المذيعة الإماراتية شيخة المسماري، تميزت بحبها وتقديمها للبرامج التراثية، وعلى المستوى الشخصي تحب الجلوس مع كبار السن والاستماع إلى حكاياتهم عن الماضي وطبيعة الحياة قديماً والمهن التي كانوا يعملون بها، قدّمت برنامجاً تلفزيونياً على قناة الفجيرة بعنوان «سوالف شيخة»، يحتل التطوع جزءاً كبيراً من حياتها وحصلت على جائزة الشارقة للعمل التطوعي، إجازتها الأسبوعية تقضيها مع عائلتها إذا لم يكن لديها أعمال أو فعاليات تقوم بمتابعتها.
تسكن المسماري في الفجيرة وتعشق هدوءها والطبيعة الخلابة فيها وجبالها وشواطئها وتفضل قضاء إجازتها داخل الإمارة، ما لم تكن مرتبطة بعمل وتقول «لا أخطط لعطلتي لأن غالباً ما تختلف كل أسبوع عن الآخر على حسب ظروف العمل وخلافه، ولكنْ هناك طقوس معينة نتبعها منذ سنوات طويلة إذ يأتي اخواني وأخواتي إلى بيت العائلة كل يوم جمعة ونتناول معاً وجبة الغذاء ويكون الطبق الرئيسي هو البرياني ونتبادل أطراف الحديث في جو عائلي اجتماعي يسوده الود والمحبة، ولدي بنت عمرها عشر سنوات تهوى الرسم وابن في الثامنة من عمره وهوايته الشطرنج، حيث التحق بنادي الفجيرة للشطرنج والثقافة، تعلمها من أخواله ودائماً ما يكون منشغلاً في المشاركة في البطولات أيام العطلات».
تشير المسماري إلى برنامجها التلفزيوني فتقول: استمتعت كثيراً بتقديم فقرات البرنامج، إذ كان يعتمد على كبار السن وحكاياتهم المفعمة برائحة الماضي وعبقه، وكان يأخذنا الحديث عن سرد الماضي وتفاصيله وبساطة الحياة قديماً حتى بعد انتهاء وقت البرنامج، فكنت لا أمل نهائياً من الحديث معهم ويستمر الضيف في السرد والتي تأخذنا لفترة من الزمن سيطر عليها الود والمحبة ودفء المشاعر بين الأسرة الواحدة بعكس ما نجده حالياً بعد سيطرة التكنولوجيا على الكثير من مظاهر حياتنا، وأصبحت العلاقات جافة وافتراضية.
تميزت المسماري بحبها للأعمال التطوعية وتقول: كنت عضوة في فريق مواليف التطوعي، ولكن انفصلت عنه وحالياً أقوم بأعمال تطوعية فردية داخل الفجيرة وخارجها، إذ كنت عريفة حفل في العديد من الحفلات، منها الحفل السنوي لمجلس دبي الاقتصادي وفي نادي الفتيات بالفجيرة، كما أقوم بتغطية الكثير من الفعاليات عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، وكثير من الأوقات أكون منشغلة بالعمل التطوعي أثناء الإجازة، فأقوم باصطحاب أبنائي معي وأغرس بداخلهم أهمية وقيمة الأعمال التطوعية وأجعلهم يشاركون في أعمال تطوعية مناسبة لأعمارهم، وأحاول قدر المستطاع تعويضهم عن أيام الإجازات بأيام أخرى في منتصف الأسبوع، كما أصطحبهم إلى دار المسنين ومقابلة كبار السن والتحدث معهم وإحضار هدايا لهم، كذلك نقوم بزيارة المرضى كبار السن ونحاول التخفيف من معاناتهم، وهذه الأنشطة أغرسها في نفوس الصغار ليتعلموا الرحمة وقيمة العطاء، كما أصطحبهم في الإجازة إلى السينما ومشاركتهم في مشاهدة بعض الأفلام الكرتونية المحببة إلى نفوسهم، كلما سمحت الظروف، ولأن التطوع أثر بشكل إيجابي في شخصيتي، إذ تعلمت من خلال المشاركات في الأنشطة التطوعية كيفية التعامل مع الآخرين، كذلك التحكم في الغضب ومنحني الكثير من الثقة في النفس، لذلك أردت أن يشارك أبنائي في أعمال تطوعية مختلفة منذ الصغر تعود بالنفع عليهم وعلى المجتمع وتؤثر في شخصيتهم إيجابياً.
هند مكاوي