تلعب دائرة الموارد البشرية بحكومة الفجيرة، دوراً مهمّاً ورئيسياً في التنمية البشرية، كما تعتبر ركناً مؤثراً في التعامل مع أغلبية الجهات والمؤسسات، حيث تهدف ببرامجها وخطط عملها إلى تعزيز القدرات التنظيمية في المؤسسات الحكومية، فضلاً عن سعيها الدائم لتمكين الشركات من استقطاب وتأهيل الكفاءات الوطنية اللازمة والقادرة على مواكبة التحديات، إلى جانب أنها تمثل نقطة ارتكاز أساسية في منظومة العمل وبرامج التنمية البشرية، وتعمل كحلقة وصل فعالة في استقطاب الباحثين عن عمل من الجنسين ومتابعة عملية مقابلاتهم مع الشركات والمؤسسات حتى ما بعد التوظيف.
«الخليج» تلقي الضوء علي برامج وأنشطة ومهام الدائرة، إلى جانب معارض التوظيف التي تنظمها وأسهمت هذه المعارض بشكل كبير في توظيف المواطنين، وتنفيذ برامج التعليم والتدريب والتأهيل، وتعرض التجارب والنجاحات التي حققتها الدائرة لبناء اقتصاد معرفي مستدام.
محمد خليفة الزيودي مدير دائرة الموارد البشرية بحكومة الفجيرة يقول إن أبرز الإنجازات التي حققها معرض الفجيرة الدولي للتوظيف والتعليم 2016، الذي نظمته الدائرة بالتعاون مع مجموعة أكسفورد التعليمية العالمية، وغرفة تجارة وصناعة الفجيرة ومجلس رعاية التعليم والشؤون الأكاديمية في الفجيرة، وأكثر من 309 جهات، استضافة النُّخب والشخصيات السياسية والرسمية والثقافية العالمية، واستقطاب مشاركين من مختلف دول العالم في مجال التوظيف والتعليم والتدريب، ونجاح المؤسسات العارضة في توظيف عدد من الباحثين عن عمل من المنطقة، حيث عرضت في مجموعها ما وصل إلى 1300 وظيفة، وتم توقيع عدد كبير من اتفاقيات التعاون ومذكرات التفاهم مع الجامعات والمؤسسات التعليمية والأكاديمية من مختلف دول العالم، بما فيها ماليزيا، المملكة المتحدة، الصين، ألمانيا، الهند، كندا وغيرها.
وأيضاً على الصعيد الاستثماري الاقتصادي في الإمارة، حيث تم توقيع اتفاقية مع الأمانة العامة لاتحاد غرف التجارة الخليجي.
وبين أن معرض التوظيف والتعليم 2016 أسهم في توظيف 150 مواطناً في دو، و135 مواطناً في الأنصاري للصرافة، و40 مواطناً في مركز الاتصال الحكومي بوزارة الخارجية، فضلاً عن أنه تم توظيف عدد من المواطنين في مول سيتي سنتر الفجيرة.
وكشف عن انطلاق برنامج أكاديمي جديد تطرحه دائرة الموارد البشرية بحكومة الفجيرة، وهي دورة في اللغة الإنجليزية ل95 مشاركاً سيتوجهون إلى عدد من البلدان منها مالطا وبريطانيا واستراليا وأمريكا، لمدة تتراوح بين 4 أسابيع إلى 6 أشهر، بهدف تعليمهم اللغة الإنجليزية واستفادتهم من المهارات الجديدة المكتسبة، وتعرفهم على هذه البلدان وقيامهم برحلات وتجارب فريدة من نوعها.
كما لفت إلى أن هذا البرنامج الأكاديمي يعدّ من ضمن البرامج الأكاديمية التي تسعى الدائرة لتحقيقها على أرض الواقع مباشرة، حيث تم سابقاً توقيع عدد من الاتفاقيات، وتم تطبيق برنامج (صيف المعرفة) الذي تم العمل والتنسيق له مع مجموعة أكسفورد التعليمية العالمية ومقرها المملكة المتحدة، حيث تم إيفاد 40 طالباً وطالبة للالتحاق ببرنامج خاص لتعليم اللغة الإنجليزية على مدى خمسة أسابيع في بريطانيا، كما تم تدريب وتعليم الطلبة على مهارات الآيلتس، ضمن برنامج متكامل يتضمن زيارات لأماكن أثرية وتعليمية عريقة في مدينتي لندن وأكسفورد.
