صدر حديثاً كتاب «صاحب السموّ الشيخ حمد بن محمد الشرقي.. سيرة حاكم» للمؤلف مراد عبد الله البلوشي، حيث استعرض الكاتب مراحل مختلفة من حياة صاحب السموّ الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، منذ ولادته في عام 1949، مروراً بالتحاقه بأول مدرسة نظامية في الفجيرة، ثم انتقاله للدراسة في المملكة المتحدة.
يتناول المؤلف المراحل العملية في حياة صاحب السموّ حاكم الفجيرة منذ أن تولى منصب ولي العهد، ثم توليه حقيبة الزراعة والثروة السمكية في أول تشكيل وزاري في البلاد، كما يركز على مرحلة حكمه، والتي بدأت في عام 1974، وعلاقته بالمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وبإخوانه حكام الإمارات، ويرصد اهتمام ومتابعة سموّه للخدمات التي تسهل حياة الناس، كالتعليم، والصحة، والأمن، والشؤون الاجتماعية.
يستعرض الكتاب بشكل مفصل نشأة صاحب السمو حاكم الفجيرة، الذي ولد في ظروف اقتصادية بالغة الصعوبة، حيث لم تكن هناك كهرباء ولا مياه حكومية ولا مشاريع صحية، وتلقى تعليمه في مدارس الفجيرة، وقبلها في الكتاتيب، ثم المدرسة الصباحية في الفجيرة عام 1961. ثم انتقل إلى لندن لدراسة اللغة الإنجليزية، فالتحق بكلية «لندن كولج» ثم مدرسة «إيست بورن»، ثم كلية «هندن بلويس كولينج» لدراسة العلوم الشرطية والعسكرية، ثم كلية «ساند هيرست» وهي الكلية العسكرية الشهيرة، فتعلم العلوم العسكرية بها لمدة 6 أشهر.
كما تناول المؤلف تولي سموه حقيبة وزارة الزراعة في أول تشكيل وزاري عقب قيام الاتحاد، وذلك في 9 ديسمبر/ كانون الأول عام 1971، وكان تحديّاً كبيراً للحكومة الجديدة ولوزير الزراعة، في ظل عدم وجود موارد بشرية مواطنة تساعد على نجاح وتطبيق الخطط. وهنا قال سموّه: «في بداية مسيرة الاتحاد، لم تكن الوزارات مجهزة، ولم يكن فيها كوادر وطنية، ما جعلنا نستعين بموظفين من مكتب التطوير لتصريف أمور الوزارة، وقد استطعنا والحمد لله تأهيل المواطنين للعمل في هذا القطاع». وساهم سموه في وضع سياسات وخطط استراتيجية لإيجاد سبل للحفاظ على المصادر المائية، باعتبارها العمود الفقري لنجاح خطط الوزارة المستقبلية.
يشير الكتاب إلى الدور الحيوي الذي قام به سموّه في تطوير التعليم في الإمارة، وحرصه الكبير على تخريج أجيال متعلمة ومثقفة وحاصلة على أعلى الشهادات العلمية في التخصصات كافة، كذلك اهتمامه بالإعلام المحلي، وكان دوره ودعمه الأبرز للإعلام هو إتاحة مناخ الحرية والنقد البناء لدى جميع العاملين في الصحف المحلية ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة، كما تحدث الكتاب عن التطور الكبير الذي شهدته إمارة الفجيرة في المجال الطبي والصحي.
يقول الإعلامي والكاتب مراد عبدالله البلوشي: «أحمد الله كثيراً على توفيقه، وأشكر صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة على ثقته الغالية، ومتابعته الدائمة لمراحل إنجاز هذا العمل الذي يحكي سيرة سموّه ويقع في 11 فصلاً و574 صفحة».
وأضاف: «لقد سررت كثيراً لمشاركة أنجال صاحب السموّ حاكم الفجيرة، سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي ولي عهد الفجيرة، والشيخ الدكتور راشد بن حمد الشرقي رئيس هيئة الثقافة والإعلام، والشيخ مكتوم بن حمد الشرقي رئيس نادي الفجيرة، بهذا العمل، ومتابعتهم الدائمة له، وحرصهم على أن يكون بهذا المستوى الراقي».
