تواصل هطول أمطار الخير على مناطق متفرقة من الدولة، أمس. وأكد المركز الوطني للأرصاد، اتجاه الحالة الجوية إلى الاستقرار بدءاً من اليوم، وتوقع أن يتحرك المنخفض الجوي في اتجاه الشرق.
وتخف حدة حالة عدم الاستقرار تدريجياً، مع استمرار فرصة سقوط بعض الأمطار على المناطق الساحلية والشرقية، فيما بذلت فرق الطوارئ والأزمات بالدولة، جهوداً لافتة في التخلص من تجمعات مياه الأمطار، وانسياب الحركة المرورية، ومتابعة الموقف أولاً بأول على مدار الساعة، من قبل المسؤولين في مختلف الجهات المعنية بالدولة.
وأكد المركز في بيان له، أمس، استمرار تكاثر السحب التي يتخللها بعض السحب الركامية المصحوبة بسقوط أمطار مختلفة الشدة خلال الساعات القادمة على فترات، وعلى مناطق متفرقة من الدولة.
وجدد المركز تحذيراته السابقة بأخذ الحيطة أثناء قيادة المركبات في حال سقوط الأمطار.
وكذلك مع تدني مدى الرؤية الأفقية، بسبب الغبار والأتربة المثارة مع الرياح النشطة، ونصح بالابتعاد عن أماكن تجمع المياه، خاصة الأماكن القريبة من المرتفعات، وعن أماكن جريان الأودية، وبعدم ارتياد البحر بسبب اضطرابه في الخليج العربي وبحر عمان خلال هذه الفترة.
أمطار متوسطة وغزيرة
وتراوحت الأمطار بين المتوسطة والغزيرة في إمارة الفجيرة وضواحيها، متأثرة بحالة عدم الاستقرار الجوي التي غطت أنحاء البلاد، تركزت شدتها في مناطق دبا ورول ضدنا والحيل والفرفار والفقيت وشارع الشيخ خليفة بالفجيرة ووادي الحلو التابعة لإمارة الشارقة.
وسط رعود قوية ورياح باردة سادت الأجواء، أدت إلى انخفاض درجات الحرارة إلى 15 درجة مئوية في المناطق الجبلية، حيث سالت الشعاب من سفوح الجبال، وتشكلت شلالات المياه، وجرت الأودية في وادي زكت في ضدنا ووادي الحيل ووادي مي ووادي لبن.
4 فرق متخصصة
إلى ذلك، نجح فريق غيث دبي، التابع لبلدية دبي، في التخلص تماماً من تجمعات مياه الأمطار، وجعل انسياب الحركة المرورية في شوارع الإمارة سلسلة تماماً، دون أي تجمعات لمياه الأمطار، في زمن قياسي، مقارنة بالسنوات الماضية، بفضل جهود كافة العاملين، وحرص القيادة العليا على متابعة الموقف أولاً بأول، على مدار الساعة.
وقال المهندس طالب جلفار مساعد مدير عام بلدية دبي لقطاع خدمات البيئة والصحة، رئيس فريق غيث دبي، إنه وجّه منذ السبت الماضي، فريق القيادة العليا ومختلف قطاعات البلدية، وخصوصاً فرق طوارئ الأمطار، بالاستعداد التام ومواصلة الوجود في كافة مواقع العمل لمعالجة أي تجمعات للمياه، وبناء على ذلك، تم توجيه فرق العمل في الميادين لرفع مستوى الجاهزية، ومنذ الساعة التاسعة صباحاً، تم التأكد من وجود فرق العمل في مواقعها، وتجهيز كافة المعدات اللازمة.
وأشار إلى أنه قد تم تقسيم الفرق إلى 4 مستويات لتنظيم العمل، منها المستوى الأول، وهو الإشرافي العالي والمتوسط، ويضم: رئيس الفريق ومديري الإدارات وكافة مشرفي الإدارات الأربع، لمتابعة التطورات الميدانية وفرق العمل المساندة، وتقديم الدعم اللازم، أما المستوى الثاني:
فشمل فريق الدعم الفني، وهو فريق مهم جداً من مهندسي شبكة الصرف الصحي والري، لتأمين جاهزية العمل ومعالجة أي مشاكل فنية، والمستوى الثالث، ويضم: فريق الدعم اللوجسيتي، وهو مكون من أسطول الصهاريج ومضخات المياه، وتم توزيعه في الإمارة، وتوزيع 160 مضخة، وضمان التوزيع الصحيح للمناطق المتأثرة، والمستوى الرابع: هو فريق الدعم العمالي، لضمان معالجة أي ارتدادات طارئة وتجمعات مياه، ويتكون من عمال إدارة النفايات والحدائق والزراعة.
وأشار إلى أنه تم الانتهاء من إزالة وسحب مياه الأمطار من كافة طرقات الإمارة، بما فيها (شوارع: ند الحمر، والمنامة، وعمان، والعمردي، والخدمات بشارع الشيخ محمد بن زايد بالقرب من تقاطع دبي العين، وتم انتهاء أعمال سحب مياه الأمطار من طرق وشوارع دبي مستمرة، ومنها الشارع المؤدي لنادي زعبيل، ومناطق سوق الخضار وشارع المنامة محيط سوق السيارات.
