نظم “بيت الشعر” في جمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية بالتعاون مع غرفة تجارة وصناعة الفجيرة، أولى فعالياته باستضافة الشاعر الكبير حبيب الصابغ، الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، في أمسية شعرية رافقه بها عازف العود الفنان علي عبيد الحفيتي مدير عام أكاديمية الفجيرة للفنون الجميلة، بحضور الشيخ أحمد بن حمد بن سيف الشرقي وسعادة خليفة الكعبي رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الفجيرة وخالد الظنحاني رئيس جمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية وعدد كبير من الجمهور.
وقال خالد الظنحاني رئيس الجمعية أن انطلاق فعاليات بيت الشعر بالفجيرة يأتي تحقيقًا لأهداف الجمعية الثقافية، التي تسهم في دعم الحراك الثقافي في المنطقة من خلال اتباع خطط استراتيجية تستهدف نشر الثقافة والتوعية بين أفراد المجتمع والتي تنسجم مع استراتيجية الدولة في التنمية الثقافية. موضحا أن “بيت الشعر” بالفجيرة هو منبر حر للإبداع والتميز الشعري، ويهدف إلى دعم الطاقات والمواهب الشعرية الجديدة وتنمية الذائقة الشعرية في الاتجاهين بين المبدع ومتلقي الشعر.
وقدم الأمسية التي أقيمت على مسرح غرفة تجارة وصناعة الفجيرة مساء أمس الإعلامي فايز اليماحي الذي استعرض مسيرة الشاعر الكبير حبيب الصايغ الذي يعد واحداً من أهم الشعراء العرب المعاصرين، وحاز على العديد من الجوائز الثقافية منها جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 2007، وجائزة (تريم عمران) فئة رواد الصحافة، كما اختير في عام 2012 شخصية العام الثقافية.
وبدأت الأمسية الشعرية بمقطوعة موسيقية قدمها عازف العود الفنان علي عبيد الحفيتي مدير عام أكاديمية الفجيرة للفنون الجميلة بمرافقة عازف الغيتار رامي حسام، وقدم الحفيتي مقطوعة موسيقية من مؤلفاته التي استمدت من التراث والفلكلور الإماراتي إضافة إلى ألوان متعددة من الموسيقى الشرقية والغربية، التي تفاعل الجمهور معها لكونها تحاكي الموروث الإماراتي الفني والفنون العالمية الأخرى.
ووجه الشاعر حبيب الصايغ برسالة محبة إلى أهالي الفجيرة وقيادتها الرشيدة التي كرست حالة ثقافية وفنية على المستوى الدولي.
واستهل الشاعر حبيب الصايغ أمسيته الشعرية -التي رافقها عزف للعود من الفنان علي الحفيتي بقصيدة شعرية لمؤسس دولة الإمارات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، بمناسبة عام زايد تحت عنوان “إلى القائد المؤسس في ذكراه الـ 13” فقال:
أطلت على الأحلام منك المواهبُ
وفاض على الأيام ما أنت واهبُ
وما بين بحرين: الشجاعة والندى
ركبتَ، فضجت بالسمو المراكبُ
فدلت عليها، يوم تاهت، مواكبٌ
وذلت لديها، حين تاهت مراكبُ
عرفناك للجوزاء نداً وصاحباً
فما كان للعلياء مثلك صاحبُ
تلاها الصايغ بقصيدة تضمنت معاني الحب والغزل تحت عنوان “الحب من طرف واحد” قال فيها:
نما الحب من طرف واحد
فآمال الهواء قليلا
وغير طقس الحمائم في ليل أسرابها
لا تغني الطيور بأسبابنا.
كما خصص الشاعر حبيب قصيدة للنساء يتحدث فيها عن جمالهن ودورهن في الحياة التي تضفي جمالا ومحبة فقال في قصيدته “زمن النساء”:
النساء لهن النسائم والطقس أول ما يُشتهى
ولهن المجون الخفيف
لهن حلاوتهن الأنيقة بين السنين
لهن الصهيل الرشيقُ
ولهن المساء صديقُ
كما ألقى حبيب الصايغ قصيدة “سلطان” مقدمة إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على ما يقدمه للثقافة في الإمارات ومحيطها العربي الكبير من رعاية ودعم، فقال:
بلغتْ أرومتك السماء بمجدِها
فوصلتَ هاديَها بلاحِقِ عهدِها
وهتفتَ: ها أنا أمة معدودة
في جِدِّها لا في مناقب جَدِّها
وورثتَ أخلاق الملوك فزدتَها
شرفاً إلى شرف الحجاز ونجدِها
وعراقِها وسوادِها وبياضها
والبِيض من رايات أول وعدِها
وختم الصايغ أمسيته الشعرية في موجهة إلى الجاليات العربية المقيمة على أرض دولة الإمارات والتي خص بها في أحد قصائده إلى الجالية السودانية، تحت عنوان “إلى السودانيين”:
الإمارات موئل النبل والسودان
تأبى إلا الأبي النبيلا
والإمارات توأم المجد والسودان
إن الأصيل يهوى الأصيلا
وفي ختام الأمسية كرم الشيخ أحمد بن حمد بن سيف الشرقي يرافقه سعادة خليفة الكعبي رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الفجيرة وخالد الظنحاني رئيس جمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية المشاركين في الأمسية الشعرية بدورع تذكارية تقديراً لمشاركتهم المتميزة.