لا شيء يضاهي سحر وجمال محمية «وادي الوريعة» في الفجيرة، حيث تحمل جبالها الوعرة سحراً خلاباً لا يمكن التعبير عنه بمجرد كلمات، وما يميز محمية «وادي الوريعة» الطبيعية، أنها تقع وسط جبال الحجر وتحتوي على نظام بيئي فريد، كما أنها موطن للعديد من الحيوانات النادرة المهددة بالانقراض، ومساحتها تصل إلى أكثر من 200 كيلومتر مربع، وهي من أهم مصادر المياه العذبة الطبيعية في شبه الجزيرة العربية، وتتميز بنظام بيئي فريد، كما أنها موطن للعديد من الحيوانات النادرة المهددة بالانقراض، وتعمل حكومة الفجيرة على تنوعها البيئي، والحفاظ على ثرواتها الطبيعية.
محمية جبلية
يقول سعيد المعمري مدير مركز الفجيرة للمغامرات: تقع محمية «وادي الوريعة» الجبلية ضمن سلسلة جبال الحجر التي تمتد من سلطنة عمان في الجنوب وحتى مضيق هرمز في الشمال، حيث تخترق هذه السلسلة كامل الشريط الساحلي لإمارة الفجيرة، ويطلق هذا الاسم على الوادي نسبة إلى «نبات الورع»، وهو الاسم المحلي لنبات القصب الذي ينتشر بشكل خاص في أماكن تواجد برك المياه الدائمة في الوادي.
يضيف المعمري: «في عام 2009 تم الإعلان عن (وادي الوريعة) كأول محمية جبلية على مستوى دولة الإمارات، وتضم المحمية 200 نوع من النباتات البرية، من بينها زهور الأوركيد الشهيرة التي تنتشر بالدولة، كما تضم المحمية تنوعاً هائلاً من الحيوانات البرية، والبرمائيات، والحشرات المائية، والطيور، والنباتات البرية الفريدة حيث تحتوي على 652 نوعاً من الحيوانات، و94 نوعاً من الطيور المهددة بالانقراض، و208 أنواع من النباتات البرية، وتعتبر المحمية أول منتزه وطني على مستوى الدولة، كما أنها موطن لثعلب (بلاندفورد) والقط البري العربي والقنفذ والوشق، وغيرها من الفصائل المتميزة».
ينابيع الوريعة
وأشار المعمري، قائلاً: اعتمدت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو»، وادي الوريعة بالفجيرة، ضمن الشبكة العالمية لمحميات المحيط الحيوي، لتصبح بذلك ثاني محمية في الدولة تتبع شبكة المحميات العالمية، حيث تتابع بلدية الفجيرة وجمعية الفجيرة للمغامرات رحلة نجاح «وادي الوريعة»، التي تتميز بتوافر المياه على مدار العام، وبالطبيعة الجبلية الخلابة، كما تضم شلال الوريعة الكبير الذي تصب مياهه في البرك الطبيعية التي تحتضنها الجبال، ويصل عمقها من أربعة إلى خمسة أمتار، وتحيط بها أشجار ونباتات برية جبلية متنوعة.
ويؤكد المعمري أن، الينابيع بمنطقة «وادي الوريعة» تتدفق منها المياه من قمم الجبال عبر التشققات الصخرية وهي صالحة للشرب والري، وتحيط بها أشجار ونباتات جبلية، حيث إن الماء لا ينقطع على مدار العام وتتضاعف كميته في موسم الأمطار، لذلك فإن الوادي يمثل شرياناً لأهالي المناطق المجاورة، خاصة أصحاب المزارع، لكثرة المياه العذبة في المنطقة على مدار أيام السنة.
وبخلاف طبيعتها الخلابة، يذكر المعمري: كانت منطقة «وادي الوريعة» في الماضي مكاناً للقنص، لكثرة الحيوانات والطيور البرية التي تعيش فيها، خصوصاً الغزلان والوعل الجبلي وبعض الطيور المهاجرة وغير المهاجرة والتي لم يبق منها إلا القليل.
جذب سياحي
في السياق ذاته، يقول سيف الحفيتي من سكان منطقة الطويين في الفجيرة، إن محمية «وادي الوريعة» تعد من أجمل المحميات الجبلية في المنطقة، وتتميز بأنها منطقة جذب سياحي للكثيرين، لما تحتويه من سحر الطبيعة ووجود أعداد كبيرة من عيون المياه والشلالات التي تنبع من باطن الأرض، إضافة إلى العديد من الحيوانات البرية والطيور النادرة، الأمر الذي شجع السياح على زيارتها.
ويضيف «معظم الشلالات المائية في المنطقة لا تنقطع بل تزداد في موسم الأمطار، ويوجد فيها شلال الوريعة الكبير الذي تصب مياهه في البرك الطبيعية التي تحتضنها الجبال وتحيط بها نباتات برية جبلية».
ويؤكد الحفيتي، أن تحويل المنطقة إلى محمية طبيعية يعد خطوة ناجعة، للمحافظة على جمال المنطقة وما تحتويه من معالم طبيعية وحيوانات ونباتات نادرة، ما يساهم في تنوع الحياة فيها.
وأشار إلى أن الزائر لمنطقة محمية «وادي الوريعة» لا يسمع سوى خرير المياه وزقزقة الطيور، كما يستمتع بالسباحة في البرك الطبيعية وممارسة الألعاب والهوايات المختلفة وسط سحر الطبيعية الخلابة.
لوحة جميلة
علي اليماحي، يرى أن محمية «وادي الوريعة»، تمثل شرياناً لأهالي المنطقة خاصة أصحاب المزارع، في ظل توفر المياه العذبة لري الزرع، مؤكداً أن المحمية من أجمل الأماكن التي تشتهر بها إمارة الفجيرة، بما تحتويه من مناظر طبيعية وشلالات وينابيع ونباتات برية، خاصة الحماض الذي يتوفر بكثرة ليرسم لوحة جميلة من البساط الأخضر على سفح الجبل.
هناء الحمادي – الاتحاد