اشتكى أهالي منطقة مسافي الواقعة إلى الغرب من مدينة الفجيرة من افتقار المنطقة لخدمات أساسية تشكل في اعتقادهم عصب الحياة، وأجمعوا على معاناتهم المستمرة كأفراد وعائلات من غياب مشاريع البنية التحتية بالمنطقة التي تعد في نظر الجميع مدينة بمقومات قرية.
وناشدوا في حديثهم الجهات المعنية بضرورة الإسراع في تعبيد الطرق الداخلية بالمنطقة تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، وطالبوا بإنشاء حديقة للترفيه خاصة للأطفال والنساء وممارسة الرياضة للجميع، إلى جانب ملعب لكرة القدم يؤهل الشباب ويمكنهم من قضاء أوقات فراغهم فيما يفيد صحتهم وينمي قدراتهم الفنية والمهارية، وأكدوا ضرورة تغطية «مناهل» المجاري التي تشكل خطراً على السكان.
اعتبر الأهالي أن شوارع مسافي غير المعبدة تثير الغبار والأتربة التي تشكل تربة خصبة لتفشي الأمراض، ما يعرض حياة سكان مدينة مسافي للمخاطر الصحية، كما تحفل شوارع المدينة بالحفر والمطبات التي تسهم في إلحاق الأضرار بمركبات أهالي المدينة، علماً أنهم يمتلكون سيارات فارهة، الأمر الذي يثقل كواهلهم من خلال صيانتها في وكالات يشتكي عملاؤها من أسعار تكلفة خدماتها.
الخدمات على الأجندة
أجمع أهالي مسافي على أن جهودهم في ملاحقة الجهات الرسمية لتنفيذ مشاريع الخدمات الضرورية بمسافي لم تؤتِ ثمارها بعد أن ظلوا لفترات طويلة يلحون على المسؤولين بضرورة ترسية مشاريع الخدمات، إلى جانب عكس مناشداتهم المتكررة عبر وسائل الإعلام، ووصفوا تنفيذ شبكات الطرق الداخلية وإنشاء متنفسات لأهالي المناطق من الأساسيات، باعتبار أن حق الفرد التمتع بشوارع معبدة تحميه من شر الأمراض، وتحافظ على الأرواح والممتلكات، بات من البديهيات في أجندة حكومة الإمارات الرشيدة، وحرصها الدائم على توفير كل شروط الراحة والرفاهية للمواطنين.
كما أشاروا إلى أن واقع المنطقة الحالي متخلف، وتنعدم فيه الحياة، فبجانب الشوارع الترابية التي تؤثر في صحة الإنسان، وتهلك مركبات الأهالي، وتلحق بها الأضرار لكثرة الحفر والمطبات، هنالك مشاكل «مناهل» الصرف الصحي التي تقبع في الشوارع من دون أغطية، ما يعد سبباً في إلحاق الأذى بإنسان المنطقة، فضلاً عن مطالباتهم المستمرة بإنشاء حديقة عامة بمسافي تكون ملاذاً للأسر والأفراد من جهة، ومنفذاً للأهالي لممارسة رياضة المشي التي أصبحت من ضمن السياسات الصحية الوقائية والعلاجية للعديد من الأمراض على مستوى العالم، ويوصي بها الأطباء في جميع الدول.
مشروع الطرق ليس مستحيلاً
ويرى الدكتور محمد عبيد المسماري أن مشروعاً متكاملاً لاستبدال الشوارع الداخلية في مسافي القديمة بطرق معبدة بالأسفلت، وفي أقل تقدير تطويرها بالإنترلوك، ليس بالفعل المستحيل أو المكلف، بعد أن بُحَّت الأصوات المطالبة بتطوير واقع الطرق بالمنطقة انطلاقاً من المخاطر المحدقة بأهالي وسكان مسافي جراء الأتربة والغبار التي تظلل سماء المنطقة على مدار اليوم وتأثير ذلك على صحة الأهالي خاصة الأطفال وكبار السن الذين يعانون أمراض الربو، فضلاً عن أعباء التنظيف المستمر للمنازل، جراء تراكم الأوساخ داخلها، كما أن الشوارع غير المعبدة خطر يتربص بالمركبات، علماً أن هناك سكاناً يستخدمون سيارات يفوق سعرها 400 ألف درهم على طرق غير معبدة تزخر بالمطبات التي تسهم في إلحاق الأضرار بالمركبات.
