فاطمة علي سعيد اليماحي أول مهندسة إماراتية بمجال الأقمار الصناعية حاصلة على شهادة البكالوريوس في هندسة الإلكترونيات والاتصالات من جامعة آر إم آي تي RMIT University في أستراليا.
بدأ شغفها في مجال الأقمار الصناعية منذ دراستها في الجامعة، ونظرتها لأهمية دور الأقمار الصناعية في تسهيل حياة الآخرين عن طريق إيصال خدمات الاتصالات لمناطق مختلفة من العالم لتج علهم أكثر تواكباً مع التعليم والصحة، ومتطلبات الحياة اليومية، كل ذلك دفعها لأن تتخصص كمهندسة في مجال الاتصالات، وذلك لتعمل في مجال مميز، وطمحت لتكون أول مهندسة إماراتية بمجال الأقمار الصناعية، والأولى على مستوى دول مجلس التعاون والشرق الأوسط، لكي ترد الجميل لدولة الإمارات العربية المتحدة، الدولة الطموحة بقيادتها الرشيدة، وتفخر أسرتها بإنجازاتها كفرد من أفراد الأسرة السعيدة.
«الخليج» التقت مع الفتاة الإماراتية المهندسة فاطمة علي اليماحي بنت مدينة دبا الفجيرة لتحدثنا عن رحلتها مع الأقمار الصناعية، فكان لنا هذا الحوار:
* كيف اقتحمت عالم الأقمار الصناعية؟
– من خلال دراستي للتخصص العلمي بكالوريوس هندسة الإلكترونيات والاتصالات في جامعة آر إم آي تي RMIT University في أستراليا، تنوعت المواد العلمية ومنها مادتان دراسيتان في الجامعة عن الأقمار الصناعية، وكيفية إتمام عملية الإرسال والاستقبال عن طريق الهوائيات (antennas)، ومن خلال التجربة الاختبارية في الجامعة، بدأت ميولي بالتوجه نحو هذا المجال. ولقد هدفت التجربة إلى إعداد أجهزة الاستقبال على الأرض، وتوجيه الصحن الهوائي لاتجاه القمر الصناعي AsiaSat 4،والتأكد من استقبال الإشارة، وتفكيك الشفرة، وتشغيل القناة الفضائية على جهاز التلفاز بنجاح. أدركت بعدها أن مجال الأقمار الصناعية مجال واسع ونادر، وسعيت لأن يكون لي دور ريادي فيه يجعلني أشعر بالفخر، وأرد الجميل للوطن الغالي.
* وما هو شعورك وأنت تسجلين اسمك في هذا المجال المهم؟
– الشعور بالفخر والاعتزاز، كوني أول مهندسة طيران للأقمار الصناعية، وواحدة من بين 500 موظف حول العالم، يعمل بوظيفة طيران القمر الصناعي (Flight Dynamics).
* ما طبيعة عملك والمهام الموكلة إليك في شركة «الياه سات» للاتصالات الفضائية؟
– أعمل بمسمى مهندس أول طيران القمر الصناعي في قسم عمليات التحكم بالقمر الصناعي في شركة «الياه سات» للاتصالات الفضائية منذ عام 2013 حتى الآن، كما أنني أعد ممثلاً تقنياً لتمثيل الدولة لحضور اجتماعات مكتب شؤون الفضاء الخارجي التابع لمكتب الأمم المتحدة في فيينا، في لجنة استخدام الفضاء الخارجي في الأغراض السلمية، وبالأخص في اللجنة العلمية والتقنية، حيث يعمل المكتب على تحسين استخدام العلوم والتكنولوجيا الفضائية من أجل التنمية الاقتصادية والاجتماعية لجميع البلدان، وتوليت مهام أخرى كالتدريب العملي في واشنطن في الولايات المتحدة الأمريكية للإشراف على تصنيع القمر الصناعي في مرحلة دمج واختبار أجزاء القمر الصناعي لمدة ستة أشهر بمسمى مهندس نظم القمر الصناعي، ويعد «الياه 3» القمر الصناعي الثالث لشركة «الياه سات»، كما حضرت إطلاق قمر وكالة ناسا الفضائية (Osiris-rex) لدراسة النيزك «بونو» في فلوريدا في أمريكا، وسافرت لمهام العمل لعدة دول منها بريطانيا وفرنسا وأمريكا والنمسا، وقد قمت بتقديم عرض فني إلكتروني ضمن ورشة العمل المنظمة من قبل وكالة الفضاء الفرنسية في فرنسا.
