يحافظ العديد من أهالي مناطق إمارة الفجيرة على عادة الإفطار الجماعي، التي تجمع الكبار والصغار من المواطنين والمقيمين في أجواء روحانية بهيجة، تتجسد فيها أعظم صور التلاحم والتكاتف والتعاطف، وهي من عادات شهر رمضان الفضيل التي عرفت منذ زمن الأجداد والآباء وما زالت حتى يومنا هذا، ولايزال العديد من الأهالي يحتفظون بهذه العادة، فيتجمعون أمام المساجد والبيوت لوضع المأكولات والتمر والماء والمشروبات الرمضانية الباردة لدعوة الأهالي وعابري الطريق من كافة الجنسيات لتناول الإفطار.
سعيد سبيل بن محمد الظنحاني يقول: منذ 37 سنة ووالدي يحرص على تجمع الأهالي والجيران في رمضان تحت شجرة السدر التي كانت تقع في منطقة الغرفة بمدينة دبا الفجيرة، يفترشون الحصير الذي تصنعه النساء من سعف النخيل لإقامة الإفطار الجماعي، ومازالت مستمرة هذه العادة المتوارثة عن الآباء والأجداد في شهر رمضان، والآن نقيم الإفطار الجماعي أمام برزة الوالد «المجلس» في مدينة دبا الفجيرة مستمرين على خطى الآباء والأجداد في هذه العادة التي لم تتغير رغم مرور الزمن ورغم التطور والتحديث الذي جرى، إلا أننا نحافظ عليها ونعمل على غرسها في نفوس أبناء الأجيال الجديدة. ويشير الظنحاني إلى أن عادة الإفطار الرمضاني الجماعي تتيح للشخص العابر بالطريق وكافة العمال بالمنطقة والجيران الانضمام والإفطار معاً في أجواء روحانية يتميز بها شهر رمضان. ولترسيخ صلة الترابط وروح المحبة والتآخي والتراحم وقيم التكافل والتضامن التي يتسم بها أبناء الإمارات.
ويؤكد د. محمد سبيل أن مائدة الإفطار الجماعي من طقوس شهر رمضان التي لم تتغير رغم مرور الزمن، ولأن رمضان شهر الخير والمحبة الذي يجمع الأحبة وشمل العائلة على مائدة إفطار واحدة فمازالت هذه العادة تحافظ على هويتها منذ مئات السنين، فهي لم تتغير مع تنوع العادات والمأكولات، حيث تضم العديد من أصناف المأكولات المتنوعة والتمور والماء والمشروبات المثلجة وبعض الحلويات الإماراتية التقليدية.
سالم عبدالله الزيودي يقول: عادة الإفطار الجماعي متوارثة من والدي رحمه الله، ومع إطلالة الشهر الفضيل نحرص أنا وإخواني على إقامة مائدة الإفطار للأهالي والجيران والمقيمين في مجلس والدي، ونحرص كشباب على هذه العادة لأن هناك كثيرين يحرصون على حضور الإفطار الجماعي.
بكر المحاسنة – الخليج