تشهد مدن المنطقة الشرقية بإمارة الشارقة طفرة كبيرة في مشاريع البنية التحتية والخدمية والتنموية، على رأسها شبكات الطرق التي أولاها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة اهتماماً كبيراً، في اختراق الجبال والأنفاق لتسهيل تنقل المواطنين والقاطنين بين الشارقة والمدن والقرى المحيطة بها، وتقديم أفضل الخدمات بما يواكب خطط التنمية الشاملة في إمارة الشارقة والدولة بشكل عام.
خورفكان الشارقة
يعد طريق خورفكان – الشارقة خير مثال على الرؤية الثاقبة لسمو الحاكم الذي يسعى إلى توفير حياة كريمة للمواطنين والتخطيط للأجيال القادمة، بإنشاء شبكة طرق آمنة بمواصفات عالمية، وصفها البعض بالإعجاز الهندسي لاختراقها الجبال الحصينة بخمسة أنفاق تم الانتهاء من 4 منها، فيما يبلغ طول النفق الأول 1300 متر، والثاني 860 متراً، والثالث 300 متر، أما الرابع فيبلغ طوله 1400 متر، والنفق الكبير والرئيسي الواقع في وسط المشروع يصل طوله إلى 2600 متر، سيتم الانتهاء منه في شهر مارس القادم بإجمالي شبكة طرق نفقية تصل إلى 6460 متراً، على أن يفتتح المشروع بالكامل أمام حركة السير نهاية 2018، ويضم كل نفق من الأنفاق الخمسة، حارتين في كل اتجاه، إضافة إلى مساحة آمنة للوقوف الطارئ، صُممت وفق أعلى معايير الجودة العالمية، في مجال الطرق ومواصفات الأمن والسلامة المرورية.
ويوفر الطريق الجديد، الوقت ومشقة السفر ويخفف من حركة الزحام على مدينة الفجيرة، ويختصر المسافة والوقت بحيث يقطع المسافر من خورفكان للشارقة المسافة في 45 دقيقة فقط بدلاً من ساعة ونصف الساعة في الأوقات العادية وساعتين في أوقات الذروة، إلى جانب خلق محور تنمية جديد وإبراز جماليات منطقة وادي شي، ودعم حركة السياحة البيئية والترفيهية في مدينة خورفكان، والتي ازدهرت في الآونة الأخيرة بفضل اهتمام ورعاية صاحب السمو حاكم الشارقة.
الدائري
يفتح الطريق الدائري الغربي لمدينة خورفكان، آفاق التنمية والتمدد العمراني للمدينة، حيث تقع داخل طوق جبلي من ثلاث جهات، يقابلها بحر عمان من الجهة الرابعة، غير أن المشروع يخترق المحيط الجبلي للمدينة.
ويأتي المشروع ضمن مبادرات صاحب السمو رئيس الدولة، وتنفذه وزارة تطوير البنية التحتية، ويتضمن شق طرق محورية تربط المناطق ببعضها البعض، ويعد أحد أهم مشاريع الطرق لما له من أهمية كبيرة في الانتقال والتحرك من وإلى مختلف مناطق المدينة، حيث تم تصميم الطريق المحوري بشكل يطوق المدينة عابراً جبالها الشاهقة، ويصل من مدخلها على طريق الفجيرة – خورفكان إلى أقصى مناطقها في الجنوب الغربي، وتحديداً منطقتي الزبارة والحراي اللتين تحفلان بالعديد من المجمعات السكنية،
وتعدان الظهير المستقبلي للتوسع العمراني لمدينة خورفكان، فضلاً عن دورهما الرئيسي في حماية المدينة من السيول، حيث تم رفد الطريق بمعابر تصريف للأمطار، وشبكات وقنوات مائية تحول دون وصول السيول إلى المناطق السكنية الموجودة في المنخفض أسفل سلسلة الجبال الشاهقة الارتفاع.
