تعيش منطقة «وم» الجبلية الواقعة على بعد 10 كيلومترات شمال غرب دبا الفجيرة انعدام الخدمات الأساسية فيها، ويشكو سكانها من المعاناة التي يكابدونها لأجل الحصول على حاجاتهم المنزلية والذهاب لمسافات بعيدة من أجل الترفيه مع أطفالهم، فيما تعيش المنطقة ظلاماً في طرقها يصعب الحركة معه ويبعث الخوف في نفوس الأطفال.
«الخليج» التقت بعدد من المواطنين بالمنطقة واستمعت لآرائهم:
قال المواطن راشد علي راشد أحد السكان إن المنطقة لا تتوفر فيها الطرق الداخلية التي تسهل حركة السيارات في المنطقة، وأن هنالك معاناة عندما يفكر رب أسرة في أن يذهب مع أبنائه للترفيه فيضطرون الى الذهاب الى مناطق أخرى في حين أن هنالك مقترحاً لقيام حديقة ولكن حتى الآن لم ير النور وكان يمكن أن يسهل على سكان المنطقة عناء المسافات الطويلة.
وأوضح أن سكان المنطقة منهم من يعاني أمراض الشيخوخة، وهذا يحتاج الى وجود مركز صحي ولكن المنطقة تخلو من الخدمات الطبية، مطالباً بوجود محطة للإسعاف الوطني في حال حدوث طوارئ لحين الاستجابة لتوفير مركز صحي.
مخاطر صحية وحافلات
من جانبها قالت مريم علي الحفيتي المرشدة الأكاديمية بإحدى المدارس إن المنطقة تفتقر الى الخدمات الأساسية وظللنا نعاني لفترات طويلة في انتظار المسؤولين لكي يلتفتوا الى معاناتنا ولكن دون جدوى، ونطالب بتوفير سوق صغير يلبي حاجات الأسر إضافة الى مركز صحي وحديقة ترفيه يتنفس فيها الأهالي ويلتقون فيها ويجد الأطفال مساحة للعب بدلاً من اللعب في الشوارع حيث يتعرضون لأي خطر قد يحدث.
وأبانت أن المنطقة تخلو من الشوارع الداخلية المعبدة وهذه لها تأثير كبير ومخاطر صحية للسكان وخاصة الأطفال ففي الصباح هنالك حركة كثيرة من السيارات والحافلات التي تحمل التلاميذ الى المدارس، ينتج عن تلك الحركة غبار كثيف يتعرض له الطلاب الذين ينتظرون مسافات لحين حضور الحافلات المدرسية كما أن وعورة الطريق وكثرة المطبات والحفر أثرت على سيارات أهالي المنطقة.
وطالبت بإقامة مركز لأنشطة الفتيات ومراكز التنمية الاجتماعية حتى تتاح للنساء فرصة تطوير مواهبهن وصقل خبراتهن المهنية والتراثية التقليدية خاصة في مجال الأعمال اليدوية، إضافة الى الصناعات الأخرى التي يمكن ان تنتجها الأسر وتساهم بزيادة الدخل، والمشاركة في الفعاليات والمهرجانات التراثية على مستوى إمارة الفجيرة والدولة·
انعدام الترفيه
وأوضحت المواطنة أم سعيد إحدى الساكنات أن المنطقة تنقصها حديقة عامة للعائلات لكي تكون متنفساً آمناً للنساء والبنات والأطفال وتحتوي على ممشى لممارسة الرياضة للنساء للمحافظة على الصحة العامة للأسرة، وأيضاً الشوارع الداخلية تفتقر للإنارة وغير ممهدة، أما عن باقي الخدمات كالمركز الصحي والمدارس فلا تتوفر في هذه المنطقة ونضطر الى الذهاب الى دبا الفجيرة وهذا يكلف السكان دفع قيمة عالية في البترول.
واشار المواطن عبيد راشد من سكان المنطقة الى أن معظم الشوارع الموجودة غير مرصوفة، وتنتشر الأتربة في الشوارع نتيجة عدم رصفها، بينما تزداد المشكلة شتاءً مع هطول الأمطار، والتي تشكل أوحالاً تعطل حركة السيارات والمارة وتضر بالبيئة داخل المنطقة.
وأفاد المواطن خلفان سعيد أن المنطقة منذ حلول الظلام تعاني عدم وجود إنارة جيدة ما يصعب حركة المارة في المنطقة وخاصة أن منهم كبار السن داعياً الى رصف الشوارع الداخلية لتسهيل حركة السيارات داخل المنطقة بجانب إقامة حديقة ترفيهية بها ممشى لكبار السن الذين يعانون من الحركة في تلك المنطقة.
ضروريات اجتماعية
وأوضح المواطن ناصر سالم أن الأنشطة الاجتماعية ميزة مهمة في المناطق البعيدة عن العاصمة ويتميز المجتمع الإماراتي بالترابط الأسري والتكاتف بين الأسر والسكان وتفتقد المنطقة لوجود مجلس يجتمع فيه الأهالي ويقيمون فيه مناسباتهم الاجتماعية ويساهم في تقليل تكلفة الزواج بدلاً من الاضطرار الى تأجير الصالات الخاصة.
وطالب المواطن سلطان سعيد بإنشاء ملعب لكرة القدم يتناسب مع حجم المنطقة وعدد السكان الآخذ في الزيادة قائلا: المنطقة تفتقر للخدمات الأساسية داخل الأحياء السكنية مثل رصف الطرق الداخلية وإنارة شوارع القرية حيث يسيطر الظلام الدامس على شوارعها التي تحتاج فعلياً لإنارة داخلية.
ودعا الجهات المسؤولة لضرورة الإسراع في رصف وتعبيد شوارع الشعبية حفاظاً على صحة السكان، وأن الشوارع الداخلية غير معبدة .
حسن اليماحي: تخصيص قطعة أرض لتكون حديقة
في رده على مطالب أهالي المنطقة، قال المهندس حسن سالم اليماحي إن بلدية دبا الفجيرة، تعمل وفق خطة استراتيجية تمتد لعام 2020، وتشمل مشاريع عدة في شتى القطاعات السياحية والاستثمارية، وتنمية المناطق التابعة للمدينة، للارتقاء بمستوى الخدمات للأفراد.
وأشار إلى أن طريق «وم» الجديد البالغ طوله 4 كيلومترات والذي تم إنجازه مؤخراً كان مطلباً ملحاً من قبل الأهالي، وتم تنفيذه بنجاح من قبل وزارة تطوير البنية التحتية، وتم تخصيص قطعة أرض لتكون حديقة عامة للأهالي، خاصة أن المنطقة لا يوجد بها أي متنزهات أو ألعاب للأطفال والأسر.
أمير السني – الخليج