أكد عدد من تجار المواشي بالدولة، أن أسعار الأضاحي التي تشهد ارتفاعاً متفاوتاً حالياً، ستبدأ بالتراجع مساء «وقفة عرفة» اليوم (الاثنين)، بنسبة تتراوح من 20-30%، داعين المستهلكين إلى التروي في شراء الأضاحي، في ظل طمع بعض الباعة، الذين رفعوا السعر ل 200% من قبل.
وأوضحوا ل«الخليج» أن السوق يفيض بمختلف الأنواع والأوزان، وبالتالي فإن المستهلكين أمامهم بدائل عديدة لشراء ما يرغبون فيه، بحسب أذواقهم وقدراتهم المادية، مطالبين بعدم التسرع في الشراء، بل التحقق من المعروض لدى أكثر من بائع.
قال خالد الظاهري، تاجر حيوانات وطيور في العين، إن الوقت بدل الضائع هو الأنسب لشراء الأضاحي، والذي سيبدأ فعلياً من مساء اليوم الاثنين؛ أي وقفة عرفة؛ لأن غالبية الباعة طمعوا حين رفعوا السعر ل 200%؛ الأمر الذي أدى إلى تراجع الطلب، وبالتالي فهم مضطرون إلى البيع بسعر أقل، كي يتخلصوا من الفائض لديهم، مشيراً إلى أن ذلك يصب في صالح المستهلكين.
وأوضح أن بعض التجار بالغوا في أسعار الأضاحي، حيث تم بيع أضحية النعيمي والنجدي ب 3 آلاف درهم، مع أنه كان معروضاً قبل بضعة أيام ب 1000 درهم فقط، الأمر الذي يؤكد استغلالهم الواضح لموسم العيد، ورغبة بعض المستهلكين في شراء أضاحٍ محلية بأوزان كبيرة.
وتابع: في السنوات الماضية كان يتم استيراد حوالي 50% من الأضاحي من أستراليا، إلا أن العيد الحالي لم تتوفر، وبالتالي لزم التجار تدارك الوضع، واستيراد أضاحٍ من الأردن وسوريا وجيبوتي وجورجيا، تجنباً لأي نقص في العرض مقابل زيادة الطلب.
ولفت إلى أن افتتاح أسواق ماشية جديدة كما حدث مؤخراً في عجمان، سيسهم في تقليل الضغط على أسواق دبي والشارقة ورأس الخيمة، ويمنح المستهلكين بدائل للتسوق كل بحسب إمارته.
ظاهرة متكررة
بدوره، أوضح عادل غزال، تاجر مواشٍ، أن أرباح تجار الأضاحي ترتفع في موسم العيد، وهذا يعد أمراً طبيعياً، وهو ظاهرة تتكرر سنوياً؛ لأن غالبيتهم يتعرضون لخسائر فادحة في تكاليف الشحن من بلدان المصدر إلى الدولة، فضلاً عن قيمة الضريبة المضافة، إلا أنهم عند إعادة بيع الأضاحي، يعفون المستهلكين من قيمة هذه الضريبة.
وذكر أن أسعار الأضاحي تتفاوت بحسب نوعيتها ووزنها، إلا أن مبالغة بعض الباعة وصلت إلى بيع أضحية ب 5 آلاف و200 درهم، وهو رقم خيالي، مع أن قيمتها الأصلية لم تتجاوز 2100 درهم، بينما لا تزال أسعار الأضاحي في مختلف أسواق الدولة تحافظ على استقرارها، وهي في متناول أيدي الجميع، حيث إن هناك أصنافاً مستوردة من الهند وأرمينيا وغيرها، ومن يرغب في أنواع ذات جودة عالية، سيكون مضطراً لدفع قيمة أعلى من أنواع أخرى ذات جودة أقل.
اختلاف الأذواق
من جهته، قال مطر الكتبي، منظم مهرجان القمة للثروة الحيوانية بالشارقة، إن الأسعار ليست ثابتة، وهذا حال السوق، إلا أنها تبدأ من 850 درهماً للأضاحي المستوردة من الهند، لتصل إلى 2500 درهم للأضاحي المحلية، وبالتالي، فإن ذلك يعتبر سلوكاً طبيعياً؛ لأن السوق يفيض بمختلف الأنواع من الأضاحي، وهناك ما يناسب جميع الأذواق.
ودعا المستهلكين إلى توخي الحذر عند شراء الأضاحي، والتحقق من ملاءمتها للأحكام الشرعية، وعدم التسرع في الدفع، بل استعراض المتوفر في السوق، للتحقق من الأسعار لدى مختلف الباعة، حيث إن بعضهم يعمل على استغلال الوضع الحالي وكثرة الطلب، والبيع بأسعار مرتفعة.
