شكا سكان منطقتي الطويين والحلاة بالمنطقة الشرقية، من أن موسم الأمطار يعرضهم لتلف مزارعهم، ونفوق حيواناتهم، ويعيق تنقلاتهم بالحافلات والمركبات، ما يسبب خسائر مادية كبيرة لهم، مطالبين الجهات المعنية بإنشاء جسور وسد لحماية أرواحهم وممتلكاتهم وقت هطول الأمطار، وتسهيلاً لحركة المرور.
في المقابل، قال وزير تطوير البنية التحتية، الدكتور عبدالله بلحيف النعيمي، إن الوزارة، وبالتعاون مع الجهات المعنية، شرعت في إعداد الدراسات لتغطية احتياجات المناطق من سدود وجسور.
وتفصيلاً، قال المواطن سعيد اليماحي، من سكان منطقة الطويين، إن «أبناء المنطقة يعانون باستمرار مرور واديي يخت والشيرية، الذي يعطل حركة السير في مناطق الحاير والخب والمية»، مشيراً إلى أن منطقة الحاير تعاني مرور وادٍ يقطع الطريق المؤدي إلى خارج المنطقة، ويمنع السكان من العبور إلى مناطقهم من الجهة الأخرى، حيث لا تتمكن الحافلات من الوصول إلى طلبة المدارس، كما أن الموظفين لا يتمكنون من عبور مياه الوادي التي قد تجرفهم، مشكلة خطراً كبيراً على حياتهم.
وأضاف اليماحي أن حركة السير تعود إلى طبيعتها بحسب كمية الأمطار، إذ تستغرق في بعض الأحيان ساعات قليلة، وبعضها ليوم كامل، وهذا يدعو إلى مناشدة الجهات الحكومية ضرورة الالتفات إلى حلول جذرية، خصوصاً أن أهالي المنطقة يرون أن إنشاء سد هو الحل الوحيد لحماية مزارعهم وممتلكاتهم في المستقبل، فضلاً عن الفوائد الجمة التي يحققها.
وناشدت المواطنة مريم سعيد الجهات المختصة الاطلاع على وضع منطقة الطويين في أوقات هطول الأمطار الغزيرة، ومدى الأضرار التي تلحق بها، نتيجة مرور الوادي الذي يعتبر رحمة وسقيا للأرض، لطالما كنا ننتظره، إلا أن ما يسببه من عرقلة سير وتدمير أجزاء من المزارع التي اهتم بها أهالي المنطقة وتوارثوها عن أهاليهم، يستدعي العمل على معالجة جذرية.
واعتبرت أن الحل الناجح في مثل هذه المنطقة هو إنشاء سد، للاستفادة من مياه الوادي، كذلك لحفظ المياه من التملح الذي يعانيه المزارعون خلال هذه الفترة، فالمنطقة جبلية تنزل بها الوديان التي جمعت من المناطق المجاور.
من جانبه، قال المزارع المواطن محمد اليماحي، من سكان الطويين بالفجيرة: «إن الأضرار التي لحقت بالمنطقة كبيرة، على خلفية التشققات التي حدثت بفعل الأمطار في بعض الطرق بالطويين على المستوى العام، إلى جانب الأضرار التي خلفتها في 10 مزارع تعود لمواطني المنطقة، ومنها مزرعتي على المستوى الخاص، إذ أسهم اندفاع المياه في حدوث أضرار بليغة في سور المزرعة، ودفن بئري مياه بالكامل، بالإضافة إلى خسائر في المزروعات من أشجار، كذلك المزارع القريبة من وداي خت الذي جرى منذ الصباح الباكر».
وأيده في الرأي المواطن خميس محمد أحمد، بقوله: «نحتاج إلى النظر للمنطقة بشكل جدي، وتشكيل فريق من الجهات المختصة لزيارة المنطقة وحصر الأضرار التي خلفتها الأمطار، ووضع الحلول الجذرية».