وعن التصور العام لاستكمال تنفيذ المشاريع الطموحة لتحقيق أهداف الأجندة الوطنية لرؤية الإمارات 2021 أوضح أن دائرة الموارد البشرية تعمل على مواءمة الأهداف الاستراتيجية لإمارة الفجيرة خاصة ولرؤية الإمارات 2021 من خلال تمكين رأس المال البشري من الواقع العملي التكنولوجي واستشراف المستقبل القائم على الابتكار والتميز في أداء الأعمال وتقديم الخدمات الحكومية عن طريق أكثر الكوادر الوطنية تنافسية وإبداعاً، وأيضاً يتمثل ذلك في الانخراط الفاعل في تنظيم الفعاليات والأنشطة المشاركة بها خاصة التي من شأنها إضافة قيمة حقيقية للدائرة في الفعاليات الوطنية المهمة والرئيسية بما فيها أسبوع الابتكار، عام القراءة، معارض التوظيف، المؤتمرات والملتقيات وغيرها.
وعن المشاريع المستقبلية لتوظيف وتدريب الخريجين لتحقيق استراتيجية حكومة الفجيرة 2040 المشاريع المستقبلية لتوظيف وتدريب الخريجين أشار إلى أن المشاريع ستكون قائمة على التركيز على ربط رأس المال البشري الفكري بالأعمال والتكنولوجيا وتطوير الكوادر الشابة من المواطنين فكرياً ووظيفياً وتقنياً، يتمثل ذلك في المنتديات الحوارية والملتقيات والمؤتمرات التي تستقطب الشباب وتنمي فيهم مهارات ثقافية وعلمية، كما أن هناك تنسيقاً وتواصلاً فعالاً وتعاوناً قائماً مع الشركاء الاستراتيجيين للدائرة وعدد من المؤسسات الساعية للتوظيف من كافة القطاعات العسكرية والحكومية وشبه الحكومية والخاصة.
بدورها أفادت بدرية الذباحي رئيس قسم الدراسات الاستراتيجية والشؤون القانونية أن معرض الفجيرة السنوي للتوظيف الذي يشارك فيه عدد من الجهات المحلية والعالمية يقيّم من واقع التجربة العملية بدوره الكبير وفعاليته الواسعة في توظيف المواطنين، ويساعد في ذلك الأيام المفتوحة المخصصة للباحثين عن عمل والتي تقام بشكل دوري خلال العام، ويتم على أثرها توظيف أعداد كبيرة من هذه الفئة، بحيث إن دائرة الموارد البشرية تعمل كحلقة وصل فعالة في استقطاب الباحثين عن عمل من الجنسين و تقوم بالمتابعة الدائمة لعملية المقابلات وما بعد التوظيف.
كما تحدثت عن معارض التوظيف السابقة التي أقيمت بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، حيث أقرت دائرة الموارد البشرية بحكومة الفجيرة بعد إنشائها عام 2006 بمرسوم أميري لاعتماد تنظيم معرض التوظيف بشكل سنوي بهدف إيجاد فرص عمل للباحثين عن وظيفة، والمساعدة على توطين الوظائف، وتوفير فرص التعليم والتدريب والتطوير من أجل الاستفادة من قدرات الخريجين الجدد في تعزيز المسيرة التنموية.
وتابعت إنه منذ إنشاء الدائرة في العام 2006 أخذنا على عاتقنا مهمة إقامة المعارض التي نجحت بالفعل في تخفيض حجم البطالة بنسبة كبيرة، حيث أقيم المعرض الأول للتوظيف في الفجيرة عام 2007 بمشاركة 45 جهة من الدوائر المحلية والاتحادية والقطاع الخاص، وتلقى هذا المعرض 2000 طلب من الباحثين عن العمل في جميع التخصصات، وتم توظيف 127 من هؤلاء المتقدمين، وفي العام 2008 أقيم المعرض في نسخته الثانية بمشاركة 50 جهة من الدوائر المحلية والاتحادية والقطاع الخاص، وتم تعيين منهم 300 مواطن ومواطنة في مواقع مختلفة، وفي العام 2009 شارك في المعرض 63 جهة، وتم طرح 1000 وظيفة أغلبها للجهات العسكرية الاتحادية، وتم توظيف 500 طالب وظيفة، أمّا في المعرض الرابع للعام 2010 فقد تم توظيف أكثر من 600 طالب وظيفة، بينما طرح المعرض الخامس للتوظيف نحو 2800 فرصة عمل بمشاركة 76 جهة حكومية وخاصة، وشهد المعرض السادس 3000 فرصة عمل.
