نظمت جمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية بالتعاون مع غرفة تجارة وصناعة الفجيرة، مساء الأربعاء، ثاني ندواتها الرمضانية النسائية التي تأتي ضمن فعاليات الدورة الثالثة لمنتدى الفجيرة الرمضاني، حيث جاءت بعنوان “كيف نبني أسرة متماسكة وسعيدة؟”، بدبا الفجيرة.
الشارقة 24:
تحت رعاية سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي ولي عهد الفجيرة، نظمت جمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية بالتعاون مع غرفة تجارة وصناعة الفجيرة، مساء أمس الأربعاء، ثاني ندواتها الرمضانية النسائية التي تأتي ضمن فعاليات الدورة الثالثة لمنتدى الفجيرة الرمضاني، حيث جاءت بعنوان “كيف نبني أسرة متماسكة وسعيدة؟”، وذلك في مجلس السيد أحمد بن علي الظنحاني بدبا الفجيرة.
وتحدثت في الندوة صابرين اليماحي نائب رئيس جمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية ومديرة مبادرة واحة حواء، وفاخرة داغر رئيسة قسم الأنشطة والفعاليات في الجمعية، وحليمة المطروشي من وزارة الداخلية، وأدارت الجلسة المذيعة عواطف محمد، ودارت النقاشات خلال الندوة حول الأسرة المتماسكة وكيفية بنائها والحفاظ على كينونتها واستقرارها واستمرارها، حيث تم تسليط الضوء حول عدد من الموضوعات الهامة في هذا الشأن، والتي لها الأثر البالغ في الحفاظ على بقاء الأسرة وحمايتها من التشتت والانهيار.
وأكدت المذيعة عواطف محمد في بداية حديثها، على تحديد الأطراف والجهات المسؤولة عن حماية تماسك الأسرة، مشيرةً إلى أن ذلك لن يتحقق إلى عن طريق معرفة أساس الخلل في كيان الأسرة، وأن للوالدين الدور الكبير والمؤثر في إحداث هذا التماسك، من خلال تعليم الأبناء أسس الحياة الناجحة ليُنشِئوا بذلك جيلاً متماسكاً مستقراً قادراً على تحمل المسؤولية الملقاة على عاتقه.
من جهتها، أكدت صابرين اليماحي، بأن الأسرة هي اللبنة الأساسية في المجتمع، والتي إن صلحت صلح المجتمع، وإن تزعزع استقرارها كان ذلك طريقاً للتفكك الأسري.
وأشارت اليماحي أن من مقومات صلاح الأسر اختيار الزوج الصالح، وركزت على الاهتمام الشديد بالتوافق والتواصل الفكري بين الزوجين، واتزان المستوى الثقافي والعلمي بينهما، ومراعاة التوافق في المستوى البيئي، والتعاون بين الزوجين في الحياة العامة، وتقاسم المسؤولية الأسرية إيماناً بأن هذه الحياة هي شراكة تحتاج إلى التعاون والتآزر لاستقرارها.
وأضافت اليماحي: “من وظيفة الأسرة التربية، والتربية لا تكون بالتباهي باختلاف المستويات المادية، فأحوال البشر ليست سواء، فمنهم متوسط الحال ومنهم الغني ومنهم الفقير، فلابد من تعليم الأبناء أن أساس الاستقرار الأسري وتحقيق السعادة الأسرية لا يكون بما يملك الإنسان من مال، بل بقدرته على الحفاظ على هذه الأسرة بغرس الثقة بين الزوجين، وأن يؤدي الطرفان واجباتهما ويتفقا على حقوقهما، وقد تكون المسؤولية أكبر على الزوجة فهي المؤثر والقادر على دعم التماسك الأسري، ومن واجبها أن تظهر الاهتمام والثقة بالزوج، وتهتم بحياته عامة وبحياته الدينية كذلك وبنصحه وتوجيهه”.
من ناحية أخرى، تحدثت حليمة المطروشي، حول التحديات الداخلية والخارجية التي تواجه الأسرة وكيفية مواجهتها، مؤكدة بأن دولة الإمارات ومع تنوع ثقافاتها ووجود أكثر من 200 جنسية، أصبح لابد من العمل بجهد للحفاظ على تماسك الأسرة، وصولاً إلى الاستقرار الأسري، ولإخراج جيل متماسك ضمن أسرة سعيدة، وقالت المطروشي: “إن الأساس في استقرار الأسرة يتمثل في الأب والأم فهما المسؤولان عن إعداد جيل متماسك من خلال التربية الصالحة لهؤلاء الأبناء، وتعليمهم أسس نجاح هذه الحياة الزوجية وسبل استقرارها”.
وأضافت المطروشي: “نحن بحاجة إلى عقد مثل هذه الندوات والمحاضرات للأمهات، لتترسخ القيم بالشكل الصحيح، فالأمهات هنَّ الأساس في التربية وخلق جيل من الفتيات يعرفن حقوق الزوج، ويعين مدى المسؤولية الواجبة عليهن، ويتغلبن على المشكلات التي تواجههن في الحياة الأسرية”.
بدورها، سلطت فاخرة داغر الضوء، حول الخلل الأسري وأنه ينتج عندما لا يعرف الشخص كيف يميز بين واجباته وحقوقه، مؤكدة أن أغلب المشاكل الأسرية تحدث عند نسيان الحقوق والواجبات لأنها متوفرة بواقع الحال، وقالت إن تأدية الواجبات بشكل تلقائي ينتج عنه إيجاد الحقوق، واصفةً ذلك بأنه عملية تبادلية، اختلت موازينها بعد أن اختلفت واختلطت الأدوار بين الزوجين فقل التوازن، وأهملت الزوجة دورها كحلقة وصل بين الزوج وأبنائها، فكان لابد من دراسة الحقوق والواجبات قبل الزواج والإيمان بهذا المبدأ وحرص الآباء والأمهات على تعليمه لأبنائهم قبل الزواج.
وأضافت داغر: “يجب على الأم أن تراجع سلوكيات وتصرفات أبنائها، لتصبح الابنة والابن قادرين مستقبلاً على إدارة حياة زوجية متكاملة متوازنة، وذلك لا ينفي المسؤولية الملقاة على عاتق الأبناء”، مشددةً على دور الابنة المتعلمة التي لابد لها من معرفة دورها الأساسي في الحياة الزوجية ويجب أن تقرأ عن هذه الحياة، وتؤمن بأن الزوج يتعلم منها بعض السلوكيات والمشاعر والأساليب، فهي المؤثر الأكبر في هذه الحياة”.
وفي ختام الندوة، كرمت صابرين اليماحي ترافقها فاخرة داغر المتحدثات والمشاركات في الندوة.