تخلف خدمي
وقارن بين واقع مسافي والعديد من المناطق المتاخمة، حيث وصف ضمن «منظور واقعي» بلدته بالمتخلفة خدمياً، واعتبر كل المبررات التي ساقتها جهات مختصة، والتي تفيد بأن المنطقة غير مخططة، واهية، مستشهداً بواقعة انتداب فريق من وزارة تطوير البنية التحتية قبل عام من الآن لمسافي، فبعدما تعرف عن قرب إلى حجم معاناة سكانها، وعد الفريق بتلبية احتياجاتها من الطرق في أقرب وقت، والآن مضى عام من دون جدوى، ويشير إلى أن الجهات المعنية بالإمارة بدورها وعدت كثيراً بتنفيذ مشاريع الحديقة العامة التي باتت ضرورة للنساء والأطفال، إضافة إلى ملعب كرة قدم للشباب ومجلس مجتمعي أسوة بالمناطق الأخرى، ومازالت مسافي تقبع في موضع تخلفها عن ركب التطور.
الطرق من أولويات التنمية
«لا شك أن خدمات الطرق عامل مهم وأساسي في المسيرة التنموية التي تشهدها الإمارات»، بهذه الكلمات بدأ سالم العبدولي حديثه، حيث تابع قائلاً: تعقد الدهشة الألسن عندما تجد أهالي إحدى المناطق يحلمون بشكل يومي بطرق معبدة تضع حداً لمعاناتهم، وبالمقابل تفرض طابعاً جمالياً على بلدتهم التي تعد من المناطق الجبلية التي تتمتع بأجواء مناخية جميلة ومعالم سياحية كالقلعة والحصن، فضلاً عن مطالب أخرى بسيطة تسعد حياتهم وتمكنهم من التنقل السهل من دون عناء من جهة، والتمتع بمتنفس طبيعي يزيل عنهم كدر الحياة ويوفر شرطاً لممارسة الرياضة التي يحتاجها إنسان اليوم خاصة في ظل تعقيدات الأنظمة الغذائية والحياتية.
ويضيف: مجلس مجتمعي يؤوي أهالي مسافي ويوفر لهم مقراً يحقق تواصلهم الاجتماعي ويعمق أواصر العلاقات الإنسانية فيما بينهم، ويمكنهم من إقامة الفعاليات باختلافها بات مطلباً ملحاً ينشده الأهالي في صبحهم ومسائهم.
وختم العبدولي حديثه بعبارة «مسافي مدينة تحتاج للنظر لواقعها بعين الاهتمام من قبل الجهات المختصة».
الحديقة مطلب
ومضى سعيد العبدولي في الاتجاه نفسه، مشيراً إلى أن الظلام الدامس يلف طرقات المنطقة في ظل طابعها الترابي، لذلك تحتاج بشكل أساسي لتعبيدها وإنارتها كشرط مهم لتطويرها، إلى جانب مشروع الحديقة التي يدفع غيابها عن المنطقة الأهالي الذهاب بعيداً لمسافات طويلة للتمتع بمتنفسات طبيعية تزيل كدر الحياة.
واتفق معه في الرأي طالب بن شاهين معدداً احتياجات المنطقة من طرق وخدمات حدائق ومجلس مجتمعي وغيرها.
الأفخم: لدينا خطط مدرجة للتطوير
في معرض رده على مطالب أهالي مسافي، أكد المهندس محمد سيف الأفخم مدير عام بلدية الفجيرة أن توجيهات صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة التي صدرت مؤخراً بإنشاء شبكة طرق حديثة في عدد من المناطق بطول 64 كيلومتراً، تعد منطقة مسافي من ضمن حزمة المناطق المستهدفة بمشاريع الطرق، وسيتم في القريب العاجل البدء في تنفيذ استحقاقها.
ووعد أهالي منطقة مسافي بالاستجابة لجميع المطالب الخدمية غير الخافية على البلدية، مؤكداً أن احتياجات المدينة مشروعة، وأن البلدية غير بعيدة عنها، وتعي تماماً واجباتها تجاه توفير خدمات أساسية للمدينة، مشيراً إلى أن إدارته بالتعاون مع دائرتي الأشغال العامة والزراعة، وتنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو حاكم الإمارة، وضعت خطة متكاملة لترسية طرق داخلية بالمنطقة، إلى جانب إنشاء حديقة، كما تعمل الجهات المعنية بالإمارة على إنشاء مجلس مجتمعي سيبدأ تنفيذه في الفترة المقبلة.
محمد الوسيلة – الخليج