أنشأ الوالد سعيد خميس سعيد اليماحي، من أهالي منطقة الطويين التابعة لإمارة الفجيرة، قرية تراثية متكاملة، لتعلقه وحبه الكبير وولعه الشديد بتاريخ وتراث الآباء والأجداد، وبهدف تعريف الأجيال الجديدة والزوار من مختلف أنحاء العالم بتراث الدولة والتاريخ العريق للآباء والأجداد. وتُبرز القرية مظاهر الحياة التقليدية القديمة للأهالي الذين سكنوا جبال منطقة الطويين منذ آلاف السنين.
البيوت القديمة
يقول اليماحي: أنشأت القرية، كذاكرة تاريخية، تُعرّف أبناء الجيل الجديد والزوار والسياح من مختلف أنحاء العالم بتاريخ الآباء والأجداد، وإبراز التطور الذي حدث في الإمارات التي أسسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، وإخوانه حكام الإمارات، وبنيت عدداً من البيوت القديمة التي عاش فيها الأهالي بين أحضان جبال الطويين في مواسم الصيف ومواسم الشتاء، ومنها بيت الكرين وبيت العريش وبيت العسبق وبيت الحصى والمطبخ القديم، وهي مبنية من الحجارة والطين المطعم بالحصى وسعف وجريد النخيل، ونباتات العسبق، وكل منزل يتضمن بعضاً من الأدوات التي استخدمها الأهالي قديماً في حياتهم اليومية مثل أدوات الطبخ وأدوات إعداد القهوة وأدوات جلب الماء وجني التمور وغيرها.
الماء العذب
يضيف اليماحي: تحتوي القرية على العديد من الأدوات والمقتنيات التراثية التي كان يستخدمها الآباء والأجداد في حياتهم اليومية، وقمت بإنشاء نموذج لطوي الماء الذي يعد نموذجاً للبئر القديمة التي كانت توجد في بعض البيوت والمزارع، ويستخرج منها الماء العذب النقي، كما تضم القرية العديد من الأركان التراثية التي تحتوي على مقتنيات تراثية تنوعت ما بين أدوات الطبخ الخاصة بأهالي الجبال وأدوات زينة المرأة والفخاريات والعديد من الأسلحة القديمة والسيوف والخناجر والأدوات الزراعية التي استخدمها أهالي الجبال في زارعة حبوب القمح «البر» وحصاده وزارعة أشجار النخيل والعديد من المحاصيل الزارعة التي اشتهرت بها منطقة الطويين منذ القدم.
متحف أثري
يقول اليماحي: إلى جانب القرية أنشأت بمساعده زوجتي عفراء سالم متحفاً أثرياً يحتوي على مجسمات تراثية لمختلف العادات والتقاليد القديمة للأهالي والأدوات القديمة التي كان أجدادنا يستعملونها في مختلف طقوس حياتهم اليومية وفي مختلف الصناعات مثل صناعة الألبان ومشتقاتها، منها «الضبية والركابة والشكوة» وصناعة العقاقير الطبية والزراعية ومختلف الحرف التي ازدهرت في زمن الآباء والأجداد، إضافة إلى أزياء قديمة تعود لمئات السنين، وبعض الحرف التقليدية التي كانت سائدة في منطقة الطويين منذ آلاف السنين، كما يضم العديد من المقتنيات المتوارثة عن الأجداد التي تباينت بين التحف الأثرية والفخاريات بأشكالها المتنوعة وبعض الأواني النحاسية والمعدنية والأدوات المنزلية المصنوعة من سعف النخيل والآلات الموسيقية المصنوعة يدوياً وبعض الأسلحة القديمة إلى جانب الأدوات الزراعية وأدوات الخياطة التي كانت تستخدم في الماضي، وبعض المقتنيات التي كانت تستخدم في ركوب البحر، وأدوات حلي نسائية قديمة مصنوعة من الفضة، ونماذج من عطور وزيوت عطرية عرفها أهالي منطقة الطويين وأهالي الإمارات عامه منذ القدم.
ويؤكد اليماحي أنه بنى منازل القرية مستخدماً المواد المحلية بطريقة هندسية محكمة، بنفس طريقة بناء منازل الآباء والأجداد التي عاش فيها فترة طويلة قبل قيام الاتحاد، واختار مكان القرية التراثية ليكون في مزرعته بمنطقة الحاير بمنطقة الطويين وسط الطبيعية الجبلية الخلابة.
بكر المحاسنة