دفعت الأجواء الباردة في إمارة الفجيرة ومدن المنطقة الشرقية، السكان، إلى الخروج للمتنزهات والبر والجبل والأودية للاستجمام وتمضية أوقات ممتعة، متحصنين بأخشاب تقيهم برودة الطقس، حيث تشكل الطبيعة المتنوعة للإمارة، سبباً لاستقطاب الزوار والسياح من الدولة وخارجها، إذ أحصت هيئة الفجيرة للسياحة والآثار، أكثر من 500 ألف زائر خلال نفس الفترة من العام الماضي.
وتنشط تجارة الأخشاب في هذه الفترة من كل عام، وتزيد كلما اشتد البرد أو اقتربت العطلات، ويتم بيع الأخشاب بشكل مقنن وتحت رقابة البلدية، بحسب عبدالله خلف مدير إدارة الشؤون القانونية وحماية المستهلك، الذي أكد أنه يحظر على الباعة قطع الأشجار الخضراء نهائياً، لأن ذلك يعرضهم للمساءلة القانونية، ويسمح بقطع الأشجار اليابسة تماماً، وبيعها عبر محال معتمدة من قبل البلدية في حزم متساوية، محددة السعر حتى لا يتعرض المستهلك للاستغلال.
ويبين عبدالله خلف أنه لا يمكن التلاعب بالأسعار في ظل الحاجة الملحة للأخشاب. ويعتمد الأهالي في رحلاتهم للتخييم على شواطئ الفجيرة أو في الأودية أو الجبال أو السهول على الأخشاب المتوفرة في الأسواق، للتدفئة أو لطهي الطعام أو السمر ليلاً، ويقول المواطن عبيد راشد المزروعي: «نأتي إلى الفجيرة في هذا الوقت، ونقوم بالتخييم على الشاطئ لأسبوعين أو شهراً، وأحياناً نترك خيامنا ونذهب إلى دوامنا في أبوظبي، ثم نعود إليها على فترات متقطعة، وقد نأخذ إجازات سنوية لهذا الغرض، لأن الأجواء الباردة في الفجيرة ودبا وخورفكان ورأس الخيمة تغري بزيارتها، خاصة المناطق الجبلية أو الوديان البعيدة». ويضيف غريب محمد المنصوري: «الدفء يجمعنا هنا في الفجيرة، حيث نشتري كميات من الحطب أو الأخشاب وننصب خيامنا في الجبال ونمكث فيها أسبوعاً، ونطوف في جبال الفجيرة وخورفكان وكلباء ودبا، لنستمتع بتلك المناظر الطبيعية الخلابة خاصة أوقات هطول الأمطار، ثم نعود للخيام لنتناول وجباتنا ونشعل النار للدفء».
ويؤكد علي عبدالله بن عامر، أن الشتاء يعني الفجيرة أو رأس الخيمة، إذ للجبال هناك متعة خاصة في هذا الفصل، حيث تشعر أنك في أوروبا، ونقوم بتسلق الجبال وعمل سباق سيارات في الأودية الرملية أو الحصوية بشكل آمن، ونستمتع بجمال الأودية عند سقوط المطر، وهذه المناظر الطبيعية قلما تجدها في أي مكان إلا في المناطق الجبلية.
ويقول سعيد السماحي، مدير هيئة الفجيرة للسياحة والآثار: «ترتفع بشكل كبير وملحوظ أعداد الزائرين للإمارة خلال فترة الشتاء، ويكون في الغالب هدف الزيارة الاستجمام في الأجواء الشتوية في الجبال والوديان والسهول التي تعمر بها الفجيرة، كما تقصدها الأسر والشباب من إمارات أخرى للتخييم على الشواطئ أو في الأودية أو المرتفعات ذات الإطلالة المميزة». ويذكر السماحي، أن الفجيرة تستقطب خلال العام عدداً كبيراً من الزوار بينهم أجانب، وقد يتجاوز العدد 750 ألف زائر لأغراض مختلفة، وفي الشتاء يقصدها عدد كبير من المواطنين، سيما المحميات الطبيعية كالوريعة.
السيد حسن – الاتحاد