ويمر الطريق بمناطق عدة، تبدأ من منطقة الجرادية مروراً باليرموك والمديفي وحياوة والحوامي والحراي، وصولاً لمنطقة الزبارة واللؤلئية باتجاه دبا الفجيرة وضواحيها، فضلاً عن إسهامه في ربط مناطق خورفكان بمناطق جبلية تابعة لإمارة الفجيرة. ويسهم الطريق في فتح آفاق جديدة للتمدد العمراني والبشري خارج مركز المدينة المكتظ بالسكان في قلب المدينة، ليمتد العمران إلى الأطراف على جانبي الطريق، حيث يخدم الطريق المجمعات العمرانية القائمة والمستقبلية، فضلاً عن توفير وقت روّاد الحركة المرورية، وتخفيف التكدس المروري المعهود بوسط المدينة، وتحديداً شارع خالد القاسمي، وهو الشارع الرئيسي الرابط بين المدينة وإمارة الفجيرة.
طريق الشاحنات
تنفذ وزارة تطوير البنية التحتية، ضمن مبادرات صاحب السمو رئيس الدولة، طريق الشاحنات في الجهة الشرقية – قبالة الطريق الدائري الغربي – بتكلفة 100 مليون درهم، وهو أحد أبرز الطرق المحورية أو الدائرية التي تم إنجازها في مدينة خورفكان بطول 5 كيلومترات في عمق الجبال الموازية لبحر عمان بحارات مزدوجة، وبأقصى نسبة ميل 6%، ويمتد من طريق الفجيرة خورفكان جنوباً، وصولًا إلى ميناء خورفكان شمالاً، مع تنفيذ أعمال تصريف مياه الأمطار والمكونة من معابر سفلية، وقنوات مائية موازية، إضافة إلى أعمال تثبيت الصخور الجبلية على جانبي الطريق، فضلاً عن أعمال الإنارة.
وقال عبدالله الصم النقبي رئيس مجلس بلدي خورفكان إن مشاريع الطرق داخل خورفكان ستقدم خدمات جليلة للمدينة والمناطق المحيطة والمتاخمة لها، وفوائدها عديدة على المستويين الاقتصادي واللوجيستي للميناء البحري، وفي التسهيلات المرورية التي سيحدثها على المستوى السياحي خاصة لمدينة خورفكان والقادمين إلى المنتجعات السياحية في إمارة الفجيرة للاستمتاع بشواطئ خورفكان.
ولفت النقبي إلى أن الطرق الجديدة التي تمت بالفعل والأخرى في طور الإنشاء ستحدث نقلة صناعية واقتصادية كبيرة في المدينة، وتفتح مجالاً للتوسع في منطقتي اليرموك والجرادية على جانبي الطريق الدائري الغربي، حيث ستدفع المواطنين لإقامة الصناعات الصغيرة والتحويلية على هذا الشارع، كما ستقام المرافق الخدمية بما يحدث رواجاً في تلك المناطق التي يخدمها الشارع.
طريق كلباء
يعد مشروع طريق كلباء الدائري، أحد المشاريع اللوجيستية الهامة الداعمة للتمدد العمراني في مدن الفجيرة وكلباء، والتي تساهم بشكل فعال في الدفع بعجلة التنمية وتنشيط الحركة التجارية البينية بين مدن الساحل الشرقي، وخلق مجتمعات عمرانية جديدة للتوسع الأفقي في المدينتين، والتخفيف من الضغط المروري على مدينة الفجيرة للمتجهين إلى إمارة دبي.
وتقوم حالياً وزارة تطوير البنية التحتية بتنفيذ مشروع طريق كلباء الدائري الرابط بين شارع الشيخ خليفة، ومركز خطم الملاحة، حيث تمتد المرحلة الأولى من دوّار مقصب كلباء قبالة الكورنيش، إلى دوّار مطار الفجيرة بطول 4.5 كم، وبتكلفة إجمالية تبلغ 29 مليون درهم تقريباً.
