على صخرة ساكنة في وادي سَهَم بين جبال الفجيرة رسم على لونها القاتم عشرات الصور، وكما نرى أنه تم نقش جميعها باتجاه شروق الشمس. من الجميل أن نشهد على رسومات كانت مستخدمة قبل دخول الأبجديات على المنطقة، تبلغ في عمرها بين 2300 إلى 3300 سنة، أغلبها رسومات تصور الحيوانات المنتمية إلى جغرافية المكان من جِمال وضباع ونمور، وكذلك بعض الخيول مع خيّالها، وبعضهم يحمل في يده العصا أو سهام الصيد، ليخرج كل هؤلاء صعوداً باتجاه الشمس والمعابد التي رسمت باتجاه الصعود، وتلك الرسومات التي على شكل حرف الـ T وهو شكل يرمز إلى مرحلة من مراحل اشتقاق الشمس، إلى المعبد الذي رسم في أعلى الصخرة على شكل مستطيل يحوي على مربعين مغلقين من فوق ومفتوحين في أسفله.
لوحة
بلا شك أنها ليست الصخرة الوحيدة، فثمة صخور أخرى مثلها متناثرة خاصة في الإمارات الشمالية. تلهف العابرون عليها طويلاً لمعرفة المعنى الدقيق من ورائها، لكونها جميلة، ويطلبون فك شفرتها الجاذبة، فهي لوحة فنية نادرة، ومن تضاريسنا الجبلية، وتعبر عن تاريخ الماضي، وعن حياة أولئك الذين عاشوا الفترة العائدة إلى ما قبل الإسلام الذين قاموا بكشط الصخرة كما يبدو بسكينة مسننة أو صخرة صغيرة حادة، فبانت أقرب لخدوش نادرة.
رسومات
تتباين عليها الرسومات المتنوعة لتعبر عن أهمية هذه الحيوانات الأصلية من حيث اتصال الإنسان القديم بالمكان، ومن حيث أدوراها، فكما نرى أن ثمة خيول وكأنها تشارك في معركة أو ما شابه، في هذا الميدان الصخري، الأشبه بلوحة وعلى دروبه المتشعبة بالصور لأشكال مختلفة صغيرة لا تتكرر مثل غيرها، كالسهم وعلى رأسه شكل آنية، وشبه دائرة صغيرة… كلها تعبير عن قرص الشمس المعبود، وضوئه الذي يحمل لهم الشفاء الأبدي.
ريم الكمالي