رغم بلوغه ال 92، لايزال الوالد محمد أحمد راشد اليماحي متمسكاً بزراعة كل أنواع المحاصيل والنخيل بنفسه، ولا يعيقه تقدمه في السن عن مواصلة أعماله بيده بالرغم من بُعد وصعوبة الطريق للوصول إلى مزرعته، كما أنه يتمتع بصحة جيدة وذاكرة شبابية قوية.
زرنا اليماحي بالقرب من منطقة وادي الفاي في الفجيرة بين أحضان الجبال العالية، والوصول إليها سيراً على الأقدام عبر طرق متعرجة. بمجرد دخولنا إلى المزرعة وجدناها تعكس ارتباط الإماراتي بالأرض، ومكاناً يلتقي فيه الماضي مع الطبيعة الرائعة، حيث الأشجار المعمرة، والأفلاج القديمة التي تستخدم في ري المزروعات.
اليماحي منذ نعومة أظفاره وهو يجمع الحطب وعسل النحل البري من رؤوس الجبال، وعقب صلاة الفجر في شعبية منطقة وعيب الحنة يتوجه إلى عمله مشياً على الأقدام في طرق ليس من السهل المشي فيها، لكنه يصل إليها بكل نشاط.
يقول الوالد: أزرع كل المحاصيل على مدار العام وأعمل على تربية الأغنام والحصول على السمن والحليب واللبن.
ويضيف: رغم كبر سني، أصعد الطرق الجبلية بكل حيوية، حيث أتردد على مزرعتي صباحاً ومساء وأبحث عن خلايا النحل البري وأجمع العسل من الكهوف الجبلية المجاورة للمنطقة، كما أنني ما زلت أجمع الحطب في مواسم الشتاء.
اليماحي لا يلجأ إلى الأطباء إلا نادراً، وعن ذلك يقول: عندما أشعر بأي مرض أو تعب أغلي بعض الخلطات العشبية من النباتات البرية التي تنمو في منطقة الجبال وأجلبها بعد هطول الأمطار.
ويؤكد اليماحي أن سلوكه وحبه للحركة والنشاط وطبيعة غذائه ونمط حياته أعطته صحة جيدة، إذ لم يتردد على العيادات والمستشفيات منذ فترة بعيدة.
بكر المحاسنة – الخليج