للدكتور سيف المعيلي، مدرب ومستشار تنمية بشرية وخبير تطوير الأفراد والمؤسسات، ذكريات رمضانية لا تمحى، فالشهر الفضيل يستشعره الصغير قبل الكبير لما له من روحانية خاصة، كما له مكانة وشعور جميل لدى الكل. يسترجع المعيلي بعض ذكرياته في رمضان قائلاً: عندما يبدأ العد التنازلي لموعد قدوم رمضان كنا نجد الأهل يستعدون له بفرحة غامرة، وكنت أفرح وربعي في الفريج بتجهيز الألعاب ونتفق فيما بيننا أين سنلتقي، ونضع برنامجنا الرمضاني بعفوية شديدة.
واعتدت أن يكون رمضان شهر عبادة وعمل، فكنت أدرس صباحا وبعد المدرسة أتوجه إلى النوم لبعض الوقت حتى العصر ثم أذهب للمزرعة مع والدي، رحمه الله، لحين اقتراب موعد أذان المغرب، وبعد صلاة العشاء والتراويح كنت ألعب مع ربعي الألعاب القديمة مثل (كروك وشاف)، ونعود إلى المنزل لكي نتناول السحور ثم نذهب إلى البحر لصيد الأسماك.
ويقول المعيلي: أذكر أن والدي، رحمه الله، ووالدتي أمدّ الله في عمرها كانا يحثاني على الصيام منذ كنت في السادسة من عمري، وفي تلك الأيام كان الصيام صعبا، لعدم وجود أجهزة التكييف والثلاجات آنذاك، حيث يأتي رمضان دائما في فصل الصيف، وكنا نفرش قطعة قماش مبللة بالماء للنوم فوقها، ومن أجمل الذكريات العالقة في ذهني، الطفل حينما كان يفطر يعايرونه بعبارة نرددها فيما بيننا «لحقنا عليكم بالكفار لينا الجنة وليكم النار». وتعتبر وصمة عار على جبين المفطر طوال الشهر.
ويشير المعيلي إلى أنه في رمضان كان يمضي طول الوقت على البحر مع الأسرة والجيران والأصدقاء في منطقة (العويّد) في الفجيرة، ويحرص على قراءة القرآن والتسابق على ختمه أكثر من مرة خلال الشهر الفضيل، كما كان للإفطار الجماعي في الفريج فرحة كبيرة بأن يخرج كل بيت مائدته فيتجمع الأهالي لتناول وجبتهم بتبادل الأصناف، ويتذكر المعيلي أن صلاتَي العشاء والتراويح في المسجد كانتا من أهم الأمور التي يحرص عليها أهالي الفريج، وعقب ذلك يتوجه الصغار والفتيان لممارسة الألعاب الشعبية، بينما الكبار كانوا يتبادلون الزيارات العائلية حرصاً منهم على صلة الرحم وقوة العلاقات الاجتماعية وإلى اليوم يتم غرسها في نفوس أبناء الجيل الجديد.
بكر المحاسنة-الخليج