وأضاف أن شركة أجرت منذ فترة أعمالاً إنشائية تطلبت حفر المنطقة التي تعبر بها الوديان، لكن بانتهاء الشركة من أعمالها تركت الحفرة مشكّلة خطراً كبيراً على أهالي المنطقة، خصوصاً في أوقات الأمطار الغزيرة، حيث يمر الوادي، فيملأ الحفرة كاملة، مسبباً خطراً في حال عبور المركبات فوقها حين يخف جريان الوادي، لعدم تبين مكانها.
وأشار إلى أن أبناء المنطقة طمروا الحفرة بجهودهم الخاصة، حماية لأبنائهم من خطر أن تجرفهم خلال انحدار الوادي، إلا أنه مع كل موسم أمطار تعود الحفرة كما كانت.
وأوضح المواطن عبدالرحمن محمد راشد، من سكان منطقة الحلاة أن «منطقة مربض كانت تعاني سابقاً عبور الأودية التي تغلق الشوارع الداخلية، وأخيراً تم بناء جسر عالج مشكلات تعطل الطلبة عن المدارس، وخطر عبور السكان من الأودية، رغم مرور الوادي، وزال الخطر عنهم».
وأشار إلى أنه شارك في وسائل التواصل الاجتماعي لجهات عدة، مطالباً فيها بحل مماثل لمنطقة مربض، للمناطق التي لاتزال تعاني مرور الأودية، كمنطقتي الحلاة والطويين، وتعطل أهاليها أثناء هطول الأمطار الغزيرة عن العمل أو العودة إلى منازلهم، بسبب مرور هذه الأودية، مشكلة خطراً عليهم وعلى أبنائهم.
ولفتت المواطنة فاطمة علي اليماحي من منطقة الحلاة، إلى أنها تعمل في إمارة أخرى، ولا يأخذ مسؤولها في العمل بعين الاعتبار طبيعة منطقتها التي تسكنها، خصوصاً في حال هطول الأمطار، إذ تضطر إلى أخذ إجازة من رصيدها خلال فترة الشتاء، ما يؤثر في إنتاجها وتقييمها تالياً.
وردا على تلك المطالب، قال وزير تطوير البينة التحتية، الدكتور عبدالله بلحيف النعيمي، إن الوزارة، وبالتعاون مع الجهات المعنية، شرعت في إعداد مجموعة من الدراسات في المناطق التي تشهد أمطاراً غزيرة خلال موسم الشتاء بالمنطقة الشرقية، بهدف تغطية احتياجات المناطق من سدود وجسور، لتسهيل حركة المرور، وجعلها أكثر انسيابية وأماناً.
وأضاف النعيمي لـ«الإمارات اليوم»: إن «إنشاء الجسور والسدود يأتي استجابة لمطالبات أهالي منطقتي الطويين والحلاة، بسبب مرور أودية يخت وشيرية والسمة بمناطقهم التي تعرقل حركة مرور الحافلات المدرسية، وتجرف محاصيلهم الزراعية، وتسبب في انقطاع تواصلهم مع المناطق الأخرى».
زيارات ميدانية
أفاد مدير بلدية الفجيرة، المهندس محمد الأفخم، بأن البلدية تخصص زيارات ميدانية دائمة بعد هطول الأمطار لرصد الأضرار التي يخلفها الوادي، وتدخل الآليات والمعدات، مشيراً إلى التواصل مع الجهات المعنية لمعالجة التشققات التي تحدث في الشوارع الداخلية بمنطقة الطويين.
وأشار إلى أنه بالتعاون مع وزارة البنية التحتية، تم البدء بإعداد دراسة للوضع القائم في منطقة الطويين، لمعالجة وضع الطريق المؤدي إلى المنطقة وتجمع مياه الأمطار بشكل يعيق حركة السكان، موضحاً أن الدراسة تستهدف وضع التصورات والحلول اللازمة لإنشاء جسر أو سد يسهل حركة المرور والعبور بانسيابية وأمان.
سمية الحمادي- الامارات اليوم