من جهة أخرى، شكا مواطنون ومقيمون من ارتفاع أسعار الأضاحي بالفجيرة ومدن إمارة الشارقة بالمنطقة الشرقية، وأكدوا أن عدم وجود أنواع كثيرة من الخراف، مثل الهندي والأسترالي والباكستاني وغيرها من خراف مستوردة، واقتصار المتوافر على النجدي والنعيمي والمحلى والسوداني، ساهم في ارتفاع الأسعار مقارنة بالفترة الماضية.
وأكدوا أن جميع الأنواع بالأسواق باهظة الثمن، وأن أسعار النجدي تتراوح بين 1200 إلى 1800 درهم بحسب النوع والحجم، فيما تفاوتت أسعار النعيمي بين ألف و3 آلاف درهم، بينما تبدأ أسعار السوداني من 1400 إلى 2500 درهم، أما أسعار الأبقار فارتفعت، بحسب مواطنين إلى 7000 درهم بزيادة ألف درهم عن العام الماضي.
وقال المواطن محمود أحمد إبراهيم، من أهالي إمارة الفجيرة: الواضح أن هنالك زيادة ملحوظة في أسعار المواشي، حيث اعتدنا سنوياً الضحية بعجل، ونسبة لارتفاع الأسعار اشتريت ضحيتي بمبلغ 7 آلاف درهم، ولاشك أن الرقم كبير لكن السوق هم المتحكم، الضحية نفسها العام الماضي اشتريتها بمبلغ 6 آلاف، الملاحظ أيضاً عدم وجود رقابة في الأسواق وأن عملية تحديد الأسعار مرتبطة بأهواء البائعين وعندما تسأل عن أسباب الارتفاع، تعزى للضريبة.
من ناحيتهما أجمع المواطنان علي محمد علي وعبدالله عسكر من أهالي خورفكان أن الأسعار مرتفعة وأن اقتصار الأسواق على أنواع محددة أدّى إلى جشع التجار حيث تراوحت أسعار النجدي بين 1400 إلى 2000 درهم، في السابق كنا نشتري أجود أنواع النجدي في حدود 1200 درهم فقط، فيما بلغ أجود أنواع النعيمي مبلغ 1800 درهم، والشاهد أن الأسعار يتحكم فيها التجار ويلقون على عاتق الضريبة أسباب الارتفاع.
ويرى مير محمد، باكستاني: أن أسعار الأضاحي هذا العام مبالغ فيها وأن جميع الأنواع التي اعتاد على شرائها منعدمة بالأسواق، الأمر الذي دفعه لشراء نعيمي صغير الحجم بسعر 1100 درهم.
من جهتهم، أجمع تجار بالسوق أن اختفاء الأضاحي المستوردة من الهند واستراليا وغيرها من الدول، ساهم في ارتفاع أسعار الأضاحي إلى جانب ضريبة القيمة المضافة، قال التاجر سلطان الكعبي: السوق يقتصر حالياً على أنواع محددة، ما ساهم في ارتفاع الأسعار حيث تراوحت أسعار النعيمي والنجدي بين ألف إلى 3 آلاف درهم، بينما تراوحت أسعار السوداني بين 1100 إلى 2500 درهم، ولا شك أن ضريبة القيمة المضافة وشحّ السوق من أنواع الهندي والأسترالي والصومالي وغيرها ساهم في ارتفاع الأسعار.
ويقول التاجر خالد جاويد: تتوافر بالسوق أنواع النجدي والنعيمي والمحلى وإن أسعارها في المتناول بحسب الحجم والنوع، توجد لدينا أنواع من النعيمي صغيرة الحجم، كثير من المضحين يقومون بشرائها.
على صعيد متصل، توفر بلدية مدينة أبوظبي نحو 55 قصاباً و 3 أطباء بيطريين بشكل خاص لطلبات تطبيق (ذبيحتي)، استعداداً لعيد الأضحى المبارك، حيث يتيح التطبيق للجمهور في أبوظبي وضواحيها شراء الذبائح الطازجة وتوصليها إلى المنازل في غضون ثلاث ساعات، بما يرفع سعادة المتعاملين.
وأشارت البلدية إلى أن التطبيق يعزز إنجاز معاملات الذبائح، خصوصاً في المناسبات الكبيرة والأعياد، من دون بذل أي جهد، بمجرد إجراء الطلب ومتابعته عبر التطبيق الذكي، وهذا بدوره يسهم في تخفيف الضغط على المسالخ، فضلاً عن الحفظ والتخزين والنقل الآمن للذبائح.
وذكرت أن «ذبيحتي» يتيح اختيار طريقة التقطيع للذبائح المطلوبة لتتناسب مع رغبة العميل، فمنها التقطيع للثلاجة أو التقطيع للبرياني أو التقطيع الحضرمي، فضلاً عن إمكانية الحصول على صورة وفيديو للذبيحة لمزيد من المصداقية وخلق الثقة لدى المتعاملين.