كما أشاد البلوشي بدور الشيخة سارة بنت حمد الشرقي، التي أشرفت على الكتاب من الناحية الفنية حتى خرج بهذا الشكل البديع. مؤكداً أن هذا الكتاب، يعد أول كتاب ذكي في دولة الإمارات؛ لما يحتويه من مقاطع فيديو يمكن مشاهدتها عبر الأجهزة الذكية.
كما تم وضع صور للمنجزات التي تحققت على أرض الواقع في مجالات مختلفة، مثل الثقافة، والمواصلات، والصناعة، فبدعم سموه ومتابعته استطاعت الإمارة الجميلة أن تنافس مدن العالم في مجال الاتصال والتواصل عبر البحار، فهي اليوم تحتل المرتبة الثانية عالمياً في مجال تزويد السفن بالوقود.
يقول الكاتب واصفاً صاحب السموّ حاكم الفجيرة: «إن سموه يفضل العمل بصمت وصبر.. هو بسيط في مجلسه، محبوب بين شعب إمارته، مثقف متواضع، عميق الفكر، وبعيد النظر، الشعب في الفجيرة يتحدث عن عدله، وتواضعه، وديمقراطيته».
وقد قال سموّ الشيخ محمد بن حمد الشرقي ولي عهد الفجيرة معقباً على الكتاب: «استطاع الكاتب حقاً أن ينقل لنا ولأجيال المستقبل صورة واقعية للحياة في إمارة الفجيرة، في السابق وحتى يومنا هذا، عبر حديثه عن المراحل المختلفة من حياة الوالد، ليضع أمامنا مادة توثيقية غنية عن تلك الأيام، برزت من خلالها الإنجازات التي تحققت على أرض الواقع، ومتابعة الوالد جوانب الحياة المختلفة، ورصده الإنجازات الوطنية التي تحققت بفضل الله تعالى، ثم توجيهات ومتابعة الحاكم حفظه الله».
وأضاف: «إن صعوبة الحديث عن الوالد صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، إنما تنبع من صعوبة الحديث عن صفات نادرة، قلما نجدها في الشخصيات العامة. فهو شخصية فذة، تتعلق به الأبصار، وترقبه أينما حل، وتنجذب إليه القلوب والنفوس، كلما قرن القول بالفعل. سعادته في سعادة شعبه، وفرحه من فرحهم. يخالطهم ويجالسهم إذا ذهب إليهم، ويكرمهم حينما يأتونه».
يتابع سموّه قائلاً: «إن الناظر إلى إمارة الفجيرة، والمتابع لما تشهده من تطورات، في كل المجالات، يدرك تماماً حقيقة هذا الحاكم الذي يمتد نهاره، ليتداخل مع ليله؛ عملاً ومثابرة أثمرا تنمية وعمراناً ونهضة في كل مناحي الحياة، حتى أضحت إمارة الفجيرة جاذبة للسياحة والأعمال والاستثمار والحياة الهنيئة».
أما الشيخ راشد بن حمد الشرقي رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام فيقول: «فأينما ذهبنا في الفجيرة، نجد بصمات صاحب السمو شاخصة للعيون والأذهان. وكثيرة هي المواقف الوطنية النبيلة التي وقفها صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي. شخصية فذة وواعية ومفعمة بالإنسانية والنبل، يراعي أحوال الناس ويحادثهم بهدوء وشفافية ووضوح. يقترب منهم ومن مشاكلهم ليكون عطاؤه غزيراً. لا أقول ذلك لأنه والدي، بل هي الحقيقة التي يحاسبنا عليها التاريخ».
ويضيف: «الكتاب الذي بين أيدينا هو أيضاً شهادة صادقة في حق رجل، أوفى دينه، ووطنه، ومجتمعه، فنال الغاية، وحقق الهدف، وأسعد شعبه، وسعد بدوره بمحبة الجميع.. أحد عشر فصلاً بحث فيها الكاتب في سيرة رجل صالح، ووثق لها بكلمات مباشرة ودقيقة، وبالصور الخاصة، والنادرة».
بكر المحاسنة