تحافظ المواطنة المُسنة جميلة آل علي على صناعة الوجبات التراثية، خصوصاً طبق «السحناة»، في منزلها الصغير منذ أكثر من 30 عاماً، وتبيعها بنكهات مختلفة، وتتطوع لتعليم الفتيات وربات البيوت صنعها.
وواجهت جميلة ظروفاً صعبة «إذ رحل زوجها في سن مبكرة، ووجدت نفسها مسؤولة عن عائلة مكونة من 11 شخصاً، فلم يكن أمامها سوى الاعتماد على نفسها، فبدأت بفكرة بيع (السحناة)، ولمذاقها الجميل أصبح صيتها ذائعاً في إمارة الفجيرة والمنطقة الشرقية كلها، وبدأت الطلبات تردها بكثرة».
وقالت: «هذا الإقبال دفعني إلى تصنيع (السحناة) بمذاقات مختلفة، وتحولت حياتي إلى عمل وانشغال، وحفاظ على موروث تقليدي مهدد بالاندثار».
وشرحت أن «طبق (السحناة) عبارة عن سمك القاشع، يتم طحنه وخلطه ببعض البهارات، ويقدم مع الأرز في وجبة الغداء، أو يخلط مع الماء ويقدم مع الخبز في وجبة العشاء».
وذكرت أنها تضيف بعض البهارات، ليتغير الطعم الأصلي والتقليدي، ويصبح طبق «السحناة» أكثر قبولاً بالنسبة للشباب والأطفال، مشيرةً إلى أن معظم الزبائن من فئة الشباب، ويشترون كميات كبيرة جداً بصفة أسبوعية، إذ يعتبرونها وجبة أساسية.
وتابعت «أختار سمك القاشع النظيف والطازج، وفي بعض الأحيان بسبب الظروف الجوية وتوقف خروج الصيادين للبحر، أنتقل إلى سلطنة عمان لشرائه، وتكون هذه المرحلة الأولى، ثم يتم التخلص من رأس السمكة، وتعريضها لأشعة الشمس حتى تجف لمدة يوم أو يومين، ثم أقوم بضربها بالمنحاس، حتى أحولها إلى مسحوق ناعم نظيف».
سمية الحمادي