وشارع عود ميثا وشارع الوصل أمام المستشفى الإيراني وجميرا 1 وشارع العروبة والشارع أمام برواز دبي ومنطقة جميرا 2.
110 مضخات
من جانبه، قال المهندس حسن مكي مدير إدارة شبكة، إنه تم توزيع 110 مضخات مختلفة الأحجام، و30 صهريجاً مجهزاً، و40 محطة فرعية جاهزة، تعمل تحت نظام التحكم عن بعد، و12 صهريجاً بضغط عالٍ، بالإضافة إلى الكادر البشري بكامل طاقته، الذي عمل على مدار الساعة.
وقد تجمعت المياه بشكل سريع في شوارع المعبر وند الحمر والرباط، وفي الحال، تم توجيه فرق العمل إلى هذه الشوارع مع صهاريج سحب المياه لشفط المياه المتجمعة، وكذلك فتح فتحات تصريف مياه الأمطار بهذه الشوارع، وتنظيفها بالكامل لكلي تستوعب المياه المتجمعة.
وقال المهندس محمد أحمد الريس مدير إدارة الصرف الصحي والري، إن البلدية وضعت خطة استثنائية لمواجهة الأمطار والتقلبات الجوية، تمثلت في تحديث محطات تصريف مياه الإمطار من خلال صيانة بعضها، وإعادة تأهيل البعض الآخر، بهدف رفع طاقتها الاستيعابية.
كما تم إنشاء محطتي تصريف أمطار جديدتين في منطقة جميرا 1 و2، وتنظيف أكثر من 70 ألف فتحة تصريف مياه أمطار هذا العام، وتوفير أكثر من 30 صهريجاً لسحب المياه، وهو العدد الأكبر من سنوات، وتوفير أكثر من 20 مضخة مياه، وتوزيعها على المناطق التي لا تحتوي على شبكات، ومعالجة أكثر من 100 بؤرة تجمع مياه أمطار من السنة الماضية، من خلال توصيلها بالشبكة.
مواصلة العمل
بدورها، أكدت القيادة العامة لشرطة أبوظبي، مواصلة العمل مع الجهات المعنية لمواجهة حالات الطوارئ المتوقعة بسبب التقلبات الجوية، حفاظاً على سلامة الجميع، داعية الجمهور إلى متابعة النشرة الجوية، للتعرف إلى حالة الطقس، تحسباً للتغيرات الجوية الطارئة.
وتلقت مراكز القيادة والتحكم 23953 مكالمة من الجمهور في الفترة من 15 إلى 18 ديسمبر الجاري، منها 14487 مكالمة في أبوظبي، و7726 في العين و1740 في الظفرة، معظمها لحوادث مرورية بسيطة.
كما ناشد العميد ناصر المسكري مدير إدارة العمليات بشرطة أبوظبي، الجمهور الكريم، بضرورة توخي الحذر والابتعاد عن أماكن تجمعات مياه الأمطار والأودية.
من جانبه، أوضح العقيد أحمد محمد الزيودي مدير إدارة مرور منطقة العين، أن شرطة أبوظبي، تعمل بصورة مستمرة، بالتعاون مع الجهات المعنية، على مواجهة تقلبات الطقس، حفاظاً عل سلامة الجميع، مشيراً إلى تلقي بلاغات حوادث بسيطة، لم ينتج عنها أي أضرار خلال اليومين الماضيين.
وقال العقيد محمد سعيد النيادي مدير إدارة الدفاع المدني في العين، إن الإدارة، وضمن استعداداتها لحالات تقلبات الطقس، شاركت في عمليات سحب المياه المتجمعة في بعض القطاعات والدوارات التي شهدت أمطاراً غزيرة بمنطقة العين، وإيواء 24 عائلة بمجموع 140 فرداً.
وتأمين أماكن مناسبة لهم، مع توفير مقومات الإقامة اللائقة، بالتنسيق مع الجهات المعنية، متمثلة في هيئة الهلال الأحمر ومديرية شرطة العين وشركة العين للتوزيع.
إشادة
من جانبه، أشاد اللواء محمد بن غانم الكعبي قائد عام شرطة الفجيرة، رئيس فريق إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث لإمارة الفجيرة، بتعاون وجاهزية فرق الطوارئ المحلية، واستعدادها للتعامل مع المنخفض الجوي وما صاحبه من أمطار وسيول، أدت لجريان الأودية ودخول المياه بعض المساكن في بعض المناطق.
وقال اللواء الكعبي إن أكثر المناطق المتضررة في إمارة الفجيرة، هي الشرية، حيث غمرت مياه الأمطار عدداً من المساكن، وتم بموجبها تفعيل خطة الإخلاء والإيواء، بالتنسيق مع الجهات المعنية، حيث تم إجلاء وتسكين 28 أسرة، يضمون أكثر من 558 فرداً، كما تأثرت بعض المساكن في مريشيد والفصيل والبدية بتجمعات المياه.
تنسيق
بدوره، أكد المهندس علي قاسم المدير العام مؤسسة الفجيرة للموارد الطبيعية، قائد فريق الطوارئ والأزمات لغرفة العمليات والاتصال، تعامل المؤسسة السريع واستجابتها الفورية للبلاغات الواردة.