سليمة المزروعي، أو كما تسمي نفسها (أوداج) شاعرة من الفجيرة، حبّها لإلقاء الشعر بشقيه النبطي والفصيح قرّبها لعوالم إبداع الشعر والقصيدة، فحلقت في فضاءاته حتى شعرت بأنها تنتمي للقصيدة الشعرية النبطية، بلغة شعبية عميقة تعكس ارتباطها الوثيق بالبيئة المحلية وحرصها أيضاً على حفظ هذا الموروث اللغوي من الاندثار.
شاعرتنا الحاصلة على ماجستير إدارة المشاريع من الجامعة البريطانية في دبي، والمشرفة حالياً على بيت الشعر التابع لجمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية تطل عبر (حبر وعطر) في هذا الحوار.
الحياة والروح
– بداية ما معنى (أوداج)، وما سر اختيارك له؟
الأوداج جمع وَدَج، وهي عروق العنق التي إذا انقطعت لم تبقَ في الجسد حياة. فهو بالنسبة لي يعني الحياة، والروح، وارتباط الروح بالجسد. فالمعنى المعنوي له هو سر ارتباطي الوثيق به وسبب اختياري الأول له.
– كيف تصفين تجربتك الشعرية ؟
تجربتي الشعرية بدأت في سن مبكرة، حيث كنت حريصة على الاستماع للشعراء وقراءة القصائد بالإضافة إلى شغفي بإلقاء الشعر، حيث شاركت عندما كنت في المرحلة الدراسية في مسابقات إلقاء الشّعر، التي أتاحت لي فرص الاطلاع على مختلف التجارب الشعرية وقرّبتني لعالم الشعر، وحرصت على قراءة قصائد لشعراء كثر باللغة العربية الفصيحة، بالإضافة إلى الشعر الشعبي. وهذا ما جعلني أدخل عالم الشعر برغبة كبيرة ومن هنا بدأت الكتابة على مراحل وأوقات مختلفة.
بيت الشعر
– تشرفين على بيت الشعر في الفجيرة، ما هي المهام التي تقومين بها؟
بيت الشعر هو إحدى المبادرات الأدبية التي أطلقتها جمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية في الفجيرة، وهدفه الأساسي إثراء الساحة الشعرية وإبراز الأسماء التي تمتلك مواهب شعرية تستحق الاحتفاء، بالإضافة إلى المساهمة في تنشيط الحركة الشعرية والثقافية في إمارة الفجيرة بتنظيم المبادرات والمناشط الشعرية تحديداً.
– هل من الضروري أن يواكب الشعر التغيرات الحاصلة من حوله؟
الشاعر ابن بيئته وابن زمانه ومكانه، ومواكبته لما يحدث حوله مهم لأن تأثيره ينعكس على ما يكتب، فهو يتأثر ويؤثر في ما حوله، وبالتالي فحالته الشعرية تكون مثمرة ومؤثرة وتترك بصمتها حسب موضوعها وزمانها، فالشاعر الحقيقي حاضر فكرياً وعاطفياً في كل ما من شأنه أن يدعم قضية يؤمن بها أو فكرة يسعى لإيصالها أو موضوع يُبدي رأيه فيه أو حالة يرغب في الإفصاح عنها. فالحضور والاطلاع ومدى التأثير يظهر في طريقة تعبيره عما يخالجه شِعراً.
أوداج تمسك بجماليات الموروث وتنشيط الحركة الثقافية في الفجيرة | أرشيفية
أدوات شعرية
– ما الذي يستفزك أو يدعوكِ لكتابة القصيدة الشعرية؟
أكتب عندما أمر بموقف يستدعي التعبير عنه شِعراً، أكتب عندما أسمع موسيقى جميلة أو لحناً مؤثراً يستدعي مشاعري شِعراً، أكتب عندما أقرأ خبراً أو أشاهدُ موضوعاً يحرك في جانبي عاطفة أو رغبة بالكتابة، أكتب عندما تعتريني رغبة الكتابة.
– كيف بإمكان الشاعر أن يطور أدواته الشعرية؟
القراءة المستدامة والاطلاع الدائم على مختلف التجارب والأسماء الشعرية يفتح مدارك الشاعر عموماً، ويثري تجربته الخاصة، والشعر لا ينحصر على نوع واحد أو مدرسة واحدة، وهذا الاختلاف والتنوع صحي ويساعد الشاعر على إثراء مفرداته والإبداع في تركيب الصورة الشعرية واختيار الكلمة.
تغريدات «تويتر» الشعرية، هل أثرت على مستوى الشعر؟ وكيف؟
لا أعتقد أنها أثرت في مستوى الشعر، فـ«تويتر» إحدى الوسائل التي وجد فيها الشعراء حضوراً أقرب وأسهل للجمهور لطرح ما يكتب أو للتواصل والحصول على رأي مباشر.
ُمعجم متفرّد
تمتاز الكلمة الشعرية في قصائد الشاعرة أوداج المزروعي بالعمق، وتميل بعض الشيء للمصطلحات المحلية القديمة، وترى حول ذلك، «أحب أن تكون الكلمات التي أستخدمها في قصائدي عميقة المعنى، تحتمل التفسير والبحث الذي يقود لمعانٍ متفردة، وهذا الطابع يجذبني جداً، فاللغة بحر واسع، وعميق، والشعر يحتمل هذا العمق وهذا التطويع للمعنى، أما المصطلحات المحلية أو القديمة فهي في بعض القصائد جاذبة وتستدعي اهتمام المتلقي وفهمه بشكل مباشر، ولا بد لنا أن نحافظ على موروثنا اللغوي ولهجتنا المحلية التي تميزنا عن غيرنا، وتدلل على احتمالات ومعانٍ جميلة من تراثنا وبيئتنا الإماراتية المحلية. فالتنوع في الكتابة والدمج بين الصعب والسهل، المباشر والقابل للتأويل، أسلوب مقرب لي شخصياً في الكتابة».
نبض الصورة
قصر الثقافة ودوار الكتاب من المعالم الثقافية البارزة في الشارقة
غرّدي للمجد تتراقص سطوره
بسمتك بين الشفايف فارقة
واطرقي لبّ الأدب بأوسع بحوره
دامك أنتِ الغيم وأنتِ بارقة
ملتقى أهل الشعر من كان قوره
يمطرك سلطان وأثمر شارقة
بتول آل علي
خلود حوكل