تشتهر المناطق الجبلية والصحراوية في فصل الشتاء والربيع بكثرة انتشار النباتات والأعشاب البرية الطبية التي يستخدمها المواطن لعلاج الكثير من الأمراض والآلام التي يصاب بها، ومنها التي تنبت على رؤس الجبال والسهول، عقب سقوط الأمطار وجريان الأودية، بفترة قصيرة، والكل يهرع لممارسة هوايته بالبحث عن تلك الأعشاب والنباتات بين ثنايا الجبال والرمال. أبرزها «الفقع» الغني بالبروتينات ويستخدم في إعداد الولائم بدلاً من اللحوم.
يقول خميس عبد الله الكندي من وادي مي بالفجيرة: في مواسم هطول الأمطار تشهد الجبال والأودية ظهور العديد من النباتات والأعشاب البرية التي تعود بالفائدة على الإنسان، فنسعى للبحث عنها للعلاج وفي إعداد بعض الأكلات الشعبية من بينها نباتات «السيداف والأري والغمير، والليبد، والصخبر»، أما شويب الراعي، تصنع منه الوسائد القطنية، وهذه الأصناف تعد أيضاً مرعى خصباً للمواشي.
ويضيف محمد أحمد اليماحي من «وعيب الحنة» بالفجيرة: عندما أشعر بأي مرض أقوم بغلي بعض الأعشاب منها «الحرمل والخناصير الحلول والفاغي والخزواز، والزعتر البري»، ولكل منها فائدة معينة.
وأضاف: ما يميز جبال مناطق دبا والطويين والمناطق المجاورة، انتشار «الحميض»، والذي يستخدم في إعداد السلطات وفي بعض الأكلات الشعبية.
وأكد على أن جني النباتات الطبية البرية قديماً كان مصدر رزق لدى الكثير من الأهالي وبيعها مقابل روبيات بسيطة أو المقايضة ببعض الأشياء الأخرى.
ويقول راشد عبيد الكتبي من «البطائح»: من أهم النباتات التي تظهر بعد سقوط الأمطار المصحوبة بالرعد والبرق نبات الفقع «الكمأة» ويتم البحث عنه بين الكثبان الرملية وبالقرب من شجرة الرقاة حيث ينمو بشكل كبير ويحظى بمكانة عالية فيما بيننا منذ القدم، وله قيمة غذائية كبيرة، ويستخدم بديلاً للحوم في العديد من الوجبات لكونه غنياً بالبروتين كما أنه لا يحتوي على الدهون، لذلك نحرص دائماً في مواسم ظهوره على إعداد ولائم يدخل في تجهيزها، وفي الطب الشعبي للعلاج.
تقول والدة حلاوة خميس: فور سقوط الأمطار أذهب إلى عدة مناطق للبحث عن أصناف من الأعشاب بين رؤوس الجبال لكي أستخدمها في علاج المغص والتهاب اللوز والمعدة وارتفاع الحرارة، على سبيل المثال عشب «تركة صالح» يعالج الآم الصدر و«جيشوم» لوجع الإمساك و«الحرمل والجعدة» مسكنات للألم، وهناك أنواع أخرى تستخدم بدلاً من البهارات تضاف للأكلات الإماراتية التقليدية.
بكر المحاسنة -الخليج