واستكملت، كان المعرض في نسخته السابعة للعام 2013 قد نُظم بمشاركة 103 جهات ومؤسسات مدنية وعسكرية، وطرح نحو 1000 وظيفة في مختلف التخصصات، بينما شارك في معرض التوظيف الثامن 160 جهة مختلفة، وفي السياق ذاته تمكن معرض الفجيرة التاسع للتوظيف من تحقيق أهدافه المرجوة بتوفير فرص عمل للباحثين عنها دون عناء التنقل بين مؤسسة وأخرى، بعد أن سجل ما يقارب 4700 طلب وظيفة خلال أيام المعرض الثلاث، وقد جذب أكثر من 10000 زائر.
أمّا على صعيد البرامج التدريبية فقالت: هناك خطة سنوية خاصة تُعنى بتدريب وتأهيل الموظفين من الدوائر المحلية والهيئات الاتحادية في الفجيرة، وأيضاً برامج الخريجين الجدد ضمن برنامج البحث عن وظيفة، مشيرة إلى أن جميع هذه البرامج والخطط تسعى بحرص لأن تواكب الرؤية والخطة الاستراتيجية لإمارة الفجيرة فيما يعود بالنفع الإيجابي العام على هذه المؤسسات وعلى أبناء الفجيرة.
وتطرقت إلى برنامج وظيفة وهو برنامج دوري متكامل يقدم للباحثين عن عمل من إمارة الفجيرة فرصة تدريبية رائعة للتعرف على أبرز وأهم المهارات التي من المهم معرفتها عند التقدم للبحث عن وظيفة مهما كان مجالها، حيث دأبت دائرة الموارد البشرية على تقديم عروض متكاملة لهذه الفئة بالتحديد لتعريفهم على الأدوات والمهارات الأمثل قبل الوظيفة وبعدها ابتداءً من كتابة السيرة الذاتية، و التدريب على المقابلات الوظيفية، وعند الحصول على وظيفة وما يتبع عملية التوظيف أو فيما يُعرف بالتمكين الوظيفي، والهدف من هذا البرنامج تسهيل الطريق على الباحث عن عمل والتركيز على الأساسيات المهمة والفعالة للحصول على الوظيفة المناسبة.
عبير الشريف: وظيفة لكل مواطن
أشادت عبير الشريف مسؤول الإعلام والتنسيق بدائرة الموارد البشرية بحكومة الفجيرة بما توليه القيادة الحكيمة لتوفير فرص العمل للمواطنين ومتابعة ملف التوطين والنسب والمعدلات التي حققتها مؤسسات الدولة المختلفة.
وأشارت إلى أن دولة الإمارات حريصة على توفير الوظيفة المناسبة لكل مواطن وتمكينه من الإسهام في خدمة مجتمعه وتأدية دوره لأنه الثروة الحقيقية للوطن، مؤكدةً أن صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، يدعم دائماً هذه المعارض التي تعتبر فرصة للباحثين عن وظائف من المواطنين والتسهيل عليهم للحصول على الوظيفة المناسبة لهم.
خلود الشحي: تطور مستمر للمعرض
أثنت خلود الشحي رئيس قسم التعيين والتوظيف بدائرة الموارد البشرية بحكومة الفجيرة على التطور الملحوظ الذي يشهده معرض التوظيف في الإمارة عاماً بعد عام، مثمنةً جهود سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي ولي عهد الفجيرة وحرصه على زيارة المعرض، ودعمه الواضح لجهود التوظيف في الإمارة، شاكرةً جميع الجهات المشاركة في تنظيم هذا الحدث الذي يحظى باهتمام مؤسسات القطاعين العام والخاص والشباب الإماراتي على مستوى الدولة والإمارة.
امنية صدقي