* وما هي أبرز الصعوبات والتحديات التي واجهتك في عملك، وتغلبت عليها؟
– بدأت رحلتي مع «الياه سات «كأول مهندسة في قسم عمليات التحكم بالقمر الصناعي منذ 2013، ومهنتي هي إيجاد الحلول الرياضية لتحريك القمر الصناعي بشكل منتظم، و إبقائه في موقعه الافتراضي. بالرغم من دراستي لمواد القمر الصناعي، فإن وظيفتي تتطلب معلومات نظرية عن ديناميكية الطيران (Orbital mechanics).
واجهت تحديات في مواكبة المعلومات لعمق هذا المجال وعدم خبرتي فيه ولكن مع التدريب المستمر والإشراف من خبراء شركة «الياه سات» تمكنت من توسيع مداركي لتلبية متطلبات الوظيفة. شعاري في الحياة هو «أن تسأل دائماً ولا تفترض» وبهذا ستحصل على أنسب المعلومات و أكثرها دقة. (Always Ask, don’t assume!).
ولدي رؤية ثاقبة في مجال الفضاء، و أفخر بكوني من الأوائل في العمل في هذا المجال.
* هل عملك بمجال الأقمار الصناعية صبغ شخصيتك بطابع معين؟
– صبغ شخصيتي بطابع الدقة، وسرعة البديهة، والالتزام التام بأدق التفاصيل، ولمست ذلك بإنجاز إجراءات وعمليات العمل بأقل وقت وبجودة عالية، ويتم تسليم المعلومات والحسابات الرقمية للقسم المختص لإرسال الإشعارات بالوقت المحدد، والتأكد من توفر المعلومات في وقتها، لأن أغلب الحلول الرياضية تحتاج للدقة حتى لا تكون هناك أية أخطاء.
* ما هي نصيحتك للفتاة الإماراتية الراغبة في دخول مجال الأقمار الصناعية والعمل به؟
– إنه مجال مميز يستحق أن تتواجد الفتاة الإماراتية فيه، وذلك لقدرتها على الإبداع، كما أثبتت بالميادين الأخرى قدراتها وإبداعاتها.
وأنصح الطلبة الإماراتيين ككل بدراسة التخصصات التي تنمي الدولة وتنوع من مصادر دخلها.
* ومن يقف وراء نجاحك؟
– أسرتي تعد الوقود الذي دفعني للنجاح والتميز، حيث رسمت عائلتي طريق نجاحي، من صغري، حتى تشجيعي على الدراسة في الجامعة في أستراليا، وتخرجت بفخر وأنا أتقلد الامتياز مع مرتبة الشرف، رداً لجميل الأسرة الكريمة التي ترعرعت فيها.
ولا أنسى الأب الروحي المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حيث زرع فينا بذور الإبداع والتميز بكلماته الرنانة في أذهاننا.
وقدوتي في طريق الإبداع أختي مريم اليماحي تنفيذي رئيسي في إدارة رعاية وتأهيل أصحاب الهمم في وزارة تنمية المجتمع، لما لها من دور في تقديم الدورات التدريبية التي تحث على إثبات الذات، والتشجيع على التخطيط الاستراتيجي الصحيح لمستقبل الفرد.
* بعيداً عن عالم الأقمار الصناعية كيف تقضين وقتك؟
– أقضي وقتي بعد أيام العمل مع عائلتي، ولعب بعض الألعاب الذهنية.
* ما هو شعورك لحظة إطلاق القمر الصناعي الثالث في أمريكا الجنوبية؟
– شعور عجيب لحظة إطلاق القمر الصناعي في منطقة جويانا الفرنسية في أمريكا الجنوبية، حيث عجزنا عن الحركة، من فرحة الإنجاز وقت المساء حيث تلألأت السماء بالإضاءات الرائعة مرتبطة بالصوت العالي لانطلاق الصاروخ محملاً بقمرنا الصناعي «الياه 3»، وهو ينور السماء بفخر الإمارات.
بكر المحاسنة