تتمتع الفجيرة بمكانة سياحية متميزة حيث تضم البحار المفتوحة، والشواطئ الممتدة بطول نحو 70 كيلومتراً، وجبالا شاهقة وسهولاً رملية جاذبة، فضلاً عن العديد من الآثار والقلاع والحصون والمتاحف، إلى جانب المنارات الإسلامية المتمثلة في جامع الشيخ زايد؛ ثاني أكبر مسجد بالدولة، ومسجد البدية العتيق. وكل هذا يجعل من الإمارة مقصدا دائما للزوار في مختلف المناسبات، وإن كان هذا الإقبال يتأثر من وقت لآخر ولأسباب معينة مثل الأجازة الصيفية ورغبة المقيمين في الذهاب إلى بلدانهم.
وأجمع مختصون على أن واقع السياحة الداخلية هذا العام في الفجيرة جاء مغايراً للمألوف، بعد أن كانت الإمارة وجهة سياحية مفضلة للعديد من السياح والزوار، نسبة لما تحوزه من موارد سياحية متميزة، جعلها عنواناً رئيساً للقطاع في الأعياد والمناسبات الرسمية، وأرجع مختصون في القطاع الفندقي تدني نسبة الإشغال في القطاع خلال عطلة العيد هذا العام إلى 80%، بدلاً من نسبة الإشغال الكاملة التي كان يحققها قطاع الضيافة بالإمارة الأعوام الماضية، أن إجازة العيد تزامنت مع عطلة المدارس الصيفية، وتأهب العديد من العائلات والأفراد للسفر خارج الدولة
وتتوافر بالفجيرة منصة للسياحة البحرية من خلال المكونات التي يمتلكها نادي الفجيرة للرياضات البحرية، باعتباره واجهة السياحة البحرية في الإمارة، حيث أشار أحمد إبراهيم درك، المدير التنفيذي للنادي، إلى أن إدارته تمتلك عدداً من النوافذ البحرية والبرية، القادرة على جذب السياح وزوار الإمارة، أبرزها 4 مطاعم من فئة خمس نجوم، إلى جانب قوارب الصيد والنزهة لتلبية طلبات محبي الرحلات البحرية، فضلاً عن اليخوت المجهزة لرحلات الصيد، كما يمتلك النادي بموقعه الاستراتيجي على شاطئ البحر 3 مراكز للغوص، تمثل عاملاً لجذب الكثير من النزلاء في الفنادق وزوار الإمارة خلال العطلة.
ويعد منتجع لومريديان الاستثناء ضمن منظومة القطاع الفندقي، بعد أن سجّل نسبة إشغال كاملة 100% خلال عطلة العيد، خلافاً للمؤسسات الفندقية بالفجيرة، بعد أن استفاد الفندق من نجاعة أعماله التسويقية، بحسب مديره العام باتريك أنطاكي، الذي أشار إلى أن إدارته حققت نسبة إشغال بلغت 70% من السياح داخل الدولة، و30 % من خارج الدولة وتحديداً من دولتي روسيا وألمانيا.
وتابع أنطاكي: «نسبة إشغال القطاع هذا العام تعتبر معقولة إذا استصحبنا هذا العامل المؤثر المتمثل في تزامن العطلة مع إجازة المدارس؛ الأمر الذي يؤكد مكانة الفجيرة باعتبارها الملاذ الجمالي للسياح والزوار خلال العطلات، منوهاً إلى أن إدارته حققت هذا العام على الرغم من الظرف العام، نسبة نمو في الإشغال بلغت 11%، مقارنه بعيد الفطر الماضي».
وأوضح خالد برية، مدير عام فندق كونكورد الفجيرة، أن نسبة إشغال الفندق هذا العام، تدنت إلى 80%، نسبة لتفضيل الكثيرين قضاء العطلة خارج الدولة، مشيراً إلى أن إدارته قدمت العديد من العروض الترويجية لجذب السياح، حيث ساهمت العروض في تحقيق نسبة إشغال معقولة بحكم واقع السوق، ومع ذلك نتطلع لنسبة أعلى.
وقال برية: «الفجيرة احتلت على مدى السنوات الماضية مكانتها المتميزة على الخريطة السياحية على المستويين الداخلي والخارجي، وكانت نسبة الإشغال كاملة في جميع المناسبات الوطنية والدينية، بيد أن تزامن عطلة العيد مع الإجازة الصيفية هذا العام، دفع كثيرين لشدّ الرحال خارج الدولة».
بدوره يرى ربيع ناصر، مدير إدارة الغرف بفندق كونكورد، أن نسبة الإشغال هذا العام تعتبر متدنية مقارنة بالسنة الماضية.
محمد الوسيلة