيلهم للمدارس بسبب التعلم عن بُعْد، إلا أنها بادرت بدفع ما تبقى من الرسوم كاملاً، حتى لا يتضرر أحد العاملين، خلال هذه الفترة التي يمر بها العالم أجمع.
وأوضحت أنها اتصلت بسائق الحافلة المختص بتوصيل أبنائها، وأخبرته إن كان بحاجة إلى أي مساعدة، ونوهت بأن أبناء الفجيرة جميعهم تكاتفوا من أجل رد الجميل للوطن.
وأيدها بالرأي المواطن عيسى محمد الحمادي، وهو ولي أمر لطالبين في مدرسة خاصة بإمارة الفجيرة، قائلاً: «تلقيت اتصالاً مع أحد أولياء الأمور في مدرسة أبنائي، يخبرني بأنه سيبادر بدفع الرسوم المدرسية كامله، دون إنقاص درهم واحد منها، حتى لا تتأثر رواتب المعلمين الذين يعملون بدولة الخير والعطاء».
وتابع: «في مثل هذه الظروف تظهر معادن الشعوب، ومعدن شعب الإمارات قد عرف منذ زمن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، إلا أنه جاء الوقت ليثبت كل مواطن أنه يسهم ولو بالقليل، ويكرم المعلم الذي ظل في مثل هذه الظروف الصعبة يعطي من جهده وصحته، ليبني أجيالنا القادمة».
سمية الحمادي