تتربع إمارة الفجيرة على رأس قائمة محاور تخزين النفط التجارية العالمية إلى جانب هيوستن وسنغافورة وأمستردام-روتردام-أنتويرب في أوروبا مستفيدة من موقعها خارج مضيق هرمز، أحد الممرات المائية الأكثر ازدحاماً والأكثر حساسية في العالم، وتشير تقديرات الخبراء أن الإمارة في طريقها إلى المركز الأول عالمياً في ظل المشاريع والتوسعات والخطط المستقبلية التي تقوم بتنفيذها.
خبرة متراكمة
وتلعب منشآت التخزين وخبرات العاملين فيها المتراكمة والمتطورة دوراً مهماً في تعزيز مكانة الإمارة في سوق الخدمات النفطية العالمي شديد درجة التنافسية. وتبلغ الطاقة الاستيعابية لمنشآت التخزين في الفجيرة نحو 10 ملايين طن متري .
ومن المتوقع أن تصل إلى 14 مليون طن متري بحلول 2020 وتضم المنطقة أكثر من 260 خزاناً للوقود، وتعتبر الفجيرة ثاني أكبر مركز عالمي لتزويد السفن بالوقود بعد سنغافورة بحسب تقارير دولية متخصصة.
وقبل عامين شهد ميناء الفجيرة تدشين أول رصيف بترولي في الدولة وأعمق رصيف في العالم، لتحميل ناقلات النفط العملاقة «فئة الـ VLCC»، والمطل على ساحل المحيط الهندي الأمر الذي عزز من مكانة الإمارات باعتبارها أحد أكثر اللاعبين المؤثرين في السوق.
وباكتمال خطط التطوير الحالية سيكون الميناء المرفأ البترولي الأول في حجم المناولات البترولية وتخزين النفط ومشتقاته على مستوى العالم متخطيا بذلك ميناء سنغافورة البحري.
تداول النفط
وأصبح ميناء الفجيرة الذي يضم 12 شركة عالمية متخصصة في مجال تخزين وتداول النفط ومشتقاته مركزاً استراتيجياً عالمياً في قطاع تصدير النفط والغاز للدولة والمنطقة ومن أهم الموانئ العالمية، وهو يشهد تطورات جديدة في ظل التوجه الوطني للدولة نحو تكامل خدمات الموانئ الوطنية بعيداً عن التنافسية،
ويعد مشروع خط أنابيب النفط الذي يمتد على مسافة 400 كيلومتر مربع ووصلت تكلفته الإجمالية إلى 4.2 مليارات درهم من المشاريع الاستراتيجية لدولة الإمارات وهو أهم ممر لنقل البترول في العالم خاصة انه يؤمن مساراً بديلاً لتصدير نفط أبوظبي الخام المصدر الرئيسي للدخل الوطني، كما أنه يوفر إمكانية تصدير 70% من نفط أبوظبي من دون الاعتماد على مضيق هرمز كطريق رئيسي لتصدير النفط، لذلك فهو يلعب دوراً مهماً في الأمن الوطني.
انبعاثات أقل
بدأ ميناء الفجيرة في توفير وقود بحري أنظف يفي بقواعد انبعاثات أشد صرامة، يبدأ تطبيقها في بداية 2020 حسبما أفادت مذكرة على الموقع الإلكتروني للميناء أمس.
وقال موقع الميناء: «الوقود البحري الذي يحتوي على نسبة كبريت لا تتجاوز 0.5% متاح في الفجيرة اعتباراً من أوائل فبراير 2019». والفجيرة من أكبر مراكز تموين السفن بالوقود في العالم. وستحظر المنظمة البحرية الدولية استخدام الوقود الذي يحتوي على نسبة كبريت تتجاوز 0.5% اعتباراً من أول يناير 2020 مقارنة مع 3.5% حالياً.
وحتى تلتزم شركات الشحن بقواعد 2020 ينبغي التحوّل لوقود أنظف، لكنه أغلى أو الاستثمار في أنظمة تنظيف الغاز العادم التي قد تتيح لهم استخدام وقود أرخص يحتوي على نسبة أعلى من الكبريت، أو تعديل تصميم السفن للاعتماد على وقود بديل مثل الغاز الطبيعي المسال.
لؤي عبدالله – البيان