تشتهر إمارة الفجيرة بكنوز أثرية يعود تاريخ بعضها إلى نحو خمسة قرون، منها القلاع والحصون والمساجد. وقد استخدمت هذه الحصون والقلاع لأغراض دفاعية في صد الغزاة والحفاظ على تراب الوطن وهويته، لكن تظل قلعة الفجيرة من أهم وأكبر قلاع الإمارة، حيث تتميز بأنها تقع على مرتفع عال، ويرتفع بناؤها إلى نحو 20 متراً عن سطح البحر، حيث تشرف بهذا الارتفاع على كل مدينة الفجيرة وتبعد نحو ثلاثة كيلومترات عن ساحل البحر.
ويمكن للزائر قبل الدخول إليها الاستمتاع بالنظر إليها من الخارج لروعة منظرها المعماري. ومشاهدة جدرانها تجعلك تتخيل بعضا من تاريخها القديم. وبعدما يخطو الزائر عدة خطوات داخل القلعة البديعة عبر ممر يمكنه مشاهدة القاعة الكبيرة، التي تجاورها غرفة فسيحة، ومن ثم يمكن مشاهدة درج ينقل الزائر بدوره إلى الطابق الآخر، وعند الوصول إلى الطابق الثاني، بالإمكان التوقف لحظة لمشاهدة الإطلالة الساحرة من خلال الشرفات التي تطل على التل الأخّاذ، والتي كان يستخدمها الجنود للدفاع عن مدينتهم، وهناك سلم يقود إلى سطح القلعة.
أشهر القلاع
يقول سعيد السماحي مدير عام هيئة الفجيرة للسياحة والآثار: تعد القلعة من أشهر القلاع وأضخمها في الفجيرة، حيث كان لها دور في حماية المنطقة من الاستعماريين، كما أن لها قيمة تاريخية وسياسية خاصة بالإمارة، منذ تشييدها في القرن السادس عشر الميلادي، ويختلف تصميم القلعة تماماً عن التصميمات الهندسية المعتادة، فبقية قلاع الدولة تتكون من ثلاثة أبراج دائرية وبرج رابع مربع، وبناء طويل ذو مقطع يشبه البرج، وهذه المباني ترتبط بجدار بين الأبراج مكونا قاعة مركزية في الوسط.
مكونات بنائها
ويضيف «نشأ هذا التصميم غير المنتظم نظراً للشكل غير المنتظم للصخور التي بنيت عليها القلعة، حيث بنيت القلعة من المواد المحلية اشتملت على (الحجر، الحصى والطين والتبن ومادة الصاروج (الجص)، وقد أجريت دراسة كيميائية تحليلية بواسطة كربون 14 المشع، والذي أثبت أن القلعة بنيت في الفترة ما بين 1500 و1550، وأعيد بناؤها في الفترة 1650 و1700، وكان أول ترميم لها عام 1925، ثم في منتصف الستينيات لانهيار البرج الشمالي والمربعة، وفي عام 1998، ثم في عام 2000 قامت إدارة التراث والآثار بترميم شامل للقلعة وأبراجها واستخدمت في الترميم ذات المواد التي بنيت منها القلعة الأصلية.
هناء الحمادي – البيان