يتهيأ القطاع السياحي في إمارة الفجيرة لدورة ازدهار جديدة تبدأ مع تدشين المزيد من العلامات الفندقية العالمية في الإمارة خلال العام الجاري لتلبية النمو المتسارع في الحركة السياحية الوافدة من الأسواق الدولية والسوق المحلي، بحسب مسؤولين وخبراء فندقيين.
وتوقع هؤلاء أن تسجل معدلات الإشغال الفندقي في الإمارة خلال موسم الصيف الحالي نسبا تصل إلى 90% في العديد من الفنادق مدعومة بالطلب من السوق المحلي الذي يشكل نحو 50% من الإشغال خلال الموسم، وكذلك عودة الحركة من الأسواق الرئيسية كالسوق الروسي والبريطاني والألماني مع الارتفاع الشديد في التدفقات من السوق الصيني.
وكشف سعيد السماحي المدير العام لهيئة الفجيرة للسياحة والآثار، عن تعديل الهيئة لتوقعاتها بالنسبة للطاقة الاستيعابية للفنادق العاملة في الإمارة بحلول العام 2020 لترتفع إلى أكثر من 6 آلاف غرفة، بدلا من 5 آلاف غرفة مستهدفه بحلول هذا التاريخ، وذلك في ظل تسارع الطلب من العلامات الفندقية العالمية للتواجد في الإمارة.
وأوضح السماحي في تصريحات لـ»الاتحاد» أن إجمالي عدد المنشآت الفندقية في الإمارة يبلغ حالياً نحو 39 منشأة بإجمالي 3900 غرفة وشقة فندقية، متوقعاً أن يرتفع عدد الغرف إلى 4500 غرفة بحلول العام المقبل، قبل أن يصل إلى 6000 غرفة في 2020 مع دخول الفنادق الجديدة قيد الإنشاء حالياً.
وتوقع السماحي أن يتجاوز عدد نزلاء فنادق الفجيرة خلال العام الجاري حاجز المليون نزيل مقارنة مع 930 ألف نزيل في العام 2016، وذلك في ظل مؤشرات تحسن السياحة العالمية وعودة الحركة إلى الأسواق الرئيسة مثل روسيا والصين وعدد من الأسواق الأوروبية، منوهاً بأهمية القرارات الخاصة بمنح تسهيلات الحصول على التأشيرات عند الوصول للسياح من الصين وروسيا، والتي أسهمت بشكل كبير في تعزيز التدفقات من هذه الأسواق، مشيراً إلى أن إجمالي عدد زوار الفجيرة يتجاوز مليوني زائر في العام باحتساب الزوار من السوق المحلي ومن سلطنة عمان.
وأشار إلى أهمية قطاع السياحة في إمارة الفجيرة حيث يسهم بما يتراوح بين 20 إلى 25% من الناتج المحلي الإجمالي للإمارة، مشيراً إلى الاهتمام البالغ الذي توليه حكومة الفجيرة بالقطاع من خلال الاستثمار في مشاريع البنية التحتية التي تدعم ازدهار صناعة السياحة، الأمر الذي أسهم في جذب أنظار العديد من العلامات الفندقية العالمية الراقية التي تبدى اهتماماً كبيرا تسعى للتواجد على شواطئ الفجيرة.
وقال إن القطاع الفندقي في الإمارة شهد مطلع هذا العام افتتاح منتجع شاطئ فيرمونت الفجيرة وسيعقبه قريباً افتتاح فندق انتركونتيننتال ويليه افتتاح فندق قصر السلام التابع لشركة الشعفار خلال شهر سبتمبر المقبل، مؤكداً أن الفنادق الجديدة ستسهم في تلبية جميع احتياجات السياح القادمين إلى الإمارة وتزيد من الخيارات المتاحة أمام النزلاء، خاصة من السوق المحلي الذي يساهم بشكل كبير في الإشغال الفندقي بالإمارة على مدار العام بالنظر لما تتمتع به الإمارة من جاذبية عالية للعائلات التي ترغب في الخصوصية والهدوء، الأمر الذي يصل بمعدلات الإشغال خلال العطلات إلى نحو 100%.
وأضاف أن الفجيرة أصبحت وجهة مميزة للسياح والزوار من داخل الدولة وخارجها لطبيعتها الخلابة وموقعها الجغرافي، وتضاريسها المتنوعة من جبال وسهول وشواطئ أسهم في النمو المتسارع للقطاع السياحي بها، حيث باتت تجذب أعداداً كبيرة من البواخر السياحية العالمية، فضلاً عن مقاصدها التراثية.
