أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أن التعاون بين الشارقة والأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري بدأ منذ أربعة عقود عندما حلت الأكاديمية ضيفاً على إمارة الشارقة في ثمانينيات القرن الماضي ليستمر التعاون الذي نتج عنه تأسيس فرعٍ للأكاديمية في مدينة خورفكان.
جاء ذلك خلال كلمة سموه التي ألقاها مساء أمس، وبحضور سمو الشيخ عبدالله بن سالم بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، في افتتاح مقر فرع الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري في إمارة الشارقة، والكائن بمدينة خورفكان.
وقال سموه: «يعلم البعض منكم أن التعاون بين الشارقة والأكاديمية العربية للنقل البحري كما كانت تسمى آنذاك بدأ منذ حوالي أربعة قرون، حينها حلت الأكاديمية ضيفاً على الشارقة في ثمانينيات القرن الماضي، وحينما تدارسنا مع رئاسة الأكاديمية مؤخراً فكرة إنشاء فرع دائم للأكاديمية بالشارقة وتطرح من خلاله البرامج الدراسية والتدريبية في مجالات تكنولوجيا ولوجستيات النقل البحري الدولي التي تتميز بها الأكاديمية، تبين لنا جميعاً التوافق التام في الرؤى والأهداف المرجوة من إنشاء الفرع وقررنا بدون تردد المضي قدماً في المشروع واخترنا لها هذا الموقع المميز بالقرب من ميناء مدينة خورفكان».
مكونات
وتابع صاحب السمو حاكم الشارقة، قائلاً: «اليوم بعد أشهر قليلة من إرساء حجر الأساس نرى أمامنا منشآت ومكونات المرحلة الأولى من صرح أكاديمي جديد التحق به أبناؤنا وبناتنا من داخل وخارج منطقتنا ليحصلوا على تعليم متميز يشقوا به طريقهم في كل مجالات العمل المرتبطة بالنقل البحري الدولي، ويحققوا به طموحاتهم وآمال ذويهم ويساهموا مع زملائهم من خريجي البرامج الأخرى في الجامعات المختلفة لدفع مجتمعاتهم على طريق التقدم والرقي بإذن الله، وكما ذكرنا مراراً من قبل إن الشباب المتعلم المثقف المجتهد المؤمن بقيمنا الإنسانية الأصيلة المدرك لمجريات الأمور حوله والمنتج في مجاله من كل أنحاء الوطن العربي هم بالقطع المحققون لأملنا في مستقبل أفضل لأمتنا».
وأضاف سموه: «من المهم أن نشير إلى أن حوالي ثلث الدفعة الأولى من طلبة فرع الأكاديمية بخورفكان هن من الطالبات وأغلبيتهن من المنطقة الشرقية بالشارقة، كما نشير إلى أن معظم طلبة هذه الدفعة هم من المتميزين دراسياً وكان يمكنهم الالتحاق بجامعات وكليات أخرى في الشارقة وخارجها ولكنهم فضلوا أن يلتحقوا ببرامج كلية النقل البحري والتكنولوجيا بفرع الأكاديمية بخورفكان، نحييهم ونشجع كل أبنائنا وبناتنا على الدراسة في البرامج المرتبطة بالمجالات التي تتفق مع ميولهم ورغباتهم حتى لا يملوا أو يكلوا من بذل أقصى الجهد لاكتساب المعرفة والمهارات وصقل المواهب والسير على طريق التفوق والإبداع، ليس فقط في الدراسة الآن بل وفي العمل في المستقبل القريب إن شاء الله».
ودعماً لأبنائه وبناته طلبة الأكاديمية أعلن صاحب السمو حاكم الشارقة عن توفير سفينة متخصصة للتدريب ستصل للأكاديمية في الفترة القادمة للتعلم والتدريب عليها عملياً.
واختتم سموه كلمته، قائلاً: «نحيي ونقدر الجهود المخلصة لكل من شارك من الإسكندرية والشارقة في تنظيم وأداء العروض المبهرة والمتميزة التي شاهدناها اليوم، كما نحيي ونقدر الجهود المخلصة لآلاف العاملين في هذا المشروع على جميع المستويات، فبتوفيق وفضل من الله العلي القدير عملوا على مدار الساعة وأنجزوا المرحلة الأولى من المنشآت التي نشاهدها الآن في فترة زمنية قصيرة جداً بجميع المقاييس، نشكرهم جميعاً على جهودهم وندعو الله أن يوفقهم في استكمال إنجاز المرحلة الثانية من المشروع خلال الأشهر القليلة المقبلة، والتي تتمثل بإضافة مساحة للكلية بنفس المساحة التي نفذت وبمباني ترتقي بها إلى مستوى الكلية الأم في الإسكندرية».
وكان صاحب السمو حاكم الشارقة وعند وصوله إلى مقر الأكاديمية قد شهد استعراض حرس الشرف لطلبة الدفعة الأولى للأكاديمية ليزيح بعدها الستار التقليدي للمبنى الإداري للكلية، وتجول سموه في أروقته مطلعاً على ما يضمه من مرافق إدارية تسهم في تنظيم الشؤون الإدارية وتوفير كافة الخدمات لأعضاء الهيئة التدريسية والطلبة، كما شاهد سموه فيلماً حول مراحل تأسيس وتنفيذ الأكاديمية بفرعها في مدينة خورفكان.
قاعات دراسية
بعدها انتقل سموه لمبنى كلية النقل البحري والتكنولوجيا، حيث أزاح الستار التقليدي للمبنى ليطلع بعدها على القاعات الدراسية والمعامل والمختبرات والوسائل التعليمية الحديثة واستمع سموه إلى شرح من طلبة الأكاديمية حول أبرز المهارات والمعارف التي يتلقونها في رحاب الأكاديمية.
وتفضل صاحب السمو حاكم الشارقة بالتقاط صورة تذكارية مع طلبة الدفعة الأولى للأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري بفرع خورفكان.
بعد ذلك افتتح سموه مسجد الأكاديمية الذي يتسع لـ 350 مصلٍ ويحوي مصلى خاصاً للنساء. وانتقل سموه بعدها إلى مدرج وملعب الأكاديمية الذي يتسع لـ 700 شخص وأزاح سموه الستار التقليدي للمدرج إيذاناً بافتتاحه.
وألقى أحمد أبو الغيط، أمين عام جامعة الدول العربية، كلمة أشاد فيها بما وصلت إليه إمارة الشارقة بدعم صاحب السمو حاكم الشارقة، وقال: «يسعدني في البداية أن أعبر عن سعادتي بأن أكون بينكم اليوم في حفل افتتاح مقر الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري بمدينة خورفكان بإمارة الشارقة في دولة الإمارات العربية المتحدة الحبيبة كأول فرع للأكاديمية بمنطقة الخليج العربي».
وشاهد صاحب السمو حاكم الشارقة بعد ذلك استعراض حرس الشرف لطوابير المشاة، وعرضاً طلابياً حول الإشارات البحرية، ومراسم تسليم القيادة من طلبة المقر الرئيس في جمهورية مصر العربية، وعددهم 160 طالباً إلى طلبة إمارة الشارقة في فرع خورفكان وعددهم 90 طالباً وطالبة، كما شكل الطلبة خلال عرضهم لوحة فنية حملت اسم الشارقة وشعار الأكاديمية.
البيان