افتتحت موانئ أبوظبي أمس رسمياً عمليات تشغيل مرافئ الفجيرة في الساحل الشرقي لدولة الإمارات، وقام بتدشين عمليات مرافئ الفجيرة الشيخ صالح بن محمد الشرقي، رئيس مجلس إدارة ميناء الفجيرة، والكابتن محمد جمعة الشامسي، الرئيس التنفيذي لموانئ أبوظبي، وذلك في احتفال خاص أقيم في فندق نوفوتيل الفجيرة شهد حضور عدد من المسؤولين من المؤسسات الحكومية والجهات ذات الصلة إضافة إلى العملاء.
يأتي تدشين عمليات مرافئ الفجيرة في أعقاب اتفاقية امتياز لمدة 35 عاماً، حيث قامت موانئ أبوظبي بتوقيع الاتفاقية مع ميناء الفجيرة قبل ثلاثة أشهر. وتنص الاتفاقية على منح موانئ أبوظبي الحقوق الحصرية لتطوير البنية التحتية والفوقية للميناء، وإدارة عمليات شحن الحاويات والبضائع العامة والمدحرجة والسفن السياحية.
تباشر موانئ أبوظبي أعمال تطوير الأرصفة وحوض السفن خلال عام 2018 من دون أن يؤثر ذلك في الخدمات التي يقدمها الميناء للعملاء الحاليين والجدد. وبحلول عام 2020 سيشهد ميناء الفجيرة نمواً في قدراته الاستيعابية، ويبدأ تشغيل الرافعات الجسرية العملاقة مما يشكل نقلة نوعية في الخدمات.
وعبّر الكابتن الشامسي عن سعادته الكبيرة بتدشين عمليات مرافئ الفجيرة، حيث أكد أن هذا الإنجاز المهم يلقي الضوء على التزام وحرص موانئ أبوظبي على تسخير كافة الإمكانات والخبرات التي تتمتع بها في التعامل مع السفن المخصصة لنقل الحاويات والبضائع العامة والمدحرجة وكذلك السفن السياحية، لتوسيع عمليات التبادل التجاري بين ميناء الفجيرة وأسواق شبه القارة الهندية وشرق إفريقيا، والمساهمة بالتالي في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية لإمارة الفجيرة، لتحتل مكانة حيوية في خريطة التجارة العالمية. وأضاف أن خطط الشراكة بين موانئ أبوظبي وميناء الفجيرة انطلقت من مرتكزات استراتيجية فعالة ومبتكرة تتماشى مع الرؤى الثاقبة لقيادة الدولة الرشيدة الرامية إلى بناء نموذج اقتصادي مستدام ومتنوع وقائم على المعرفة والابتكار يعود بالفائدة على الجيل القادم، ويسهم في الوقت ذاته في إرساء مستقبل مشرق لإمارة الفجيرة والمجتمع المحلي والشركات والمؤسسات العاملة فيها.
نمو لافت
من جانبه، قال عبدالكريم المصعبي، نائب الرئيس التنفيذي لموانئ أبوظبي، إن الشركة حريصة على تسخير كافة الإمكانات لتمكين ميناء الفجيرة من مواصلة سلسلة النجاحات والإنجازات المميزة التي شهدها ميناء خليفة، كونه واحداً من أهم الموانئ الاقتصادية والتجارية لدولة الإمارات. وعبّر عن ثقته الكبيرة بأن ميناء الفجيرة مقبل خلال الفترة القادمة على تحقيق نمو لافت في عملياته بالتزامن مع ازدهار العديد من القطاعات الاقتصادية والصناعات مثل الفولاذ.
تطوير البنية التحتية
بدوره، قال الكابتن موسى مراد، مدير عام ميناء الفجيرة «إن تدشين مرافئ الفجيرة هذا اليوم كان ثمرة اتفاقية الامتياز التي تضمنت تطوير البنية التحتية والفوقية للميناء وإنشاء محطة حاويات جديدة في ميناء الفجيرة بأرصفة عميقة لاستقبال السفن العملاقة، وتجهيز الميناء بأحدث نظم المعلومات والمعدات والأجهزة والآليات المتطورة، ليكون قادراً على العمل وفق أعلى معايير الدقة والسلامة والسرعة.»
ومنذ توقيع اتفاقية الامتياز، شهدت مرافئ الفجيرة عدة إنجازات بما في ذلك إبرام مذكرة تفاهم مع شركة بيرما- بايبس الشرق الأوسط، رواد صناعة الأنابيب المعزولة مسبقاً وأنظمة الكشف عن تسرب تبريد وتدفئة المناطق، حيث ستقوم مرافئ الفجيرة بتزويد بيرما-بايبس بكافة المتطلبات اللوجستية.
أفضلية تنافسية
من ناحيته، قال فتحي الجندي، نائب الرئيس التنفيذي لشركة بيرما- بايب الشرق الأوسط: «قررنا توثيق العلاقة مع مرافئ الفجيرة بناء على عدد من العوامل التجارية التي تمنحنا أفضلية تنافسية. فاختيارنا الاستفادة من ميناء الفجيرة لعملياتنا اللوجستية يرفع من كفاءة استخدامنا للوقت، ويخفض تكاليف عملياتنا ويسهل عملنا من خلال موقع الميناء المناسب والذي لا يبعد أكثر من كيلومترين عن مكاتبنا. وإضافة إلى ذلك، فإننا نحرص بهذا على التجاوب الإيجابي مع الدعم الذي قدمته لنا الفجيرة لأعوام طويلة خلال عملياتنا في المنطقة، ولعب دورنا الريادي كاملاً في هذه المرحلة الجديدة من النشاط الاقتصادي والتنموي».
أكبر سفينة نقل
وتحظى موانئ أبوظبي بموجب الاتفاقية بالحقوق الحصرية عبر «مرافئ الفجيرة» لتطوير البنية التحتية للميناء وإدارة عمليات شحن الحاويات والبضائع العامة والمدحرجة وخدمات نقل المسافرين بحراً، إضافة إلى إنشاء محطة حاويات جديدة في ميناء الفجيرة بأرصفة عميقة تتيح استقبال السفن العملاقة لخدمة العملاء والشركاء في أسواق الخليج والمحيط الهندي وشبه القارة الهندية. وتعتزم موانئ أبوظبي الاستثمار في تطوير البنية التحتية لميناء الفجيرة لرفع كفاءته والارتقاء بأدائه حيث تتضمن هذه الأعمال بناء الأرصفة وتعميق الغاطس إلى 16.5 متر لاستقبال سفن أكبر وإنشاء ساحات للتخزين على مساحة تعادل 300 ألف متر مربع وبناء رصيف بطول كيلومتر واحد لاستيعاب النمو المتوقع في حركة السفن القادمة وعمليات الشحن البحري للميناء.
أحدث المعدات والأجهزة
وستعمل «موانئ أبوظبي» على تجهيز ميناء الفجيرة بأحدث المعدات والأجهزة المتطورة من بينها الرافعات الجسرية العملاقة STS ورافعات الترصيص المتحركة RTG وأحدث نظم المعلومات، ليكون قادراً على العمل على مدار الساعة بسلاسة وسرعة ودقة أعلى، وبالتالي الوفاء باحتياجات شركات الشحن العالمية والمشغلين لخدمات متطورة ومتكاملة وفق أعلى المعايير العالمية. وستعمل بوابة المقطع، إحدى الشركات التابعة لموانئ أبوظبي على تطوير نظام المنصة الإلكترونية لمجتمع الموانئ PCSالتي تربط النظم المتعددة المستخدمة في الأقسام والمرافق والعمليات التابعة للميناء.