يتكون المشروع من طريق مزدوج بحارتين لكل اتجاه، مع جزيرة وسطية تسمح بتطوير الطريق مستقبلاً بإضافة حارة ثالثة، مع إنشاء إشارة ضوئية وأعمال صرف مياه الأمطار، وتنفيذ شبكة إنارة الطرق مع تركيب حواجز معدنية للحماية.
يهدف المشروع إلى ربط طريق كورنيش كلباء بطريق الشيخ خليفة بالفجيرة، الأمر الذي يدعم شبكة الطرق الاتحادية، فضلاً عن دوره في تحسين ورفع كفاءة عملية ربط الإمارات الشمالية بإمارتي أبوظبي ودبي، وانسيابية الحركة المرورية.
رصف الطرق
تم رصف نحو 10 وصلات داخلية بمنطقة البراحة، بإجمالي نحو 5 كيلو مترات، وبتكلفة إجمالية بلغت 8 ملايين و 300 ألف درهم، ضمن مشاريع للارتقاء بالمناطق والأحياء في مختلف أرجاء مدينة كلباء.
وتعدّ منطقة «البراحة» من المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، وكانت شوارعها قد عانت لسنوات مضت، الأمطار وما تخلفه من تربة طينية تعيق الحركة في فصل الشتاء، فضلاً عن معاناة السكان بسبب انتشار الغبار والأتربة، نتيجة عدم رصف الشوارع الداخلية، وتسهيل حركة الطلاب، حيث توجد بالمنطقة مدرسة عبدالرحمن الناصر للتعليم الأساسي.
وقال محمد عبدالله الزعابي رئيس المجلس البلدي لمدينة كلباء إن الطريق الدائري يخفف الضغط على الطرق الداخلية لمدينة كلباء، حيث يعمل على تحويل حركة الشاحنات إلى الطريق بعيداً عن منتصف المدينة، الأمر الذي يساهم في زيادة معدلات الأمن والسلامة لمستخدمي الطرق الداخلية، وزيادة انسيابية الحركة المرورية، كما يساهم في دعم النمو الاقتصادي والتجاري والسياحي للمدينة والتوسع العمراني في الظهير الخلفي للمدينة.
كما يعزز الطريق من عملية الربط الجغرافي مع سلطنة عمان ، من خلال تسهيل التنقل والحركة المرورية إلى منفذ خطم الملاحة الحدودي، الذي يربط الدولة بالسلطنة، حيث يعد أحد أكبر المنافذ البرية بالدولة، بجانب نقل حركة السيارات القادمة من منطقة وادي الحلو إلى شارع خليفة بن زايد مباشرة من دون الدخول إلى مدينة كلباء.
دبا الحصن
تشهد مدينة دبا الحصن إنجازات كبيرة ومستمرة على مستوى شبكة الطرق، والتي تم إنجاز عدد كبير من المشاريع خلال السنوات القليلة الماضية ومنها ما تم إنجازه في الفترة الأخيرة كشارعي الطريق الوسطي والدائري، إضافة لشارع الواجهة البحرية في جزيرة دبا الحصن، وما يتضمنه من ممشى جميل.
وأشار المهندس علي أحمد بن يعروف رئيس المجلس البلدي لمدينة دبا الحصن إلى أنه خلال هذا العام تم إنجاز عدد من المشاريع الخاصة بالطرق الداخلية في أحياء الدوب والسيح والمهلب والحي الشمالي، حيث تم رصف عدد كبير من الشوارع في هذه الأحياء السكنية بالفعل، ويتم الآن رصف الأجزاء المتبقية من هذه الشوارع، مع عمل المواقف وإدخال الخدمات كالصرف الصحي وصرف الأمطار وتركيب قواعد لأعمدة الإنارة.
وقال إن المجلس البلدي يأمل في قيام هيئة الطرق والمواصلات بالبدء في تنفيذ مشروع رصف الطرق الداخلية بالحي الغربي خلال الفترة القادمة، ليكتمل إنجاز رصف معظم الأحياء السكنية بمدينة دبا الحصن، بعد إنجاز الحي الغربي، إلى جانب مشروع الميناء في طور اعتماد المشروع خلال هذا العام.
محمد صبري