أكدت المهندسة فاطمة الحنطوبي رئيس قسم البيئة والمحميات الطبيعية في بلدية دبا الفجيرة، أن البلدية نفذت مؤخرا مشروع حصر وتوثيق الأشجار المعمرة التي يزيد عمرها على 250 عاماً في دبا الفجيرة، وحصرت البلدية 45 شجرة معمرة تم ترقيمها منها أشجار السدر، والغاف، مع استحداث سجل خاص لكل شجرة معمرة، وذلك ضمن توجيهات ومتابعة صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، وحرص سموه على المحافظة على البيئة وما تمتع به إمارة الفجيرة مقومات بيئية لا تقدر بثمن. وتقوم البلدية بإجراءات مصاحبة تمنع من خلالها الاحتطاب من الأشجار المحلية، حيث تقوم البلدية بعمليات تفتيش دورية على المحال التي تبيع الحطب والتأكد من مصادرها.
وأوضحت الحنطوبي أن المشروع يساعد في الحفاظ على الأشجار المحلية والعناية بها، لما تشكله من أهمية كبيرة في الحفاظ على البيئة، حيث تلعب هذه الأشجار دوراً حيوياً في تنقية الهواء من الملوثات والأدخنة الضارة، إضافة إلى حفظ التنوع البيولوجي في المنطقة، لأن هذه الأشجار الكبيرة المعمرة هي بحد ذاتها بيئة متكاملة لأنواع من الحيوانات، حيث توفر لها المأوى والغذاء.
ولفتت إلى أن مدينة دبا الفجيرة تعتبر من المناطق المشهورة في التخييم والرحلات البرية، لذا فهذه وسيلة لتعريف السائح أو الزائر في بيئة المنطقة وتاريخها وأهمية المحافظة عليها، موضحة أن خطوات التوثيق، تضمنت حصر هذه الأشجار من مناطق دبا، وأخذ الإحداثيات لها، وقياس محيط جذع الشجرة لتقييم عمرها، إضافة إلى فحص وضعها الإنباتي، وتقليمها إن لزم الأمر، وفحص التربة حولها، وتنظيف ما حولها لتسهيل عملية الري لاحقاً.
وأشارت إلى أن المشروع يسهم في حصر هذه الأنواع من الأشجار المحلية التي تمتلك القدرة على التأقلم مع البيئة الصحراوية الجافة، ويرجع هذا إلى قوة جذورها وطولها، وهي تحافظ على غطائها الأخضر طوال العام، إضافة إلى أنها وسيلة للترفية وللمخيمات خلال فصل الشتاء. وتتضمن بطاقة التوثيق الاسم المحلي للنبات، والاسم اللاتيني، إضافة إلى عمر الشجرة التقديري، والرقم التسلسلي للشجرة، وعبارة صغيرة تدعو للحفاظ على هذا الإرث البيئي المحلي.
الاتحاد