من جهته توقع باتريك أنطاكي، مدير عام منتجع لو ميريديان شاطئ العقة الذي يحتفل هذا العام بمرور خمسة عشر عاماً على تدشينه في الفجيرة، أن يسجل القطاع السياحي في دولة الإمارات بوجه عام والفجيرة على وجه الخصوص، أداءً إيجابياً، وذلك لما تتمتع به الدولة مع مقومات سياحية متنوعة وكذلك العامل الأهم الذي بات يتصدر أولويات السياح هو عامل الأمن والأمان.
وأضاف انطاكي أن قرارات منح تأشيرات الدخول لرعايا روسيا والصين عند الوصول إلى الدولة من شأنه أن يسهم كذلك في تعزيز الحركة السياحية الوافدة من هذه الأسواق متوقعاً ان يكون لهذا القرار مردود إيجابي قوي على الإشغال الفندقي خلال هذا العام لتتجاوز نسبة العام الماضي والتي بلغت 86%، لافتاً إلى أن معدلات الإشغال في منتجع لوميريديان العقة خلال الربع الأول من العام الجاري فاقت التوقعات.
وتوقع أن ترتفع معدلات الإشغال في المنتجع خلال موسم الصيف لتصل إلى 90% مقارنة مع 88% في موسم الصيف الماضي، وذلك في ظل ارتفاع الطلب من السوق المحلي مع اتجاه بعض الأسر لقضاء عطلة الصيف داخل الدولة، بالتزامن مع مؤشرات عودة الحركة إلى مستوياتها المرتفعة من السوق المختلفة خاصة الروسي والبريطاني الألماني.
وكشف انطاكي عن إطلاق منتجع لو ميريديان شاطئ العقة مجموعة من الفعاليات والعروض والمبادرات على مدار 15 أسبوعاً بدءاً من شهر أغسطس، وذلك احتفالاً بالذكرى الخامسة عشرة على تأسيسه، لافتاً إلى أن المنتجع الذي يبعد 90 دقيقة فقط بالسيارة عن مطار دبي الدولي، يوفر إطلالةً آسرة على مياه المحيط الهندي الصافية وسلسلة جبال الحجر، كما يقدم المنتجع مجموعةً من الأنشطة في الهواء الطلق، ويتميز باحتوائه على أكبر غرف مطلة على البحر على الساحل الشرقي إلى جانب أكبر حوض سباحة في المنطقة.
فيرمونت الوافد الجديد
وفيما يعد منتجع لوميريديان من أقدم المنتجعات في منطقة العقة، يشكل منتجع شاطئ فيرمونت الفجيرة احدث المنتجعات التي انضمت إلى قطاع الضيافة في إمارة الفجيرة، ليضيف أكثر من 180 غرفة وجناحا للطاقة الفندقية بالإمارة ويقدم المزيد من الخيارات أمام السياح، بحسب عمر صواب مدير عام الفندق.
ويتوقع صواب أن تشهد معدلات الإشغال في المنتجع الذي تم افتتاحه مطلع العام الجاري ارتفاعاً تدريجياً على مدار العام لتصل ذروتها مع افتتاح الشاطئ الخاص بالمنتجع، والعمل بشكل كامل في شهر أغسطس المقبل، مشيراً على أن معدلات الإشغال خلال المرحلة الأولى من الافتتاح جاءت إيجابية، متوقعاً أن تبلغ تتجاوز نسبة الإشغال خلال موسم الصيف نحو 65%.
ونوه صواب بالطلب الكبير على خدمات الفندق من السوق المحلي والخليجي الذي يتوقع أن يشكل أكثر من 50% من الإشغال بالفندق على مدار العام، بفضل التصميم المتميز للمنتجع المستوحى من الثقافة العربية والتفاصيل الطبيعية والتاريخية التي تعبر عن إمارة الفجيرة، بالإضافة إلى ما يتميز به من أجواء بعيده عن الصخب والازدحام في المدن مما يتيح للنزلاء فرصة الاسترخاء وقضاء أوقات ممتعة وهادئة مع العائلة، لافتاً إلى تقديم الفندق عروض خاصة للمواطنين والمقيمين خلال شهر رمضان والصيف.
توقع أن يرتفع الطلب من الأسواق الخارجية خلال الأشهر المقبلة مع افتتاح الشاطئ خاصة من السوق الروسي والأسواق الأوروبية والاسكندنافية، فضلا عن السوق الخليجي الذي يعد من الأسواق الرئيسة المستهدفة، مشيراً إلى حرص الفندق على المشاركة الدائمة مع سياحة الفجيرة في المعارض والمؤتمرات الدولية للترويج للمنتجع والتي كان آخرها سوق السفر العربي بدبي، حيث تم توقيع العديد من العقود لاستقبال الوفود السياحية بأعداد كبيرة اعتبارا مع شهر أكتوبر المقبل.
مصطفى عبد العظيم (دبي)