وأوضحت أن التطبيق يتيح أيضاً الانتقاء من بين أجود المواشي المحلية والمستوردة حسب طلب العميل، ومنها النعيمي والنجدي والكشميري والأسترالي وغيرها من المتوافر في سوق المواشي.
ولفتت أن التطبيق يوفر الذبائح بأسعار مناسبة، مؤكداً خضوع المواشي للفحوص الطبية واتخاذ إجراءات الذبح الأخرى جميعها، تحت إشراف الأطباء البيطريين والقصابين المعتمدين، فضلاً عن اتباع أفضل الطرق في النقل والتوصيل بصورة آمنة للعميل.
وذكرت أن الفرق بين طلب العميل الذبيحة عبر التطبيق وحضوره الشخصي إلى سوق المواشي من أجل الشراء والذبح والسلخ والتجهيز يبلغ نحو 100 درهم.
فيما أعلنت «تدوير» مركز أبوظبي لإدارة النفايات عن استكمال جميع استعداداتها لاستقبال عيد الأضحى المبارك حيث وضعت خطة عمل متكاملة تقدم من خلالها خدمات متميزة للحفاظ على النظافة والمظهر العام على مستوى إمارة أبوظبي.
وتتضمن الخطة التي تشمل المناطق الحيوية في إمارة أبوظبي تنظيف جميع المساجد التي ستقام فيها صلاة العيد وغسلها من الخارج مع توفير عمال نظافة عند مصليات العيد والحدائق العامة، والتعامل السليم مع مخلفات ذبح الأضاحي والتخلص منها بشكل آمن وصحي خلال أيام العيد.
و قال الدكتور سالم خلفان الكعبي – مدير عام «تدوير» بالإنابة: «إن عيد الأضحى المبارك من المناسبات المهمة لدى الأمة الإسلامية والتي تستعد لها «تدوير» بوضع خطة عمل للانتهاء مبكراً من تنظيف كافة المساجد ومصليات العيد والشوارع والحدائق العامة، وتقديم كافة أشكال الدعم والمساعدات الخدمية وفق أعلى معايير السلامة والأمن، بما يضمن ممارسة الشعائر من دون المساس بمتطلبات سلامة البيئة والصحة».
وأضاف: «إن حجم النفايات الصلبة ونفايات المسالخ التي تم جمعها خلال عيد الأضحى الماضي يصل إلى قرابة 12 ألف طن على مستوى إمارة أبوظبي بمعدل 4 آلاف طن يومياً من إنتاج نفايات البلدية ونفايات المسالخ خلال عام 2017 بنسبة زيادة تصل إلى 26% عن حجم النفايات خلال الأيام العادية نتيجة لأنشطة ذبح الأضاحي حيث تزداد كمية المخلفات خلال وبعد أيام العيد».
وأكد الكعبي أن «تدوير» تقوم بتكثيف وجود عمال النظافة في المناطق التي تشهد تدفقات كبيرة للجمهور، وتجهيز فرق للطوارئ خلال فترة العيد، وتوسيع الخدمات المتعلقة بأنشطة ذبح الأضاحي، وتجنب تراكم النفايات في المسالخ إضافة إلى مكافحة التلوث أثناء الذبح والإعداد المسبق لتجهيزها في بيئة نظيفة وآمنة صحياً.
كما دعا الكعبي المواطنين والمقيمين إلى ضرورة المحافظة على نظافة المسالخ أثناء ذبح الأضاحي، والمظهر الحضاري للمرافق العامة، إضافة إلى تجنب الذبح العشوائي للأضاحي في المنازل أو غيرها من الأماكن الأخرى حرصاً على سلامتهم ومنعاً لانتشار الأمراض والأوبئة والروائح الكريهة في ظل غياب الإشراف البيطري وتعرضها للفساد السريع، وعدم رمي المخلفات بشكل عشوائي وسط الأحياء السكنية مما يؤدي إلى تشويه المنظر العام والإضرار بالصحة العامة.
وخلال أيام العيد، تستمر فرق النظافة عملهم على مدار الساعة، حيث يتم خدمة الإمارة يومياً من خلال أكثر من 4000 عامل، 600 منهم في مدينة أبوظبي فقط، ويعملون على فترتين يومياً، ويتم توزيع العمال في المناطق العامة ومصليات العيد والأسواق والحدائق العامة لساعات عمل إضافية وفق قوانين العمل المعمول بها لتقديم خدمات الكنس اليدوي والتلقيط.
متابعة: محمد الوسيلة، يمامة بدوان، محمد علاء الدين_الخليج